أبو بكر سالم وحسين المحضار هرمان صنعا مجد الأغنية الحضرمية وحلقا بها فى سماء العالم - "يا ورد محلا جمالك بين الورود" أولى أغنيات أبو بكر من تأليفه وسجلها فى إذاعة عدن سنة 1956م وغناها أيضا طلال مداح
- الدان الحضرمى علامة فنية يصعب تكرارها فى أى بلد وفيه يبدع الشاعر والمنشد ارتجالا وفى اللحظة بقواعد فنية راقية
- الحدا لغناء الجمالين والمغراه للصيادين والدان للعشاق والرقصات الشعبية باسم المناطق
- عشرات الأغانى اليمنية الحضرمية سرقت ونسبت إلى التراث أو فنانين خليجيين بسبب ضعف التوثيق وعدم اكتراث الجهات الرسمية
- محمد جمعة خان وكرامة مرسال أصوات حضرمية شقت طريقها بثبات فى منطقة الخليج
اشتهرت قديما بنشر الإسلام فى ربوع العالم، خصوصا جنوب وشرق آسيا، كما عرف أبناؤها بالتجارة والشطارة وبناء إمبراطوريات البزنس فى كل الأنحاء، لكنها فوق ذلك منبع الطرب العربى والخليجى ودرته الفاتنة فى الموسيقى والغناء والشعر . إنها حضرموت مملكة الفن وحاضنة الإبداع وصانعة مزامير العشاق . وفى هذا الملف تكشف (الأهرام العربى) بعضا من كنوز حضرموت المحافظة الأكثر عراقة فى شرق اليمن وعلى أرضها الأحقاف جرت سير الأولين وفى بطن أرضها يمكث بعض أنبياء الله فى سكون، ومن سواحلها اللؤلؤية أنشد المطربون أغانى الصيد والصبر والكفاح والغزل واللوعة.
تعتبر الموسيقى الحضرمية واحدة من أشهر أنواع الموسيقى العربية، حيث تعتمد فى مقاماتها على أسلوب فنى تطور على مر الزمن، يستخدمها أكثر الملحنين والعازفين فى الجزيرة العربية، وتعنى الغناء الكامل باللهجة الحضرمية والإيقاع، بالإضافة إلى الألحان والدندنات . بدأ تاريخ الأغنية الحضرمية فى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجرى. فقد كان كثير من العلويين فى تريم وسيئون والحوطة من أسبق الحضارم فى الداخل إلى احتراف الغناء والموسيقى أمثال السيد عمر بن عبدالله الحبشى، فقد كان على ما عُرف عنه من استقامة ووقار أحد أعلام الفن فى عهده وأحمد بن عيدروس الحبشى، وأما فى تريم فإن السيد عبد القادر بن حسن الكاف المعروف باسم (سعيد) كان من أقدم وأقدر الفنانين فى حضرموت اشتهر بصوته العذب وألحانه الرقيقة وأغانيه الحضرمية الحلوة وإجادته العزف على العود والرباب .
وهبت منذ ثلاثينيات القرن الماضى رياح التغيير الخارجى على الأغنية الحضرمية لعدة أسباب، كان أهمها وجود الجالية الهندية – وهى من أكبر الجاليات فى محافظة حضرموت وقتئذٍ – وانتشارها فى جميع المدن الساحلية، لاسيما مدينتى عدن والمكلا، مما أدى إلى رواج الأفلام الهندية وما فيها من الأغانى التى انعكست مؤثراتها على الفن عموماً، وعلى فن الغناء الحضرمى خصوصاً، وفى سيئون تأسست عدة فرق موسيقية أشهرها فرقة الأحقاف التى كان يرأسها الموسيقار المعروف على السقاف (بنقالة) فى أواخر سنة 1960 وأخذت على عاتقها العناية بهذه الناحية من الفن ورعايتها وتطويرها، وكان الفنان الشبامى عبدالله بن عمر باعبيد من أشهر الفنانين فى الداخل وأقدرهم على العزف بالعود وهو يجيد الألحان المصرية والهندية.
وتتعدد الألحان الشعبية بحضرموت وفقا لمقتضى الحال، فهناك أغانى الجمالين (حدا) ويغنيها البدو للجمال حين يحثونها على السير وهى عبارة عن هزيج وأنغام عربية، وأغانى الدان وتحتوى على ألحان تمتاز بالقوة، وقد ظهرت أخيرا فى الأوساط الحضرمية. ويعشقها الشباب من الجنسين وأصبحت أداة تعبير عن العواطف والحب ووسيلة للتغريب بتباريح العشق والغرام وآهات العواطف، وبنى مغراه ويعتبر هذا النوع من الغناء من بين أقدم الأغانى فى حضرموت، والغرض الأساسى من قصائد بنى مغراه هو إثارة حماس الصيادين ورجال الطرد أو المطاردة وأكثرها قصائد تقال وتغنى فى الافتخار باصطياد الوعل والمغراه هى الكلاب التى تدرب للصيد وتمارسه، وهناك ألحان ليالى رمضان، وهى التى يتم إحياؤها بعد صلاة التراويح فى حضرموت، وذلك بالأناشيد والأغانى الشجية التى تحتوى على قصائد فى مدح الرسول وأهل البيت، وقد لحنت هذه القصائد بألحان مؤثرة تحرك القلب والمشاعر وتثير عواطف الإنسان وذكرياته.
