تحل اليوم ذكرى وفاة الدلوعة الفنانة الكبيرة شادية، تعتبر من أهم الفنانات في تاريخ السينما المصرية. في عام 1980، وعلى مسرح الحرية، وقفت شادية، للمرة الأولى والأخيرة، على خشبة المسرح، لتجسد دور "ريا" في مسرحية "ريا وسكينة"، مع الفنانة سهير البابلي، وعبد المنعم مدبولي، وهي المسرحية التي لاقت نجاحًا باهرًا، ليستمر عرضها لمدة 4 سنوات. كانت ورائها كواليس مختلفة، أبرزها دور "الشاويش عبد العال"، الذي جسده في البداية الفنانة حمدي أحمد، قبل أن يتفجر بينه وبين الفنانة شادية خلافًا يؤدي إلى استبعاده من المسرحية، وإسناد الدور إلى الفنان أحمد بدير الذي أتقنه. يرجع الخلاف، عندما عٌرضت المسرحية في الكويت، وتألقت الفنانة شادية كعادتها، وفي إحدى المرات، بينما كانت الفنانة تنحني للجمهور، الذي استمر في التصفيق لها، لما يزيد عن 10 دقائق، تمتم "حمدي أحمد"، بصوت مسموع: "على إيه كل ده.. خلصينا بقى". أثارت كلماته غضب شادية، بقوة، وفور إغلاق الستار، عاتبت "حمدي"، الذي لم يتقبل عتابها، واستمر في الهجوم عليها. طلبت شادية من المنتج والمخرج، عدم استمرار حمدي الذي قرر هو الآخر الانسحاب من العمل، فتدخل مخرج الرواية حسين كمال والمنتج سمير خفاجي وأقنعاهما بالاستمرار في العروض حتى تنتهي الجولة العربية وينتهي الأمر عند عودة الفرقة لمصر. وفي احدى اللقاءات النادرة مع شادية قالت انها اضطرت إلى تأجيل افتتاح المسرحية لأكثر من شهر. قبل ترشيح الفنانة الكبيرة سهير البابلي، لدور "سكينة" كان الترشيح الأول لها الفنانة الكبيرة شويكار، ولكن تعذر الإتفاق معها آنذاك، وكانت مرشحة سهير البابلي لدور "ريا" وحدث التغيير بقدوم شادية للعمل، واختيار الفنان الكبير أحمد بدير، بعد اعتذار حمدي أحمد. وبعد نجاح مسرحية "ريا وسكينة" واستمرارها لأكثر من ثلاث سنوات توالت على شادية العروض المسرحية، لكنها رفضت كل هذه العروض معللة ذلك الرفض بتشبعها من المسرحية ومن نجاحها ولعدم وجود نص في قوة "ريا وسكينة" وفريق عمل منسجم مثلما كان متوفرًا في المسرحية. ومن الجدير بالذكر أن يوجد مسرحية تحمل اسم "ريا وسكينة" تم تقديمها عام 1922 من بطولة واخراج نجيب الريحاني، تأليف بديع خيري، بمشاركة الريحاني، شارك في البطولة الراقصة المشهورة بديعة مصابني.