◄ أوضاعنا في حضرموت مستقرة وآمنة كشف الدكتور عبدالله سعيد باحاج رئيس العصبة الحضرمية أوضاع حضرموت الحالية والمستقبلية وحول اتفاق الرياض حيث أكد أن اتفاق الرياض قد جاء من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ومن أجل التخلص من آثار الانقلاب الحوثي المسنود بالقوة الإيرانية.
كما قال "باحاج" ل "الفجر" أن اتفاق الرياض جاء ومن أجل إعادة الشرعية إلى صنعاء باعتبارها حالياً العاصمة الرسمية للجمهورية اليمنية وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.
وإليكم نص الحوار:-
◄بصفتك رئيساً للعصبة الحضرمية ما هو مستقبل العصبة في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها اليمن؟
شكراً على اهتمامكم بحضرموت وما يدور فيها، إن العصبة الحضرمية التي انطلقت وأشهرت من فندق الأحقاف في سيئون عاصمة وادي حضرموت في السابع عشر من مايو 2013م وأمام حشد من أنصارها ومؤيديها قد جاءت تتويجاً لجهود دؤوبة ومتوالية ومنتظمة قامت بها قوى وطنية وشبابية حضرمية وعلى رأسها "جبهة إنقاذ حضرموت" والتي تشرفت بانني كنت منسقاً عام لها وهي التي أصدرت بيان تأسيسها بإعلان في المكلا عاصمة حضرموت الحديثة وذلك في السابع عشر من سبتمبر 2011م وتزامناً مع الذكرى الرابعة والأربعين لإسقاط السلطنة القعيطية والسلطنة الكثيرية في حضرموت في 17 سبتمبر و 2 أكتوبر 1967م على التوالي، وقد أوضحت هذه الجبهة في بيانها أن حضرموت ليست جنوبية وليست يمنية، وإن كانت اليوم هي ضمن دولة الجمهورية اليمنية فهو وضع مؤقت وواقع حال ليس إلا ، وكما كان حالها سابقاً مع دولة اليمن الديمقراطية من عام 1967م إلى عام 1990م فقد كان وضعها مؤقتاً ، ولاشك أن لشعب حضرموت رؤيته الخاصة في وضعه السياسي القادم ، وهذه الرؤية لم يستطع التعبير عنها علانية طيلة نصف قرن من الزمن بسبب القمع والإرهاب من نظامي عدنوصنعاء ، فجاء بيان جبهة إنقاذ حضرموت صيحة علنية وواضحة بحقوق حضرموت السياسية وبأنها ليست يمنية وليست جنوبية ، ومن حقها الاستقلال والحرية ، ولا ينبغي لشعب حضرموت أن يساق كالقطيع إلى مجازر عدن أو مجازر صنعاء، ويكفي ما عاناه شعب حضرموت خلال نصف قرن مضى من التنكيل والإرهاب من نظامي عدنوصنعاء واستحواذهما وطمعهما في أرض وثروات حضرموت
◄هل حققت العصبة الحضرمية أهدافها منذ تأسيسها وخاصة ما يتعلق بمستقبل حضرموت؟
أشرنا فيما سبق إلى بعض ما حققته العصبة الحضرمية من أهداف معلنة في لائحتها التنظيمية وهي تتمثل في الآتي :
◄رفع مستوى وعي الحضارمة بهويتهم الحضارية والتاريخية والاجتماعية وبأنهم لا يمنيين ولا جنوبيين وإنما حضارمة وفي أطار المبدأ العام المعلن عنه في برنامج العصبة "لا استعداء لا استعلاء ولا استغناء عن الخير مما لدى الآخرين"، بمعنى أن هويتنا الحضرمية المعروفة والممتدة إلى حوالي خمسة آلاف عام ، أي منذ قيام الدولة الحضرمية الأولى في عام 1500 قبل الميلاد وعاصمتها ميفعة ثم انتقلت إلى شبوة ، وكانت أولى الممالك التي تظهر في جنوب الجزيرة العربية وسبقت كل من معين وسبأ وحمير بقرون عدة ، وهي بهوية معروفة تاريخياً وحضارياً واجتماعياً ونعتز بها بعد اعتزازنا بديننا الإسلامي الحنيف وبعروبتنا.