الدان الحضرمى يعد الدان الحضرمى من أهم مفردات الموروث الشعبى الغنائى فى اليمن، فبين روائح البخور الآسرة، ورنين فناجين الشاى الحضرمى الأصيل، تعقد جلسات الدان فى المقايل والأسمار تحت ظلال النخيل، فى الساحات العامة أو المجالس العربية، حينها يحضر الشعر ويحلو الغناء، ويرحل الحاضرون إلى عوالم ممتعة من السحر، ترسم ملامحَها الكلمات الجميلة والأصوات العذبة التى اشتهرت بها حضرموت الفن على مدى عقود متتابعة. والدان فن غنائى جماعى يلبى بطريقة أدائه رغبات كل الحاضرين، ويتيح لهم المشاركة شعرا أو غناء، وقد عرف بهذا الاسم لاعتماده على كلمة "دان" وتشكيلاتها كلازمة صوتية فى كل مقاطعه، وتبدأ جلساته بحضور شعراء متخصصين فى شعر الدان، وبحضور منشدين يُشترط فيهم عذوبة الصوت والقدرة على تتبع ألفاظ الأبيات لفظا بعد آخر. عرفت كلمة الدان شعراً ولحناً على مستوى اليمن والجزيرة العربية، بأنها تعبر عن الغناء بشكل عام وقد عرفت كلمة الدان فى بعض المصادر على أنها اسم لجوهرة من جواهر البحر تسمى ( دانا) وتعنى ليلة دانا فى الخليج ليلة مضيئة كالجوهرة . والدان الحضرمى فى تعريف أدق هو عبارة عن نغمات موسيقية فنية بديعة تحلق بالروح والوجدان فى سموات الخيال والسحر والإلهام وتخلب الألباب والنفوس بجو رومانسى أخاذ، كل ذلك فى بساطة رائعة بأسلوب ونهج السهل الممتنع . ويبدأ فنان الدان الغناء بلحن من الحان الدان التى يضعها ملحنون عرفوا بصياغة ألحان الدان فيغنى مرددا كلمة ( دان يا دان داني) او ( يا دان دانى دان ) وغيرها من الألحان فيستهل أحد الشعراء جلسة الدان بقافية وحرف روى معين يلتزم الشعراء الآخرون قول الشعر على نفس تقاطيعه وقافيته وحرف رويه، وبهذا الاستهلال يستمر القول عليه ولا تستبدل قوافيه إلا بعد نفاذ كلمات حرف الروى، وهو ما يطلق عليه مجازاً ( امتلاء الفصل ) ومن الضرورى أن يمتلك الشعراء المشاركون فى جلسة السمر حساً فنيا خاصاً يجعلهم لا يكررون آخر كلمات المقاطع، وفى حين تكرارها من أحدهم ينبه إلى أن الكلمة سبق وأن وردت من أحدهم وهو ما يعرف اصطلاحاً ( بالمدحوق) مما يجعل بعض الشعراء يلمزون من يكرر الكلمات الخاصة بحرف الروى التى سبقه غيره إليها بشكل رمزى شيق . هذا هو الأصل فى جلسات الدان، وقد تخرج عن ذلك باستدعاء أغان قديمة للدان يؤديها فنان، كنماذج رائعة أصبحت حاضرة فى هذا الفن فى معظم المدن الحضرمية كتريم وسيئون والشحر والمكلا. وممن اشتهر فى حضرموت بشعر الدان الراحلان حداد بن حسن الكاف، وحسين المحضار، وناصر بن يسلم، وحسن باحارثة، وغيرهم، ومن الفنانين: حداد الكاف، وكرامة مرسال، وعبد الرحمن الحداد، وسعيد باحشوان، ومحمد أحمد بن سويد، وأحمد بن حمدون، وغيرهم. ويؤكد الشاعر والمنشد اليمنى محمد الحبانى أن أوزان الدان تختلف تماما عن أوزان الشعر الفصيح، وإن توافقت فى بعض جزئياتها، مشيرا إلى أن قصائد الدان تطرق أغراضا شعرية عديدة كالوعظ والحكمة والغزل والتغنى بالطبيعة، وتأتى تسميتها تبعا لتنوع قوافى البيت، فهناك المربوع والمخموس والمسدوس. ويضيف الحبانى أن جلسات الدان تتنوع بتنوع المناطق الحضرمية، فهناك مثلا الدان الشوَاني، ودان الريض، ودان الهديش فى الساحل الحضرمي، وعلى هذا النوع كُتبت معظم أغانى حسين المحضار، والدان المدروف، والدان الغياضى (نسبة إلى منطقة الغياض) وأكثر هذه الأنواع حضورا اليوم هو دان الشواني، ودان المدروف. ويرى الحبانى أن الفنانين الحضارمة الذين نشروا أغانى الدان على مستوى العالم العربى قدموا للدان خدمات جليلة، بدمجه فى الموسيقى العربية كواحد من أهم مصادرها من جهة، وبإخراجه من المحلية إلى الإقليمية من جهة أخرى، مشيرا إلى أن هناك روائع من أغانى الدان لا تزال تنتظر من يقدمها للناس بأسلوب عصرى وجميل.
