تشدد تجار الدين Vs رحمة الفقهاء قيادى سلفي: جابر نصار ألغى النقاب فى الجامعات فأجبره الله على ارتداء الكمامة مع ظهور فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، انتشرت العديد من الفتاوى الدينية المتشددة، التى أطلقها السلفيون، مستغلين خوف البعض من المرض، لتصدير فتواهم، فى ظل حاجة الناس لمعرفة رأى الدين فيما يحدث، وهل هو غضب من الله، كما صدر بعض السلفيين على صفحاتهم الشخصية فى مواقع التواصل الاجتماعى. وخلال السطور التالية، رصدت «الفجر» أغرب فتاوى «كورونا»، بالإضافة إلى بعض الفقهاء والشيوخ فى الجدل المثار حاليا، حول تعليق صيام شهر رمضان لهذا العام. البداية عندما وجد السلفيون الفرصة متاحة لتصدر المشهد من جديد، بالتزامن مع ظهور فيروس «كورونا»، لذا بدأوا من خلال منابرهم الخاصة على صفحات التواصل الاجتماعى، عبر مقاطع فيديو بث العديد من الفتاوى المتشددة، منها ما قاله حازم شومان، الداعية السلفى الشهير، عن أن مشاهدة المسلسلات والأفلام على القنوات المدفوعة، مثل «netiflix» حرام ومضيعة للوقت، مطالباً باستغلال وقت الحظر فى العبادات ليس إلا. وعلى نفس النهج، انتقد ناصر رضوان، القيادى السلفى، ارتداء الكمامة، قائلا إن النساء غطت وجهها خوفا من كورونا، بدلاً من ارتداء النقاب خوفاً من الله، مشيرا إلى أن جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، صاحب قرار حظر النقاب بالجامعات، انتقب، فى إشارة إلى إجباره على ارتداء الكمامة. كما أطلق الشباب لحاهم خوفاً من الذهاب لصالونات الحلاقة تجنبا للإصابة بالفيروس، ولم يطلقوها خوفاً من الله واتباعاً لسنة رسوله، وكذلك غسيل اليدين، إذ يتوجب علينا الوضوء لأداء الصلاة. واتفق هيثم الحوينى، نجل السلفى الشهير أبو إسحاق الحوينى، مع قاله سابقه، مؤكدا أن النساء العاصيات تحايلن على ارتداء النقاب بارتداء الكمامات، فأجبرهن الله على إخفاء وجوههن، مشيراً إلى أن جمال النقاب الذى ترتديه العفيفات لن تفهمه العاريات اللاتى ما زلن يتحايلن على فريضة الله بلبس الكمامة الطبية. وفيما يتعلق بصيام رمضان لهذا العام، اتفق الفقهاء على أن الأمر متروك للأطباء، حيث قالت آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، البعض يتحدث عن الصيام كقضية يعجز عنها جميع الناس، المرضى وغير المرضى، وهذا غير صحيح، فهى تعتمد على الصائم ذاته، فالصائم إذا ابتلى بهذا البلاء سواء كورونا أو غيره من حقه الإفطار، موضحة أنها مسألة شخصية، تخص الفرد وظروفه الصحية، لذا لا يصح أن تشمل الجميع. واصفة ما يحدث حول تعليق الصيام بالجدل السوفسطائى. وأضافت: مقترح تشكيل لجنة طبية من قبل دار الإفتاء خطوة جيدة، لأنها تحدد المرض ومسبباته، وكذلك قدرة الإنسان على تحمله، وبالتالى تأتى فتوى من إرشاد الجانب الصحى للجنة العلمية، مع التأكيد على أنه لا يجوز تعميم مسألة الإفطار، إذ تحدد حسب قدرة من يريد أن يصوم. ومع هذا الرأى، اتفق الشيخ عبدالحليم منصور، عضو لجنة الخمسين المخولة بالإفتاء فى الأزهر الشريف، مؤكدا أن هذا يحدد على حسب كل فرد، فهناك الشخص الذى لا يتضرر بهذا المرض، وهذا مخاطب بأداء فريضة الصيام، طالما أهل الطب حددوا أنه لا يتأذى من الصيام. مشيرا إلى أن الشخص المصاب بهذا المرض يجوز عليه الإفطار، ويكون الفطر بالنسبة له واجباً، حفاظاً على النفس الإنسانية من الهلاك، لقوله «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة». وأضاف: أما الشخص الثالث، المريض العادى بأى مرض آخر، ويتضرر بهذا المرض الذى أصابه، ففى هذه الحالة يشرع له بالإفطار، وأن يقضى ما عليه فى عدة من أيام أخر، وهذا يشمل أيضاً كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، إذ عليهم الفطر، وعلى كل منهم فدية طعام مسكين عن كل يوم أفطروا فيه، موضحا أن انتشار الفيروس لا يؤثر على أداء الفريضة، إلا إذا أجمع الأطباء على ذلك، ما يعنى وجوب الصيام حتى الآن. وقال الشيخ خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صحة الإنسان مقدسة عند الله تعالى، وتعليق الشعائر جائز شرعا، حتى تمر الأزمة، لأن بنيان الإنسان وصحته مقدمة على كل الأشياء، وكافة العبادات يجوز تعليقها، طالما ثبت أن هناك ضررا منها على صحة الإنسان، فى ظل تفشى فيروس «كورونا». وعلمت «الفجر»، من مصادرها، أن دار الإفتاء لم تخرج بفتوى حتى هذه اللحظة، فيما يخص تعليق صيام شهر رمضان، لحين الوقوف على الوضع الحالى، من معدل انتشار فيروس «كورونا»، لمنع إثارة البلبلة فى هذا الصدد.