◄أصبحت القضية الحضرمية منذ أن تبنتها جبهة إنقاذ حضرموت ثم عصبة القوى الحضرمية بدمج كل فصائل القوى الحضرمية في تنظيم واحد ( وهو العصبة الحضرمية ) هي الأساس في التفاهمات والتعاملات السياسية والحزبية والمجتمعية والتي تخص الشأن الحضرمي، فالكل يؤكد على جوهر هذه القضية الحضرمية وبأبعادها الإنسانية والحقوقية وغيرها وبأشكال مختلفة ، ومن ذلك مثلاً جاءت التوصية الحادية عشرة من توصيات مؤتمر حضرموت الجامع الصادرة في أبريل 2017م والمنشورة في صحيفة 30 نوفمبر الصادرة حينها في المكلا أن من حق الحضارمة عدم قبول الدول الاتحادية ( القادمة ) إذا ما انتقصت من حقوق الحضارمة ، ولم يكن هذا الطرح يطرح علناً من الحضارمة في كل المحافل منذ نصف قرن مضى حتى جاءت جبهة إنقاذ حضرموت والعصبة الحضرمية وطرحته بوضوح وعلانية . وهذا إنجاز وفضل من الله عز وجل للعصبة الحضرمية . وهو ما نعتز به كثيراً وبأننا بالفعل أوصلنا الرسالة والأمانة إلى بر الأمان رغم المآخذ الكثيرة التي نأخذها على المؤتمر الجامع تنظيماً وإدارة وأداءً . والمهم أن القضية الحضرمية أصبحت قضية كل حضرمي وكل مناضل ومجاهد شريف ومخلص لحضرموت وحقوقها الشرعية . وأصبح كل الحضارمة يدافعون عن حقوقهم وقضيتهم ولم تعد العصبة الحضرمية - وكما أقرت بذلك في لائحتها التنظيمية - ترى نفسها الممثل الشرعي والوحيد للقضية الحضرمية .
أوضاعنا في حضرموت بحمد الله وفضله مستقرة وآمنة وفي كل ربوعنا الحضرمية ساحلاً ووادياً وصحراءً ، وإن كانت هناك بعض المنغصات في بعض قطاعات الخدمات ومنها الكهرباء والصحة والنقل الجوي والأسعار وغيره . ولاشك أن هذه الأمور قابلة للتحسس مستقبلاً بعون الله تعالى وإخلاص القائمين عليها وخصوصاً إذا ما قل الفساد الإداري والمالي وخلصت النوايا من قبل المسؤولين ومن كل من له دور مؤثر في حياة الناس وشؤون البلاد ، وتم تطبيق مبدأ (الثواب والعقاب) بإنصاف وأمانة وإخلاص وجدية .
بإيجاز نقول أن اتفاق الرياض قد جاء من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ومن أجل التخلص من آثار الانقلاب الحوثي المسنود بالقوة الإيرانية ، ومن أجل إعادة الشرعية إلى صنعاء باعتبارها حالياً العاصمة الرسمية للجمهورية اليمنية وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، ونحن كحضارمة نرى اتفاق الرياض من زوايا ثلاث .
أولاً .. أنه أكد على أن المرجعيات الثلاث هي الضابطة لهذا الاتفاق : وهي قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني في صنعاء عام 2013م والتي أسفرت عن السعي لقيام دولة اتحادية بعدة أقاليم ومنها بلا شك ( إقليم حضرموت ) ، وهو مركز الثقل الاقتصادي والاجتماعي والاستراتيجي لهذه الدولة المنشودة .
وثانيهما .. أن هذا الاتفاق وضع أسس الأمن والاستقرار في ربوع هذه المنطقة ومن ضمنها حضرموت وبسط سلطة الدولة ( الشرعية) الممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته ، وبعيداً عن الشعارات ( الفوضوية ) الداعية إلى الاحتراب وتأجيج العواطف والتي حتماً تقود إلى الدمار والخراب ، وقد جرّبنا ذلك خلال نصف قرن مضى .