أبو بكر والمحضار يعتبر عام 1965 ميلاد الأغنية الحضرمية فى ثوبها القشيب بلقاء الجبابرة الكبار الفنان أبو بكر سالم بالفقيه والشاعر والملحن حسين أبو بكر المحضار واللذين كونا ثنائياً ناجحاً اتسم بالحيوية والتجديد الموسيقى، ومن أهم أغانى هذه الفترة التى لاقت شهرة واسعة ( يا زارعين العنب ) و ( نار بعدك ) و ( يا رسولى ) و ( سلم ولو حتى بكف الإشارة ) وغيرها . ووجد أهل اليمن بخاصة الحضارم فى أغانى المحضار مادة غنية تجاوز تأثيرها المجال المحلى اليمنى إلى جميع بقاع الجزيرة العربية، كما قدر للأغنية الحضرمية أن تخطو خطوة أوسع إلى أرجاء البلاد العربية وفى الخارج، وليس أدل على ذلك من حفلات أبى بكر سالم بالفقيه فى القاهرة ولندن وغيرهما، وكذلك مشاركة الفنانين الحضارم فى حفلات الدول الخليجية والعربية ونذكر منهم : كرامة مرسال، عبد الرب إدريس وطه فارع . وهكذا جاء المحضار، فكان كالدائرة الموسيقية أحاطت بالأغنية الحضرمية بمعظم أنواعها بمافيها أغانى الرقص والمسامرة أو المطارحة أو الأغانى الجماعية، أو الأغانى الموضوعية، وكانت ألحانه ومازالت يطرب لها السامع حتى فى حال اتباعه المنهج الغنائى ( الكلاسيكى ) المحض .
أبو الغناء الخليجى ولد أبو بكر بن سالم بن زين بن حسن بلفقيه فى 17 مارس 1939 بمدينة "تريم" التاريخية فى حضرموت، ونشأ فى بيئة دينية محافظة وأسرة مثقفة معروفة بالعلم والأدب . رعاه جده وعدد من أعمامه إذ توفى أبوه وهو فى عامه الأول. درس على عدد من أقاربه القرآن الكريم ومبادئ العلوم، ثم التحق بمدرسة "الإخوة" فى مدينة تريم، وعمل مدرسًا لمادة اللغة العربية فى مدينة تريم، ثم فى مدينة عدن، ثم اتجه نحو الغناء والطرب، ومارس إلى جانب ذلك عددًا من الأعمال التجارية. تميّز بجمال صوته فى فترة مبكرة من عمره، فكان يؤذن ويردد تكبيرات العيدين فى بعض مساجد مدينة تريم، وكان يشارك بعض أعمامه فى إنشاد بعض الموشحات الدينية فى عدد من الحفلات. كما أن مواهبه الشعرية بدأت منذ بلوغه السابعة عشر من عمره حين كتب أول أغنيه له من كلماته وهى "يا ورد محلا جمالك بين الورود"، سجلها لاحقاً فى إذاعة عدن سنة 1956م وغناها بعد ذلك الفنان السعودى المعروف طلال مداح. وحقق نجاحا باهرا ليفتح له الحظ أبوابه وتعرض حفلاته مسجلة ومباشرة فى تليفزيون عدن، ثم الإذاعة التى بشرت بقدوم موهبة غير عادية. وفى العام 1958م غادر إلى بيروت وكانت إقامته شبه مستقرة فيها وسجل معظم أعماله الفنية فى تلك الحقبة هناك. واستطاع من بيروت أن يوسع انتشاره إلى جميع البلاد العربية، إلا أنه غادر بيروت فى العام 1975م بسبب الحرب الأهلية وعاد إلى وطنه واستقر فى عدن مدة قصيرة، غادرها بعد ذلك ليستقر فى مدينة جدة. وشارك فى عدد من الحفلات فى دول الخليج العربى، وأشهر أغانيه التى ظهرت فى هذه الفترة "24 ساعة" التى نال عليها الكاسيت الذهبى من إحدى شركات التوزيع الألمانية لتوزيعها أكثر من مليون نسخة من هذه الأغنية، و"الحلاوة كلها من فين" وعدد من أغانى الشاعر "أمان"، و"المحضار"، ومن أشهر أغانيه حينذاك: "كل شيء إلا فراقك يا عدن"، و"يا طائرة طيرى على بندر عدن". وبعد بيروت انتقل إلى الكويت وعاش فيها مدة لينتقل بعدها إلى مدينة الرياض ويستقر فيها حاصلاً على الجنسية السعودية. وغنى للسعودية عددًا من الأغانى مثل: "يا مسافر على الطائف"، و"إلا معك فى الرياض"، و"برج الرياض"، و"يا بلادى واصلى".
