شك في نسب طفلته وكتم أنفاسها بعد تعذيب زوجته.. ماذا حدث ل"الطفلة " نورا بأكتوبر؟

اعتاد حمدى، الرجل الثلاثيني العمر، تعذيب طفلته نورا البالغة من العمر ثلاث سنوات لشكه في نسبها، وعززت زوجته التي تكبره ب3 سنوات الفكرة في ذهنه، بسبب كرهها لضرتها " والدة الطفلة"، خاصة بعدما تعدت عليها بالضرب وتسببت في رقودها داخل المستشفى لمدة أسبوع كامل بمحافظة الإسكندرية.. "ضربتها علقة موت".
حاولت زوجة الأب الانتقام من ضرتها عن طريق طفلتها نورا، حيث كانت تسخن المعادن وتحرقها على جسدها، حتى تلاحظ لأقارب الطفلة وجود آثار تعذيب على جسدها، ما دفع والدها وزوجته إلى الهرب منهم، ومغادرة محافظة الإسكندرية متجهين إلى شقة بمساكن عثمان بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة.
مكث الزوجين داخل شقة قانون جديد بمساكن عثمان، منذ حوالي شهرين، وسط خناقات بينهما كل يوم كادت أن تصل إلى جميع سكان العقار، وتناقلت أحاديث عن مشاجرتهم بين سكان المنطقة.. "بقالهم شهرين ساكنين وكل يوم خناقات وصوت عالي".
تلاحظ لسكان المنطقة أيضا تعذيب الطفلة نورا باستمرار ووجود آثار حروق بجسدها.
قبل ساعات معدودة من وفاة الطفلة ضربتها زوجة والدها كعادتها كل يوم لتبولها لا إراديا، وعلى إثر ذلك صرخت الطفلة بصوت عالي إثر ضربها المبرح، ما دفع والدها إلى ضربها على فمها لتصمت، لكن ضربات الأب دفعت الطفلة إلى الصراخ بصوت أعلى بسبب إصابتها بفمها.
حاول الأب إسكات رضيعته، عن طريق كتم أنفاسها، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة بين يداه، فحاول إيقافها لكن دون جدوى.
توجهت زوجة الأب " عزة"، إلى المستشفى حاملة الطفلة، لتدعى بسقوط الطفلة من الطابق الأول، وإصابتها التي أودت بوفاتها، وهذا ما نفاه طبيب المستشفى لدى الكشف على الطفلة حيث عثر على آثار تعذيب بجثتها.

تحقيقات أجهزة الأمن بالجيزة كشفت أن الطفلة "نورا"، ولدت داخل أحد السجون عام 2017 أثناء تنفيذ والديها عقوبة بالسجن في قضية سرقة.
وبينت التحقيقات أن والد الطفلة ويدعى "حمدي"، مسجل خطر سرقات وسبق سجنه عدة مرات قبل سابق، وأنه قضى مدة العقوبة، وخرج من السجن قبل زوجته، وتسلم طفلته حينها.
وأشارت التحقيقات إلى أن والد الطفلة تعرف على زوجته الثانية " عزة"، عمرها 33 سنة، وسافر إلى محافظة الإسكندرية ليقيم هناك رفقة زوجته وطفلته، خشية من معرفة زوجته " والدة الطفلة" مكانهم.
وأضافت التحقيقات أن والدة الطفلة، أخذت تبحث عن مكان زوجها وطفلتها بعد خروجها من السجن، حتى توصلت إلى مكان إقامته بمحافظة الإسكندرية، وبتوجها إليه، وقعت مشادة كلامية بينها وضرتها، تعدت على إثرها والدة الطفلة على الأخيرة بالضرب، محدثة إصابتها التي نقلت على إثرها إلى المستشفى لترقد داخلها لمدة أسبوع لتلقى العلاج.
وواصلت التحقيقات إلى أن "حمدي"، هرب مجددًا من والدة الطفلة، رفقة زوجته وطفلته، إلى مساكن عثمان بمدينة 6 أكتوبر.
عن يوم الجريمة اصطحبت أن زوجة الأب الطفلة إلى المستشفى زاعمة سقوطها من الطابق الأول، وبتوقيع الكشف الطبي على الطفلة تبين عدم إصابتها بكسور، ووجود آثار تعذيب بجثتها خاصة ظهرها، وخنق بالرقبة.
وبالبحث عن زوجة الأب تبين هروبها رفقة زوجها، إلى منطقة العجمي بمحافظة الإسكندرية، حتى تمكنت القوات من القبض عليهما.
وتلقى اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة إخطارًا من العميد علاء فتحي رئيس قطاع أكتوبر، بورود إشارة للرائد هاني عماد رئيس مباحث قسم شرطة ثالث أكتوبر، من مستشفى الشيخ زايد بوصول طفلة عمرها 3 سنوات، جثة هامدة ووجود آثار تعذيب بجسدها.
تحريات المقدم إكرامي البطران وكيل فرقة حدائق اكتوبر، توصلت إلى وفاة الطفلة إثر تعرضها لوصلة تعذيب على يد زوجة والدها، بمنطقة مساكن عثمان.
وأشارت التحريات التي أجريت بإشراف العقيد محمد ربيع مفتش مباحث الفرقة، إلى تمكن والد الطفلة وزوجته من الهرب، بعد تأكدهما من وفاة طفلته.
ووجه اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بتشكيل فريق بحث تنسيقا مع قطاع الأمن العام، وتتبع خط سير هروب الجناة، وسرعة ضبطهما.
وجرى التحفظ على جثة الطفلة تحت تصرف النيابة العامة، وتمكنت مأمورية برئاسة المقدم إكرامي البطران وكيل فرقة حدائق اكتوبر والرائد فريد معاذ معاون مباحث القسم من القبض عليهما بمحافظة الإسكندرية، وأخطر مدير أمن الجيزة بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.