تزود جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بوسائل حديثة لاستخدامها في قمع التظاهرات المتوقعة في الأراضي الفلسطينية، بعد اعتراف الأممالمتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلة، وسط مساعٍ "إسرائيلية" حثيثة لإحباط هذا التحرك قبل التصويت المقرر في نهاية الشهر الجاري. وصرح كبير ضباط سلاح المشاة والمظليين بالجيش "الإسرائيلي" ميخائيل ادلشتين أن الجيش تزود بوسائل جديدة لتفريق المظاهرات مما سيحد من احتمال استخدام الأسلحة الفتاكة وسيقلص عدد الإصابات خلال تفريق المظاهرات المتوقعة في المناطق الفلسطينية وعلى حدود "إسرائيل". وأضاف خلال لقاء مع المراسلين الأجانب أن هذه الوسائل تتضمن قاذفات لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل أكثر دقة، ومكبرات للصوت تطلق ضجيجًا شديدًا للغاية لا يمكن تحمله، وخراطيم مياه يمكن استخدامها أيضًا لرش المتظاهرين بمادة خاصة تحمل رائحة شبيهة برائحة البنزين. وتستعد "إسرائيل" للإعلان المحتمل للدولة الفلسطينية، مع توقعات باندلاع مظاهرات على نطاق واسع داخل الأراضي الفلسطينية، وتقوم بحملة دبلوماسية تستهدف إحباط التحرك الفلسطيني للحصول على الاعتراف بالدولة المستقلة. وفي هذا السياق، يصل الثلاثاء إلى "إسرائيل" وفد أمريكي رفيع المستوى برئاسة مستشار الرئيس الأمريكي "دينيس روس" والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط "دافيد هيل" ونائب المستشار القانوني بالخارجية الأمريكية "جونتان شفارتس" للاجتماع برئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان بني جنيس، بهدف تنسيق المواقف المتعلقة بالتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة والتصويت المتوقع نهاية الشهر الحالي حول قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال صائب عريقات: إن الوفد سيلتقي الرئيس عباس في رام الله الأربعاء. يأتي ذلك بعد أن كان أكد لوكالة "معًا" الفلسطينية أن الوفد الأمريكي لن يلتقي الرئيس عباس في رام الله، ونفى علمه بما يحمله الوفد من مقترحات". وأضافت صحيفة "هاآرتس" الناطقة بالعبرية أن المحادثات المتوقعة ستركز أساسًا على اليوم الذي يلي التصويت في الأممالمتحدة ومنع انفجار الوضع في الضفة الغربية والتدهور نحو مواجهة عنيفة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين". ووفقًا للصحيفة، فإن الوفد الأمريكي على تنسيق تام مع موفد "الرباعية الدولية" توني بلير الذي وصل "إسرائيل" الأحد رغم أنهم سيجتمعون بالمسئولين في "إسرائيل" بشكل منفرد، ولكن هدفهم واحد يتمثل بصياغة إعلان صادر عن الرباعية توقع عليه "إسرائيل" والسلطة ويدعو الطرفين للعودة للمفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى أن الحديث يدور عن إعلان تمت صياغته في يوليو الماضي خلال مشاورات أمريكية "إسرائيلية" دون أية مشاورات مع الفلسطينيين أو أي طرف آخر في "الرباعية الدولية" الأمر الذي أفشل اجتماع الرباعية الذي انعقد في واشنطن يوم 12 يوليو ومنذ ذلك الحين تحاول الإدارة الأمريكية بالتعاون مع توني بلير صياغة إعلان يحظى بقبول الطرف الفلسطيني. وبحسب الصحيفة، فإن "إسرائيل" أبلغت الإدارة الأمريكية موافقتها على صيغة الإعلان الجديد بشرط أن لا تلغي أجزاءً من الإعلان القديم بل تضيف بعض الجمل والفقرات فقط. لكن المصادر "الإسرائيلية" شككت في فرص التوصل إلى صيغة إعلان مقبولة على الفلسطينيين، وحتى لو تم ذلك هناك فرصة ضئيلة أن تنجح مثل هذه الصيغة في ثني الفلسطينيين عن عزمهم التوجه للأمم المتحدة. يذكر أن الإعلان السابق دعا إلى الاعتراف بيهودية الدولة "الإسرائيلية" وأن حدود الدولة الفلسطينية لن تكون بالضرورة مشابهة لحدود 67.