قدم أبو بكر العديد من الألوان مثل اللون الحضرمى والدان الحضرمى من شاعر حضرموت الكبير حسين أبو بكر المحضار وشعراء وملحنين آخرين، كما قدم بعض الأغانى ذات الطابع العدنى والصنعانى من كلمات لطفى أمان ومحمد عبده غانم وآخرين. إلا أن اللون الحضرمى يعتبر اللون الخاص والمفضل لديه يعشقه بعشقه لمسقط رأسه حضرموت. أسهم فيما عرف بعد ذلك ب الأغنية الخليجية، حيث أدخل تفاصيل اللون الحضرمى والدان الحضرمى إلى الخليج واستفاد أيضا من التقارب بين اللهجة الخليجية والحضرمية لينتج بعد ذلك جوهرة الأغنية الخليجية التى تعتمد كثيرا على اللون الحضرمى، وهناك أيضا من العمالقة من لمع وتألق معه وساهم فى أظهار الأغنية الخليجية مثل "شادى الخليج" و"غريد الشاطئ" و"طارق عبد الحكيم" و"طلال مداح" وآخرين.
وغنى لأبى بكر سالم الكثير من الفنانين العرب وعلى مدى العقود مثل نجاح سلام ونازك ووردة الجزائرية وطلال مداح وعبد الله الرويشد، والأخير اعتبره أبا فاضلا له. كما تميزت تجربته بالبعد الصوفي، وظهر ذلك جليًّا فى عدد من أناشيده الدينية مثل: "يا ساكنين طيبة" و"إلى طيبة"، و"بانقرع الباب"، و"إلهى فى الفلاة دعاك عبد"، و"يا رب يا عالم الحال". وفى هذا الصدد أنشد لجدِّه عبدالرحمن بن عبدالله بلفقيه قصيدة "الرشفات" التى مطلعها: إخواننا فى المسجد الحرامِ منّا إليكم أكمل السلام وحمد رب جل بالإنعام ومنّ بالتفضيل والإفضالِ. وحصل الفنان أبو بكر سالم خلال مسيرته الفنية على العديد من الأوسمة والجوائز والتكريم الفني، منها جائزة منظمة (اليونسكو) كثانى أحسن صوت فى العالم، ووسام الثقافة عام 2003م، وتذكار صنعاء عاصمة الثقافة العربية عام 2004م، وقلده الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح وسام الفنون من الدرجة الأولى عام 1989م، ومنحته جامعة حضرموت درجة الدكتوراه الفخرية عام 2003م. كما كرمته دولة الإمارات العربية المتحدة بوسام من الدرجة الأولى فى الفنون والآداب، وأهداه الشيخ زايد بن سلطان سيفاً من الذهب الخالص .
وتميّز أبو بكر سالم بقدرته على أداء الألوان الغنائية المختلفة، فإلى جانب إجادته للأغنيتين الحضرمية والعدنية، أجاد الغناء الصنعانى الذى بدأ يمارسه منذ بداياته الفنية، وقدم أكثر من عشر أغانٍ منها: "قال المعنى لمه"، و"مسكين يا ناس"، و"يا ليل هل أشكو"، و"وامغرد"، و"بات ساجى الطرف"، و"أحبة ربى صنعاء"، و"رسولى قوم"، واللون الخليجى "مجروح" و"أصيل والله أصيل"، بالإضافة إلى القصائد الفصيحة للشاعر الجزائرى "أبو القاسم الشابي" ولجده "أبو بكر بن شهاب".