وثالثهما .. أن هذا الاتفاق أكد بصورة جلية وواضحة على ضرورة رص الجهود من أجل إزالة آثار الانقلاب الحوثي المسنود بالقوة الإيرانية وأطماعها المعروفة في المنطقة . وقد وضعنا مؤخراً ( دراسة ) حول مدى استفادة حضرموت من اتفاق الرياض هذا ، وهي لم تنشر بعد . ويمكن عرضها للرأي العام في حضرموت وخارجه لاحقاً
◄ماذ عن عملية تحرير المكلا من تنظيم القاعدة ؟ وهل ستعود القاعدة إلى اليمن مرة أخرى ؟
ما يخص عملية تحرير المكلا من تنظيم القاعدة في 16 أبريل من عام 2016م كان أمراً متوقعاً ومنتظراً بالنظر إلى أن القاعدة بأفكارها المتشددة وارتباطاتها الخارجية ليست لها حاضنة حقيقية في حضرموت أو في غيرها من المناطق العربية والإسلامية ، خصوصاً وأن المجتمع الحضرمي تسوده الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتطرف.
◄ماذا عن جيش البادية الحضرمي ؟ إنطلقت فكرة تأسيس (جيش البادية الحضرمي) من شعور ثابت ويقيني بالوحدة الحضرمية والذي كان ولا يزال يسود الحضارمة في كل العصور والأزمنة وإن اختلفت الرؤى والاجتهادات في الوصول إلى هذا الهدف الكبير والنبيل وهو الوحدة الحضرمية، وعندما دعت الضرورة والحاجة وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية إلى وجود قوة عسكرية للحضارمة لتصون أرضهم وعرضهم وحقوقهم وترعى مصالحهم وتسند تطلعاتهم إلى حياة كريمة وآمنة كان لابد من إيجاد هذه القوة العسكرية ممثلة في جيش البادية الحضرمي ليحمي الشعب الحضرمي المنتشر آنذاك في أراضي أربع سلطنات هي القعيطية والكثيرية والواحدية والمهرية، كما أن المغتربين الحضارمة كانوا وما زالوا يتطلعون إلى إنشاء قوة حضرمية تحمي مصالح الوطن الحضرمي وحقوق سكانه . ومن هناء جاءت فكرة تأسيس ( جيش البادية الحضرمي ) في عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي ووضع على رأس هذا الجيش اللواء صالح يسلم بن سميدع ، وهو رجل مناسب في المكان المناسب والزمن المناسب . وقد عمل الكثير من أجل إقامة هذا الجيش الحضرمي حتى انه ضحّى بحياته من أجل ذلك ، فمات شهيداً واغتيالاً من قوى التطرف والإرهاب الاشتراكي والقومي في عام 1972م . وبعض هؤلاء الاشتراكيين كانوا حضارمة ولكنهم أشبه ما يكونوا بالدمى تحركهم أصابع خارجية من خلال ( ريموت ) . ولذلك لابد من رد الاعتبار والتقدير لهذا القائد الشهيد صالح بن سميدع ، وكذلك رد الاعتبار والتقدير لكل الشهداء الذين قتلوا ظلماً وعدواناً منذ عام 1967م ، وكما تفعل الدول والشعوب الحرّة برد الاعتبار لشهدائها . ورغم أن جيش البادية الحضرمي قد انتهى وتلاشى فعلياً بفعل القمع والإرهاب القومي والاشتراكي ، إلا أن فكرة إعادة بناء جيش البادية الحضرمي وفي نطاق ( إقليم حضرموت ) في الدولة الاتحادية القادمة والذي يتكون من محافظاتحضرموت (الحالية) والمهرة وسقطرى وشبوه لا تزال قائمة من أجل الحفاظ على أمن واستقرار هذا الإقليم وباعتباره جيشاً للأمن الداخلي بهذا الإقليم ويحمي حدوده ويوفر الأمن لسكانه.
