قال الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الاوقاف لشئون الدعوة، إن وزارة الاوقاف حددت بعض الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها خلال صلاة الجمعة، وهي نفس إجراءات فتح صلاة الجماعة. وأضاف "أبو عمر"، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "هذا الصباح" المذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الأربعاء، أن المصلي يجب ان يتوضأ بمنزله، ويصطحب معه الكمامة الخاص به وسجادة الصلاة، لافتًا إلى أن الوزارة سوف تقوم بالتنظيم والتهيئة الكاملة للمساجد بتنظيم المسجد داخليًا واستكمال وضع علامات التباعد الاجتماعي، والحرص على تطبيقه. وتابع وكيل وزارة الاوقاف لشئون الدعوة، أن المساجد أصبحت مهيأة لاستقبال جميع المصلين، مشيرًا إلى أن المساجد التي ستفتح سيكون لها إمام رسمي أو خطيب مكافأة معتمد من الوزارة لتسير عملية الفتح الجزئية بصورة مناسبة، منوهًا بأن هناك غرفة عمليات مركزية برئاسة رئيس القطاع الديني وأخرى فرعية يرأسها مدير المديرية بكل محافظة لمتابعة الالتزام بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار كورونا، مشددًا على أنه لن يصعد المنبر سواء المصرح لهم بالخطابة وهذا ما يحدث بالفعل ويعتبر تأكيد على المؤكد منذ عدة سنوات. وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى إن الله سبحانه فرض صلاة الجمعة على المسلمين القادرين على السعي إليها؛ فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}. [الجمعة:9] وَعَنْ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «رَوَاحُ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ». [أخرجه أبو داود والنسائي] وقال صلى الله عليه وسلم في فضل أدئها والحرص عليها: «مَنِ اغْتَسَلَ، ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأخْرَى، وَفَضْلُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ». [أخرجه مسلم] وأوضح مركز الأزهر عبر الفيسبوك أن النِّساء وغير البالغين (الأطفال الصِّغار) غير مطالبين شرعًا بصلاة الجمعة، وإنما يجوز لهم تأديتها في البيوت ظهرًا على وقتها جماعةً أو انفرادًا؛ سيما في ظرف وباء كورونا الرَّاهن ومع هذا الفضل العظيم لأداء الرجال صلاة الجمعة في المساجد إلا أن للنوازل والأزمات تفقُّهًا يناسبهما. وأضاف: لا يخفى ما يسببه انتشار فيروس كورونا من أضرار على المستويات كافة، وأن الاختلاط والتزاحم أحد أهم أسباب انتشاره. وأكد أنه جاز لمن كان من أصحاب الأمراض المزمنة، أو ضِعاف المناعة أن يترك صلاة الجمعة في المسجد لحين زوال هذا الوباء في القريب العاجل إن شاء الله؛ فقد رفع الله سبحانه الحرج والمشقة عن المريض فقال: { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}. [الفتح: 17] كما ينبغي على من يعاني من أحد أعراض الإصابة بالفيروس التخلف عن صلاة الجمعة في المسجد، كمن يعاني من ارتفاعٍ في درجة الحرارة، أو السُّعال، أو ضيق التَّنفس، أو التهاب الحلق.. إلخ؛ لما يترتب على ذهابه من إمكان إلحاق الضرر بغيره، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا ضرر ولا ضرار». [أخرجه ابن ماجه] وفي هذه الحالة على صاحب العذر أن يُصليها في بيته ظهرًا جماعة أو منفردًا؛ قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ، عُذْرٌ»، قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟، قَالَ: «خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ، لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّىٰ». [أخرجه أبو داود] وظاهر من الحديث أن الخوف أحد الأعذار المعتبرة شرعًا، ومن ذلك خوف الإصابة بالوباء، أو خوف عدوى الغير به، ومن ثمَّ يجوز معه ترك صلاة الجمعة في المسجد لحين زوال سببه؛ متى كانت التدابير الاحترازية والتباعد في الصفوف غير كافيين لأمن الضرر وإزالة المخاوف.