رائد الشعر الغنائى بحضرموت ولد الشاعر الحضرمى الراحل حسين أبوبكر المحضار فى مدينة الشحر عام 1930م . نشأ فى أسرة متصوفة ذات مكانة معروفة في حضرموت فهو حفيد الشاعر الشعبى المعروف حسين بن أبوبكر المحضار وجده لأمه الشاعر الشعبى المعروف أيضا صالح بن أحمد خمور. برز المحضار كشاعر غنائى موهوب وقام بتلحين معظم أغانيه، ويعتبر مطورا للأغنية الحضرمية ورافدا جديدا للمدرسة الغنائية الحضرمية فى تنافسها الإبداعى مع مدارس الغناء العربى. وأيضا مدرسة فى الموشحات الدينية وشكل ثنائىا يعتبر الأشهر فى الأغنية العربية الحديثة مع الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه. نظم الشعر فى سن مبكرة وشارك فى مجالس الدان الحضرمي، وفى الرابعة عشر من عمره بدأ المحضار كتابة الشعر، وفى السادسة عشر من عمره أصبح الناس يرددون كلماته ويغنون ألحانه. تميز شعر المحضار بعدم التكلف لأنه كان يقوله عفويا. كان من براعة المحضار اعتماد لغته الشعرية على الجناس المقبول، ورد العجز على الصدر. ومما كان يذكره أنه كان ينظم شعره وهو فى الطريق من بيته إلى السوق أو بالعكس، وكان يستخرج ألحانه ويغنيها بواسطة علبة الثقاب (الكبريت) لأنه لم يكن يعزف على أية آلة موسيقية أو إيقاعية. صدر له أربعة دوواين هي: دموع العشاق 1966 م، ابتسامات العشاق 1978 م، أشجان العشاق 1999 م، وحنين العشاق 1999 م. ولحسين المحضار قصائد غنائية شهيرة سواء كان على المستوى الحضرمى أم على المستوى الخليجى والعربى وتغنى بقصائده كثير من الفنانين وأشهر من غنى له الفنان أبوبكر سالم. والفنان عبدالله الرويشد والفنان نبيل شعيل، وقد أقامت حضرموت تذكارا لشاعرها الكبير، وهو عبارة عن كورنيش فى مدينة المكلا تم تسميته باسمه، وتوفى المحضار فى فبراير سنة 2000م وذلك فى مدينة الشحر مسقط رأسه . وإلى جانب المحضار ظهر العديد من الشعراء الحضارم الذين أسهموا مساهمة جادة فى إخراج اللون الحضرمى إلى حيز الوجود منهم أحمد سالم البيض، ومن أغانيه المشهورة ( من مننا معصوم )، وكذلك الشاعر والملحن صالح عبد الرحمن المفلحى والذى غنى له كبار الفنانين اليمنيين أمثال: محمد جمعة خان الذى قدم له أغنية (رسولى بلغ لخلانى السلام)، كما لا يفوت ذكر من أسهم فى الأغنية الحضرمية والدان الحضرمى الأصيل أمثال : سالم عبد القادر العيدروس، وحداد بن حسن الكاف، وعبد القادر الكاف، وكذلك الشاعر الأديب المؤرخ والملحن الموسيقار عبد الله بن محمد باحسن الذى خلف اللحن الحضرمى المشهور ( لك البشارة ملكت القلب ) .
كرامة مرسال أما الفنان الراحل كرامة مرسال فقد حظى بشهرة واسعة على الساحة اليمنية، وعلى مستوى الخليج العربي، إذ اعتاد إحياء نحو 6 حفلات خاصّة وعامة فى دول الخليج العربى سنوياً. مرسال اشتهر باللون الحضرمى النابع من محافظة حضرموت التى ترعرع بها، وتميز بفنّ الدان الشعبى والغناء الحضرمى الأصيل . كانت أشهر أغنياته «متيم» التى حازت إعجاب الجماهير الخليجية والعربية، وغنّاها الكثير من مطربى الخليج العربى كما قدّم رصيدا لا بأس به من الأغنيات الوطنية مثل أغنية «حبّى لها». ويقول عنه الفنان أحمد فتحى: كرامة مرسال ذلك الصديق البسيط العفوى والمعطاء للفن، كافح واجتهد واشتهر على يديه كثيرون من الوسط الفنى على الرغم من عدم دراسته الموسيقى، واستطاع أن يغرد بفنه خارج الحدود اليمنية . ولد كرامة مرسال فى منطقة المكلا القديمة بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت فى العام 1946 حيث تربى وترعرع فى أحيائها. بدأ مشواره الفنى عام 1963 حيث توفى فى تلك الفترة الفنان محمد جمعة خان أحد أشهر فنانى اليمن تاركاً فراغا فى الساحة الفنية، إلا أن كرامة بدأ مشواره الفنى بسد ذلك الفراغ، فكان يحيى حفلات شعبية وأعراساً على أنغام وأغانى محمد جمعة خان مما أعطاه دفعة قوية للظهور على الساحة الفنية. وأطلق أول أغنياته وأسطواناته عام 1969عندما التقى الشاعر حسين أبوبكر المحضار وقام بتلحين أغانيه بنفسه واستمر العمل بينهما، إضافة إلى الفنان أبو بكر سالم حتى وفاة المحضار .
