ترأس البَطريركِ الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك، اليوم الخميس، الصلاة من أجل التخلُّص من وباء كورونا المستجد. وقال الأنبا أبراهيم أسحق، إن الصلاة اليوم هي تضامنًا مع دعوة وتوصية قداسة البابا فرنسيس، ورسالة اللجنة العليا للأخوَّة الإنسانيَّة، نجتمع معًا، لنعيش يومًا مكرَّسًا للصَّلاةِ والصَّومِ وأعمالِ المحبَّةِ، كلٌّ حسب اعتقاده وأسلوبه، من أجل أن يرفع الله تعالى هذا الوباء الَّذي اجتاح البشريَّة كلّها، وأن يُلهم العلماء ويوفَّقهم لاكتشاف الدَّواء المناسب للقضاء عليه، وأن ينقذ العالم من التبعيات الصحيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة جراء هذا الوباء الخطير. وأوضح "إسحق" في كلمته أن هذه المبادرة هي دعوة إلى تضامن الإنسانيَّة ليس فقط على المستوى الاقتصاديّ والماديّ، وإنَّما على المستوى الرُّوحيّ خاصَّةً في هذه الأيَّام الَّتي نعيشُ فيها نحنُ المسيحيِّين زمن الخمسين المقدَّسة، ويعيشُ أخوتنا المسلمون شهر رمضان المبارك. الصَّومُ والصَّلاةُ أعمالُ المحبَّةِ هي أعمالٌ مشتركةٌ بين كلِّ أصحاب الأديان، وربما أيضًا لبعض غير المؤمنين، فالصَّلاة هي حضورٌ أمام الله المحبّ الرَّحوم والدِّخول معه في علاقة ومناجاة على المستوى الشَّخصيّ والجماعيّ، والصَّوم في جوهره ليس مجرَّد الامتناع عن الأكل والشُّرب، بل هو برٌّ وسلامٌ وفرحٌ في الروح القدس، كما يقول بولس الرسول (رو14: 17)؛ وهو أيضًا اعترافٌ بأنَّ كلُّ ما ننالُه من خيرات هو نعمةٌ آتية من الله وهي لأجل الحياة الأفضل لنا ولإخوتنا في الإنسانيَّة كلِّها، وبواستطها نسعى إلى ما غايتُه السَّلام والبنيان المتبادل. وأضاف أن الدَّعوة لا تشمل الصَّلاة والصَّوم فقط، بل تشمل أعمال المحبَّة الَّتي هي خروجٌ من الذَّات نحو الأخر ومشاركته فيما لدينا من مواهب وإمكانيات على كلِّ المستويات، مؤكدًا أن وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة من أجل السَّلام العالميّ والعيش المشترك. جديرٌ بالذكر أنَّ هذه الوثيقة هي خلاصة مبادرات ولقاءات من أصحاب الإرادة الصَّالحة، فمنذ أكثر من عامّ في 4 فبراير 2019، استضافت دولة الإمارات المؤتمر العالمي للأخوَّة الإنسانيَّة بهدف تفعيل الحوار حول التَّعايش والتَّآخي بين البشر، والتَّصدي للتطرُّف الفكريّ وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانيَّة وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف والتكامل. تزامن ذلك المؤتمر مع الزِّيارة المشتركة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة إلى دولة الإمارات. ونشير إلى التزام الكنيسة الكاثوليكيَّة بالحوار بين الأديان، فمنذ المجمع الفاتيكاني الثاني(1965-1962). و كانت الكنيسة الكاثوليكيَّة مقتنعة بأنَّه "لا يمكننا أن ندعو الله أبًا للجميع إذا رفضنا أن نتصرّف كإخوة مع الناس المخلوقين على صورة الله"، بيان: "حول علاقة الكنيسة بالدِّيانات غير المسيحيَّة"(Nostra Aetate). 3-أهم ما جاء بالوثيقة القناعة الرَّاسخة بأنَّ التَّعاليم الصَّحيحة للأديان تدعو إلى التَّمسُّك بقيم الأخوَّة الإنسانيَّة والعيش المشترك.