◄ماذا عن دور الإمارات في إعداد جيش النخبة الحضرمية ؟ الدور الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في الجمهورية اليمنية هو لإعادة الشرعية اليمنية الممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته وبالتالي إنهاء الانقلاب الحوثي المسنود بالقوة الإيرانية وأطماعها المعروفة في المنطقة ، وقد جاء هذا الدور الإماراتي ضمن التحالف العربي في هذا الشأن، وهو التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولذلك فإن دور الإمارات جاء شرعياً وبطلب من التحالف العربي . والكل يعلم أن للإمارات وبخاصة الهلال الأحمر الإماراتي دور إنساني كبير في الإغاثة والإعمار ، وهو يسند الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية من خلال الجهود الإنسانية وأعمال الإغاثة لمركز الملك سلمان ،وما تقوم به الإمارات من تجهيز وإمداد لجيش النخبة الحضرمية ينسجم في هذا الإطار الواسع لحماية حضرموت وحدودها وأمنها من الإرهاب والفوضى وأعمال التخريب على أرضها وشعبها. ◄كيف ترى حضرموت في إدارة اللواء فرج البحسني محافظاً لحضرموت؟
حتى لا نعيد تكرار ما ذكرناه سابقاً عن الوضع الحالي في حضرموت وفي ظل قيادة اللواء الركن فرج سالمين البحسني محافظاً لحضرموت ولقيادة المنطقة العسكرية الثانية فإننا نقول: إن هذا الرجل قام بدور كبير يشكر عليه في تأمين أوضاع حضرموت من حيث الأمن والاستقرار حتى أصبحت حضرموت وبكل مديرياتها الثمان والعشرين في الساحل والوادي والصحراء واحة أمان يشهد لها الجميع بذلك وهي بفضل الله عز وجل ثم بفضل جهود مباشرة للمحافظ وللسلطة المحلية ، وخاصة من حيث المواجهة الحازمة مع قوى الإرهاب والفساد وهما وجهان لعملة واحدة وهي تعمل في الظلام مع كل التيارات الخبيثة والمتطرفة لزعزعة الأمن والاستقرار في حضرموت تحت مبررات زائفة دينية أو وطنية أو وحدوية أو جنوبية أو شمالية او غيرها . ولهذا الرجل القائد البحسني موقف مشرف ورفض صريح بمنع تعاطي القات في حضرموت ومنذ بداية توليه للمسؤولية كمحافظ لحضرموت. ◄ما هو مستقبل حضرموت في ظل التطورات الراهنة ؟ رغم أننا لا نستطيع أن نتكهن أو نتنبأ بمستقبل حضرموت فهذا في علم الرحمن جلّت وعلت قدرته وهو العارف بأمور الغيب ، إلا أننا وبكثير من الأمل والتفاؤل نقول إن مستقبل حضرموت وبعون الله تعالى وتوفيقه سيكون أفضل من ماضيها الذي تكبدته خلال نصف قرن مضى وذلك لثلاثة اعتبارات وحقائق .
أولها.. أن الهوية الحضرمية لم تعد أمراً مخفياً أو مستتر عليه ولم يعد يجرّم أو يحرّم البوح بها علانية كما كان في عهد الإرهاب الاشتراكي عندما كان يحكم بالإعدام على كل من يجاهر بالقول بكونه حضرمياً وليس يمنياً . وكذلك الحال بعد عام 1994م عندما كان نظام صنعاء يتهم كل من يجاهر بحضرميته بأنه ( انفصالي ) ولابد من معاقبته بأشد العقاب . أما اليوم ومنذ أن جاءت جبهة إنقاذ حضرموت ثم العصبة الحضرمية منذ حوالي عشر سنوات فكل الحضارمة يعبرون عن هويتهم التاريخية والاجتماعية بل والسياسية بلا خوف من عقاب أو تنكيل . وهذه بداية حسنة ستدفع بإذن الله تعالى إلى الوصول بشعب حضرموت أن ينال حقوقه مباشرة أو عبر مراحل متدرجة ، ومن ذلك