رقصات شعبية وتمتاز محافظة حضرموت إلى جانب الفن الغنائى بفنون أخرى ولا سيما الرقصات الساحلية منها والداخلية التى تملأ مساحات شاسعة فى حياة السواد الأعظم من الجماهير الحضرمية، فعرفت الإيقاعات والألحان البدائية فى (الزوامل) و(الحراوات) ومدارات الرقص الشعبى المختلفة والمتنوعة للبدو، وفى الألعاب الشعبية العديدة الأخرى مثل (الخابة) و(الشبوانى) و(البطيق) وغيرها، وكل هذه الألعاب لا تخلو من الموسيقى المعبرة عن أفراح الشعب وابتهاجاته، وكانت تقليداً يختلف باختلاف القبائل والعشائر وتعدد مناطقهم ومضاربهم، بحيث أصبح لكل منطقة أو قبيلة أو عشيرة ألعابها الشعبية ورقصاتها وأغانيها الخاصة بها . وتمتاز أغانى (الحدرى) أى وسط وأسفل وادى حضرموت الداخل بخلوها من الحركة الموسيقية الراقصة الحقيقية، فهى عبارة عن ترتيل للأبيات الشعرية فيه أناة فى الأداء وتمطيط فى الصوت وعليه مسحة حزينة مؤثرة، ولعل للبيئة أثرها الكبير فى خلق هذا النوع من الغناء الرتيب الذى يتغنى به سكان تلك المناطق الوادعة الهادئة وهم فى مزارعهم وحقولهم ينتشلون الماء من الآبار ويرفعونه ببطء وتؤدة تشاركهم أبقارهم ومواشيهم فى هذه العملية الرتيبة البطيئة المملة التى يستعينون عليها بهذا النوع من الغناء الرتيب البطيء، كما يتغنى بها ( الجمالون ) وهم يقطعون الصحراء بجمالهم وهى تسير ببطء ورتابة وتؤدة . وللمرأة فى حضرموت غناؤها وألحانها الخاصة التى تختلف تمام الاختلاف عن غناء الرجل وألحانه، وذلك بسبب الحجاب الذى تلتزمه المرأة وعدم اختلاطها بالرجل كما جرت عليه ثقافة وعادات وتقاليد ذلك الزمن، حتى إنه يعاب على المرأة أن تغنى ألحان الرجل كما أنه من العيب أن يتغنى الرجل بألحان النساء، غير أن ألحان ( الدان ) الحضرمى يحصل أن تغنيها النسوة فى مجالسهن، هذا بالنسبة للمدن والقرى الحضرمية المتحضرة بعض الشيء، أما فى البادية فإن الرجل والمرأة يشتركان فى غناء موحد فى جميع المناسبات، حيث جرت التقاليد باختلاط الجنسين فى الألعاب الشعبية وأعمال الزراعة والبناء . ومن أشهر الرقصات الشعبية رقصة الغيّه يرقصها الرجال فى صفين متقابلين وبإيقاع خفيف وغناء ورقص بالأكف فتدخل الراقصة (البدوية) بثوب مزركش وخلاخل وأساور ويقابلها الراقص ويمشى إلى الخلف تحت إيقاع الطبول والراقصة تتبعه وهكذا راقص بعد آخر، وترقصها النساء فى الشحر الشرقية، حيث يجلسن فى خطين متوازيين وتتوسطهن العروس وضاربات الطبول ويلبسن حزاما على الخصر وخلخالين على الرجلين تعطيان نغمة خاصة وتقوم العروس لترقص وتنعش . ومن أغانى هذه الرقصة كتب الشاعر والملحن الشهير حسين أبوبكر المحضار معبرا عنها أحسن تعبير فى أغنية " نوب جردان يلقى عسل " . أما رقصة الزربادى الفريدة فما زالت تحتفظ بطابعها القديم . كما يقال لهذه الرقصة الريّض لاستطالة وامتداد إيقاعاتها ونبراتها ويقوم بها كل من النساء والرجال على انفراد ويستغل فيها (الهجار والمراويس) وعددها ثلاثة وتتجاوب جميعها خلال الإيقاع كما يرافقها أحياناً العزف على الناى . وتنتسب هذه الرقصة إلى عائلة الزربادى الشهيرة بمنطقة الغرفة ويرجع الفضل لها فى تخليد هذه الرقصة وتختص هذه الرقصة بسكان وادى حضرموت، وقد انتقلت بعد ذلك إلى مدن وقرى حضرموت . وجميع الرقصات والألعاب الشعبية فى حضرموت تعتمد فى موسيقاها على الطبول و(المراويس) أو المزامير مع الغناء والرقص، ولم تكن الآلات الموسيقية الأخرى – الوترية والنحاسية – مستعملة عندهم، ولكن أخيراً عرفوا (السمسمية) والمعروف أن لكل وتر من أوتار السمسمية الخمسة نغمة واحدة فقط بعكس آلة (القنبوس) والعود والرباب، الأمر الذى يجعل من الصعوبة بمكان إخراج نغمات وألحان كثيرة من أوتار هذه الآلة، فهى تحتاج إلى مهارة