مازال موضوع محاولة المتظاهرين المصريين اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة الجمعة ، يتصدر اهتمامات الصحف العبرية الصادرة الأحد ، ليكشف عن ما جرى في الساعات الأخيرة قبيل تهريب السفير الإسرائيلي والبعثة الدبلوماسية من القاهرة . وأوضحت تقارير صحفية إسرائيلية إن الدبلوماسييين الذين كانوا محاصرين في داخل مبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة تم إخراجهم من هناك وهم متنكرون بزي عرب حتى لا يتمكن أحد من التعرف عليهم. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم الاحد إنه يتضح أنه كان هناك تنسيق على أعلى المستويات لتهريب السفير الاسرائيلي والبعثة الدبلوماسية الاسرائيلية بالقاهرة. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إخراج الدبلوماسيين الإسرائيليين بعد أن حوصروا لساعات في مبنى السفارة، وذلك بمساعدة الكوماندوز المصري، وعلم أنه تم إخراجهم من المكان ووجوههم مغطاة حتى لا يتعرف عليهم أحد. ونقلت عن مصادر عسكرية قولها إنه تنكروا بزي عرب، واعتمروا الكوفية وارتدوا ملابس مصرية محلية. إلى ذلك أشارت الصحيفة إلى أن الأجهزة الأمنية كانت تتابع طول يوم أمس والليلة الماضية الأحداث في محيط السفارة الإسرائيلية، في حين استعدت "شعبة العمليات" وسلاح الاستخبارات لأي تطورات قد تحصل. من جهته تابع قائد سلاح الجو الإسرائيلي عيدو نحوشتان، التطورات من "الكرياه" في تل أبيب، وفي الساعة الرابعة والنصف من فجر امس السبت توجهت طائرتان عسكريتان إلى مطار القاهرة لتنقل أفراد طاقم السفارة. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن نتنياهو ووزير الحرب إيهود باراك حاولا طوال ليلة الاقتحام التحدث مع رئيس المجلس العسكري الأعلى محمد حسين طنطاوي، إلا أنه، بحسب الصحيفة "لم يعثر المصريون عليه". ونقلت الصحيفة عن أحدهم قوله إنهم كانوا يستعدون لإمكانية دخول الجمهور الغاضب إلى داخل الغفة الأخيرة التي تحصنوا فيها، وذلك بعد أن بدأوا يسمعون أصوات المطارق والقضبان الحديدية. وأشارت إلى أن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان قد تحدث معه وطلب منهم أن "يدافعوا عن أنفسهم، وأن يستعدون لكل وضع" وأشارت إلى أنهم كانوا مستعدين، وكانت الأسلحة بأيديهم جاهزة لإطلاق النار ، وكتبت في هذا السياق أن الحراس كانوا يجرون تدريبات بشكل دائم على ما يسمونه "إجراء مظاهرة"، ويقومون بمراجعة الإجراءات يوميا، وأنهم كانوا مسلحين بوسائل قتالية مختلفة كان الهدف منها إطلاق نيران كثيفة دفعة واحدة ل"إجبار المتظاهرين على التراجع". في المقابل، كان رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الأمن ووزير الخارجية ورئيس الشاباك يتابعون التطورات عن طريق كاميرات الحراسة المنصوبة في السفارة. وكتبت الصحيفة أن الأمور كان من الممكن أن تنتهي بطريقة "سيئة" لولا وصول الكوماندوز المصري واستخدام لقوة كبيرة جدا من أجل تفريق الحشود الذين كانوا يحاولون اقتحام الباب الأخير. وكتبت أيضا أنه بالتنسيق مع مصر تم الاتفاق على أن يعتمر الحراس قبعة صفراء، وذلك لتجنب وقوع طلاق نار متبادل مع قوات الكواندو. وفي اللحظة الأخيرة قررت إسرائيلين أن يعتمر الحراس الكوفية على رؤوسهم حتى لا يتم تشخيصهم. وتابعت الصحيفة أن نتنياهو تحدث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وفي أعقاب ذلك قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا لطنطاوي إنه يجب عدم هدر الوقت، وحذره من "وقوع تراجيديا ذات أبعاد خطيرة". إلى ذلك، أبرزت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية حديث وزير الدفاع الأمريكي مع طنطاوي، وكتبت أن بانيتا وجه له رسالة حادة بشأن ضرورة العمل فورا على منع المس بالحراس الإسرائيليين في مبنى السفارة. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي مطلع على الاتصالات بأن المكالمة بين بانيتا وطنطاوي جرت بعد أكثر من ساعتين من محاولات كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية التحدث معه هاتفيا، إضافة إلى محاولات رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الأمن.