ما تطرحه العصبة الحضرمية من ( حق تقرير المصير لشعب حضرموت ) وأن يختار هذا الشعب وبلا وصاية من أحد نظام الحكم الذي يدير شؤونه إن كان بشكل دولة حضرمية مستقلة ، أو إقليماً في دولة اتحادية مركزها صنعاء أو أن يكون جزءاً من دولة مركزها عدن . وهذا لن يتم إلا من خلال استفتاء شعبي يشارك فيه حضارمة الداخل وحضارمة المهجر ممن ينطبق عليهم صفة ( الحضرمية ) وكانوا في داخل الوطن الحضرمي قبل 22 مايو 1990م ، أو من أبناء وسلالة الحضارمة بالمهجر ولهم علاقة معروفة ومؤكدة وموثقة بحضرموت كموطن أصلي لهم . وقد حددت العصبة 22 مايو 1990م باعتباره بداية للغزو الاستيطاني لحضرموت منذ إعلان الوحدة اليمنية ، كما حددت العصبة الحضرمية أرض حضرموت التي يجري عليها هذا الاستفتاء بالحدود السابقة للسلطنة القعيطية والسلطة الكثيرية ، أي معظم أراضي محافظة حضرموت الحالية ، كما أن العصبة الحضرمية تركت الباب مفتوحاً لأبناء محافظات المهرة وسقطرى وشبوه للمشاركة في هذا الاستفتاء إن رغبوا في ذلك طواعية وعن قناعة بأن يكونوا جزءاً من النسيج الحضرمي ، وأكدت العصبة الحضرمية على أن يشرف على هذا الاستفتاء بحق تقرير المصير لشعب حضرموت هيئات دولية نزيهة ومقنعة ومقبولة من الحضارمة بالداخل والخارج ، وأن تطرح في هذا الاستفتاء ثلاثة أسئلة للمستفتيين وهي : هل تريد أن تكون حضرموت دولة مستقلة ، أو أن تكون إقليماً في دولة مركزها صنعاء ، أو أن تكون جزءاً من دولة مركزها عدن ... وعلى ما تقدم فإن تعزيز الهوية الحضرمية وهو هدف استراتيجي معلن وموثق للعصبة الحضرمية كان له تأثير إيجابي في نفوس حضارمة الوطن والمهجر ، ويعد مقدمة طيبة للتفاؤل والأمل في خير منتظر من المولى عز وجل لحضرموت وشعبها.. وثانيها .. ان الحضارمة اليوم قد شبوا عن الطوق ورفضوا الوصاية والتبعية الذليلة والخانعة لعدن أو لصنعاء ، وحتى أولئك النفر ( المحدود ) من الحضارمة والذين يطالبون بإعادة حضرموت إلى سجن عدن أو إلى سجن صنعاء لا مكانة حقيقية لهم في داخل عقول وأفئدة الغالبية العظمى من حضارمة الوطن أو المهجر ، ولاشك أن الاستفتاء الشعبي المشار إليه آنفاً سيثبت فعلياً قولنا هذا ، وهؤلاء يطرحون مقولاتهم بضرورة ربط حضرموت بعد أو بصنعاء تحت مبررات واهية غير مقنعة كالوحدة أو الدين او الوطنية أو استعادة الدولة الجنوبية ( الهالكة والمقبورة ) ، وكلها أصوات ( نكرة ) ولن تجد لها قبولاً عند عموم شعب حضرموت بل أنها لن تصل إلى السماء وإلى خالق السماء والأرض والذي لن يرضى بظلم شعب أو إنسان . وللتذكير فقط فإن الاستفتاء الشعبي في كل من كردستان العراق و كاتالونيا الإسبانية قد أوضح أن حقوق الشعوب لا تضيع أبداً إذا ما كان فيها من يطالب بها باستمرار وبنية صادقة ..وثالثهما.. أن رفض أغلبية الحضارمة لتجارة وتعاطي القات يجعل التخلص منه ممكناً وسيساعد على الازدهار والتنمية مستقبلاً بعود الله تعالى ، خاصة وأن تعاطي القات يستنزف أموالاً كثيرة وصحة العديد من أبناء حضرموت مباشرة أو من خلال الانتقال إلى الأبناء والذرية . ورفضنا للقات يتطابق مع رفضنا لكل نظام يصر على إبقاء القات في حضرموت وبصرف النظر عن كون هذا النظام في صنعاء أو في عدن.