فائقة وتدريب شاق طويل وعسير . يقول بعض المؤرخين إن السمسمية دخلت حضرموت فى القرن الثالث الهجرى قبل آلة القنبوس، وقد جلبها البحارة الحضارم أصحاب السفن من مدينة ( ينبع ) فى شمال الحجاز . وممن اشتهر بالعزف عليها من أهل المكلا فى ذلك الزمان : سعيد سالم باحداد، سالم فرج عبد النصير، سعيد سالم السليمى ومبروك رمضان وهو فى الأصل من مواطنى ينبع الذين نزحوا مع أصحاب السفن إلى المكلا . ثم ظهر العزف على القنبوس بعد ذلك على يد الفنان الحضرمى الموهوب سلطان بن صالح بن الشيخ على الذى استطاع بموهبته وعبقريته أن يطور الأغانى المحلية ويخلق منها لأول مرة ألحاناً حضرمية متطورة تتسم بالطابع الحضرمى لحناً وكلمات وموسيقى، وقد امتاز الفنان سلطان بن الشيخ على بألحانه العذبة والموهبة الأصيلة والصوت الجميل، وهو يعتبر أول من أدخل العزف على القنبوس فى حضرموت، ولعل أسفاره إلى إفريقيا الشرقيةوالهند والحجاز قد أكسبته تجربة ومعرفة أوسع . ويقال إن كثيراً من الأغانى الكويتية القديمة إنما هى صورة عن ألحان الفنان سلطان، ذلك أن الكويتيين من أصحاب السفن يومذاك الذين كانوا يرتادون سواحل حضرموت ويحرصون على حضور الحفلات والسهرات التى يحييها الفنان سلطان ومن بعده الفنان محمد جمعة خان كانوا ينقلونها إلى بلادهم لشدة إعجابهم بها .
قرصنة فنية يذكر صاحب كتاب الاغانى أبو الفرج الأصفهانى أن اليمنيين نزحوا إلى مناطق ما يعرف اليوم بالخليج العربى، لأنها كانت معروفة بصيد اللؤلؤ وخصوصا البحرين وفيها عيون الماء العذب والزراعة والنخيل والتجارة فانتقل معهم فن الصوت الذى يعود أصله إلى أيام الدولة العباسية حسب ما ذكر فى أمهات الكتب فتأثرت المنطقة بالفنون اليمنية . ويعتبر عبدالله فضالة أول من ردد الغناء اليمنى فى الكويت وهو غناء محرف مقتبس عنه، وأما أول من غنى الغناء اليمنى المعروف حاليا بالعدنى فى الكويت فهو حمد خليفة الذى أخذه أصلا من عمر محفوظ غابه ( يمنى )، وبعده راشد الحملى وهو التلميذ الأول لحمد خليفة، وكذلك ممن نقلوه جمال المجيم ويوسف المطرف ويوسف بورسلى وجمال الراشد والسيب . ومن ضمن الأغانى المؤلفة فى الكويت على نفس الإيقاعات أغنية ( جاءت تقول كلمة وداع) و اغنية (وقالت هجرتك) وأغنية (يا حبيبى أنت روحى) وأغنية (منعونا أن نراهم يقظة) والتطوير أصلا حدث على طريقة اللزم على الإيقاع والفواصل قبل ختم الأغنية ولكن لم يتم تغيير شىء من الألحان وما زالت كما هى . وهناك فنانون ليسوا يمنيين ولكنهم نقلوا الغناء اليمنى إلى الخارج وعرفوا الناس به مثل السورى فهد بلان الذى غنى لليمنية رجاء باسودان (يا بنات المكلا) واللبنانية نجاح سلام التى اختارت أن تغنى لأحمد السنيدار أغنية (بالله عليك يا موزع) والإماراتية أحلام بغنائها اللون الحضرمى فى أغنية (لما قلبي) ومن كلمات الأغنية المشهورة (جماله فى غروره يريد، الشور شوره، لأنه زين، عسى الأيام تجمعنا وتتوقف دموع العين) ولربما أنها من ألحان على سعيد على وكذلك ازدهار الأغنية اليمنية فى الخارج بغناء كلا من محمد عبده وطلال مداح لأغنية ضنانى الشوق التى لحنها محمد مرشد ناجى وهى من كلمات مهدى حمدون واسم ديوانه بها، وغيرهم الكثير وعلى رأسهم المطربة اللبنانية هيام يونس التى قامت بغناء عدد كبير من الأغانى اليمنية وبلكناتها المحلية. وفى إطار ما عرف ب (خلجنة الغناء اليمنى ) سطع نجوم كبار من فنانى الخليج المشهورين حاليا بفضل غنائهم للتراث الغنائى اليمنى ولقد حاول البعض السطو على حقوق هذا التراث من خلال عدم إبراز هويته وإظهار أصالته، والأمثلة أكثر من أن تحصى وقد أجملها الباحث اليمنى هانى باسل فى عدد من الأغانى المعروفة ومنها : أغنية (سقى الله روضة الخلان) والتى يقول العمانيون إن