حكاية أغنية اليوم بالتزامن مع ذكرى ميلاد المطرب الكبير محمد رشدي، في واحدة من الأغنيات التي بدأت في انتشار اللون الشعبي، وهي "عدوية". بدأت الحكاية فعندما كان الخال عبد الرحمن الأبنودي، عند صديقه الملحن عبدالعظيم عبدالحق، حضرت الفتاة التي تعمل في البيت وقدمت الشاي للشاعر الكبير، وهنا سأله: اسمك إيه؟ فقالت: اسمي عدوية" وكانت سيدة من قنا سمراء وعيونها جاحظة ولكن لها جاذبية كبيرة، بسبب خفة ظلها. قال لها الأبنودي: "رغم أنك عِفشة بس أنا شوفت جمال قلبك وهاكتب لك أغنية". وبعد يومين جاء لعبد الحق بالأغنية فأعجب بها، وقرر تلحينها، ولكنها ظلت لديه لفترة طويلة، وبعد شهر اتصل بالأبنودي وطلب منه أن يحضر ليأخذ أغنيته؛ لأنه لا يعرف تلحينها. وحين سأله الأبنودي عن السبب رغم أنه كان متحمسًا لها حين عرضها عليه. فقال له: كل ما آجي أعمل اللحن أفتكر أن "عدوية" دي هي البنت الغلبانة اللي في المطبخ، فمقدرش أصدق الكلام الحلو اللي انت كاتبه عن عدوية، بصراحة يا عبد الرحمن عدوية دي غير دي، وطلب منه أن يعطي الأغنية لملحن آخر لم ير عدوية ليتمكن من التعامل مع عدوية التي تتحدث عنها كلمات الأغنية. في هذه الفترة كان الموسيقار بليغ حمدي، يتصل يوميًا بالأبنودي، طالبًا أن يتعاونا معًا في أغنية، منذ لقائه الأول معه في مكتب حسن الشجاعي وإعجابه بأغنية "تحت السجر"، وأعطى الأبنودي كلمات "عدوية" لبليغ. اندهش بليغ من جرأة كلماتها والغرابة وطريقة التناول والصور الجديدة، خصوصًا في بعض المقاطع. واستطاع بليغ أن يوظف كل هذا الصور في لحن من أجمل ألحانه الشعبية، وما إن أذيعت الأغنية حتى أحدثت ضجة هائلة، ولفتت انتباه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي طلب التعاون مع الأبنودي. فقدم له أغنية "أنا كل ما أقول التوبة" التي لحنها بليغ حمدي، ووزعها على إسماعيل.