وصف الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فتوى الأزهر الشريف بتحريم الانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية وباقي الجماعات المتطرفة في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب حول العالم، بأنها الفتوى التي ينتظرها العالم الإسلامي بأكمله. وأضاف "الجندي"، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الأحد،: "محدش يزايد على الأزهر، أي إخوانجي ما يفعله حرام، والانتماء للجماعة نفسها حرام"، منوهًا بأنه ليست هذه المرة الاولى التي يُدلي فيها الأزهر بدلوه في هذا الشأن. وتابع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هاك فتوى للدكتور عباس شومان، وكيل الازهر الأسبق، أكد خلالها أن الأزهر لا يفرق بين الإخوان وداعش، كما أن وزير الأوقاف أكد أنه لم تقع دولة من الدول في الفتنة والفوضى إلا كانت جماعة الإخوان العميلة أحد أهم عوامل سقوطها في الفوضى إن لم تكن وقودها المشتعل. وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في فتوى مكتوبة، أكد فيها أن الانضمام لجماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية محرم شرعًا، وذلك أن الله تعالى قد أمر المسلمين بالاعتصام والاجتماع على كلمة واحدة، فقال تعالى " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ "، كما نهى سبحانه عن الفرقة والاختلاف فقال سبحانه " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ". وبحسب فتوى الأزهر، فأمر الله تعالى عباده باتباع صراطه المستقيم، ونهاهم الله عن الابتعاد عن أي طريق يصرف الناس عن اتباع الحق فقال تعالى " وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِى مُسْتَقِيمًا فَ0تَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ 0لسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِۦ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، مضيفًا: "هناك طرق وسبل نهى الله سبحانه وتعالى عن اتباعها أو السير فيها أخبر عنها سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه سيدنا عبدالله بن مسعود". حيث قال سيدنا عبدالله بن مسعود: خط رسول الله خطًا بيده ثم قال: هذا سبيل الله مستقيمًا، ثم خط عن يمينه وشماله خطوطًا، ثم قال: هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ " وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِى مُسْتَقِيمًا فَ0تَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ 0لسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِۦ ۚ"، أخرجه الإمام أحمد في مسنده. وذكر الصحابي الجليل عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى " فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ "، وقوله تعالى " شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ"، قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله تعالى. وأوضح مركز الأزهر في فتواه أن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله والفهم الصحيح لهما وفق مقاصد الشريعة وأساس اجتماع الكلمة، ووحدة الصف والابتعاد عن من الفتن وأسبابها هو السبيل الوحيد لإرضاء الله، مضيفًا: بدا واضحًا جليًا للعامة والخاصة والصغير والكبير ما قامت به هذه الجماعات من تشويه لبعض النصوص واقتطاعها من سياقها واستخدامها لتحقيق أهداف أو مآرب شخصية وإفساد في الأرض بعد إصلاحها من خلال غرس الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، بل أبناء الإنسانية كلها، ورمي المجتمعات بالكفر وغير ذلك، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل. واختتم الأزهر الفتوى بقوله: "من خلال ما سبق عرضه يحرم الانضمام لهذه الجماعات، وبناء على ما تقدم من أدلة فالانتماء إلى تلك الجماعات المتطرفة يُعد حرامًا شرعًا".