لحنها من تراثهم القديم وهى فى الأصل للملحن اليمنى فضل محمد اللحجى وقد غناها محمد عبده، وأما عن أغنية (سرى الليل وا نايم) وتقول كلماتها (سرى الليل وأنا نايم على البحر ماشى فايدة فى منام الليل حل السرية) وقد غناها محمد عبده وتعرف هذه الأغنية بأنها لمحمد سعد عبد الله شعرا إلا أنها فى الحقيقة لمهدى محلثى. وأغنية (سامحنى وأنا با توب) قالوا إنها فلكلور يمنى وهى للشاعر اليمنى القمندان، وأغنية (منى مسا الخير) التى غناها محمد المسباح بنفس اللحن وكتب على الشريط فلكلورا وهى ألحان القمندان أيضا. أما أغنية (صدفنى يا هلى قمري، عبر يمشى على بنانه) المنسوبة للمحضار وغناها عبد الله الرويشد والصواب أن الكلمات لعلى سالم مسيعد واللحن لحسن باحشوان ، وأغنية (يا منيتى يا سلا خاطري) وهى مشهورة جدا والتى غناها عبد المحسن المهنا من الكويت وغناها كثير من الفنانين الخليجيين وتقول (يا منيتي، يا سلا خاطري، وأنا حبك يا سلام، ليه الجفا، ليه تجرحنى وأنا حبك يا سلام، تترنم على البانه، عشية قمرى الروضة على غصن السلام... الخ) وهى من كلمات وألحان القمندان وغناء طه فارع وربما لم يكن أول شخص غناها ولكنها وثقت باسمه . وأغنية (غيروك الناس عني) لمحمد سعد عبد الله وهى قديمة غناها سعد الفهد بشريط جديد، بلحن آخر وعلى الشريط كتب، ألحان صالح الشهرى مع العلم أن الأغنية كلمات وألحان محمد سعد عبد الله، وأيضا أغنية (شى معاكم خبر زين) والتى غناها خالد الملا من البحرين وأصل كلماتها تقول (شى معك لى أخبار، قل لى يا حادى العيس، لا تخيب ظنوني، كيف شفت المكلا والحبايب فى الديس عاد شى يذكروني) وهى من كلمات عبد الله مقادح من محافظة أبين فى اليمن وألحان وغناء محمد على الميسري، وقد غير خالد الملا بعض كلماتها وقال (شى معاكم خبر زين، يا رسول السلامة، لا تخيب ظنوني، بسالك عن البحرين، كيف أهل المنامة، عاد شى يذكروني). وهناك أغنية (يا رب من له حبيب) غناها محمد عمر وأنزلها فى شريطه وكتب ألحان تراث مع إنها لمحمد محسن عطروش غناء وألحانا، أما أغنية (كلمة ولو جبر خاطر) التى غناها الفنان السعودى عبادى الجوهر ونسبها إلى نفسه وكتب على الشريط كلمات عبد الرحمن بن سعود وألحانه، والأغنية معروف أنها لمحمد سعد عبد الله كلماتٍ وألحانا وغناء . وأغنية (سالت العين) غنتها موزة سعيد من الإمارات وهى لليمنى محمد صالح حمدون، وأغنية (يا ورد محلى جمالك) غناها طلال محمد وهى لأبوبكر سالم بلفقيه، وأغنية (متيّم فى الهوى) غنتها أنغام وهى لكرامة مرسال، وأغنية (يا مركب الهند يا بو دقلين) وهى للشاعر اليمنى يحيى عمر والتى يغنى مطلعها محمد عبده فى إحدى أغانيه وتلاه شباب خليجيون. كذلك أغنية (كل شى معقول) غناها محمد البلوشى ونسبها إلى نفسه مع إن كلماتها وألحانها للشاعر الحضرمى (عبد القادر محمد الكاف) صاحب أغنية (الحب الجديد) التى غناها عبد المجيد عبد الله وأغنية (ضاع القمر) التى غناها عبد المنعم العامرى . وأغنية (المعنى يقول يا من سكن فى فؤادى) وغناها على عبد الستار وكذا محمد عبده وهى للشاعر يحيى عمر اليافعى، وأغنية (طاب سمعون وادينا) التى غناها عبد المجيد عبد الله. وأغنية (وا معلق بحبل الحب أن كنت ترتاح للغواني) غناها خالد الشيخ وهى لابوبكر سالم بلفقيه، وكذلك أغنية (نعم نعم هذى سنة المحبين) التى غناها خالد الشيخ وبعده الأخوين السوريين (حكيم وتوفيق) . وهناك اعتقاد خاطئ بأن أغنية (يا سارى سرى الليل) من التراث أو الفلكلور اللبناني، والتى تقول (يا سارى سرى الليل، ارحم حبيبك سرى الليل، يا سارى سرى الليل، يا ساكن بقلبي، حلفتك بربي، لا تغدر بحبي... الخ) وهى فى الأصل قد خرجت من اليمن وتعتبر من فن عدن، وقد غناها أحمد عوض من ألحان مدهش صالح .