تفاقمت حالات كورونا في العراق بشكل خطير؛ حيث وصلت إلى 35 حالة، مع الإعلان عن وفاة أول عراقي بسبب إصابته بالمرض، مما يفتح باب التساؤلات حول مستقبل المرض بالعراق وإمكانية تحجيمه. *الرحلات من إيران "كل الذين شخصوا كانوا بزيارة إلى إيران" بتلك الكلمات وصفت ندى الجبوري النائبة السابقة بالبرلمان العراقي عن القائمة العراقية الوطنية ورئيسة منظمة المراة والمستقبل أنتشار وباء كورونا بالبلاد، مبينة أنه حتى الأن لم تتوقف الخطوط الجوية العراقية من رحلاتها، بسبب وجود جالية عراقية في إيران حوالي نصف مليون عراقي يعيش ويتنقل بين إيرانوالعراق، رغم المطالبات الشعبية بايقاف هذه الرحلات. وأكدت الجبوري ل"الفجر"، على أن المؤسسة الصحية العراقية تعاني من نقص الخدمات الطبية وفقر المواد للفحوصات فقط تصدر الأطباء والكوادر التمريضة بأرواحهم للمرض، وإجراءات الحجز في مستشفيات تفتقر لأبسط مقومات الحجر الطبي الصحيح، بسبب أن المكان غير لائق صحيًا وفندقيًا. وأضافت: أن "من الصعب السيطرة على الحدود البرية حتى عند غلق المنافذ الحدودية، وذلك لأن المصابون هم عراقيون ولا يوجد قانون لمنعهم من العودة الى العراق"، مشيرة إلى أن حالة الوفاة الأخيرة من جراء الفيروس هي لشخص كبير السن ومريض. "كان مخطط لإدخال المرض إلى العراق بشكل منظم"، بتلك الكلمات وصفت تغريد الطائي الإعلامية العراقية إنتشار كورونا داخل العراق، معللة ذلك أن الحدود لم تغلق ولا يوجد فحص جيد عليها خاصة حدود ايران. وقالت الطائي ل"الفجر"، إن الخارج من العراق كان يفحص من قبل القوات الإيرانية، بينما الداخل للعراق لا يتعرض لأي شيء حقيقي على الحدود لفحص الداخلين، فالحدود كلها مفتوحة وعدم اجراء فحص الداخلين من جهه إيران تثير كثير من التساؤلات. وتابعت: أن العراق أصبحت سوق لتصريف البضائع مع غياب إستقرار الوضع الأمني والفراغ الدستوري. *منشأ المرض "ظهر المرض من داخل الحوزة" هكذا بدأ مدير الإعلام في دائرة التشغيل والقروض في النجف الاشرف التابعة لوزارة العمل والتشغيل العراقية، حدثيه عن ظهور كورونا في محافظة النجف الأشرف، والتي تعتبر أول المحافظاتالعراقية التي ظهر بها المرض. وأوضح مدير الإعلام أن أول حالة ظهرت كانت لطالب إيراني يدرس في الحوزة أكتشف فيه الفيروس وحجز بأحد المستشفيات، وتم إرسال عينة لوزارة الصحة في بغداد وأكتشف أن لديه الفيروس، وبناء على ذلك نقل من النجف إلى إيران، وإبعادة خوفًا من انتشار الفيروس، ثم اكتشف المرض مرة أخرى في سائح عراقي قادم من إيران أكتشف لديه الفيروس، وحجز بإحدى مستشفيات المحافظة، ثم ظهر بعد ذلك في بغداد وعدد من المحافظات. *خلية الأزمة وأكد الحبوبي ل"الفجر"، على أن العراق لا يمتلك الأجهزة الكافية والعلاج الكافي فحتى الصين لا تمتلك العلاج النهائي للفيروس، ورغم ذلك وزارة الصحة العراقية قامت بحملة تعقيم للدوائر وتقليص الدوام. وعدد مدير الإعلام في دائرة التشغيل والقروض في النجف الاشرف، القرارات التي اتخذتها خلية الأزمة في المحافظة للحد من المرض، ومنها تمديد تأجيل الدوام الرسمي للجامعات والمدارس والملاكات التربوية ‘لى شعارًا أخر، والموافقة على طلب دائرتي الماء والزراعة لتخفيض دوام الموظفين بنسبة 50%، وتقليص دخول إعداد المشيعين إلى المحافظة في مراسيم دفن الموتى القادمة من المحافظات. واستكمل الحبوبي، قرارات الخلية بتجهيز المركز الصحي لطريق ياحسين وتحويلها إلى مستشفى مخصصة لحجر وعلاج المصابين بالفيروس والمشتبه بهم، وتشكيل لجنة إعلامية من الإعلام الحكومي في المحافظة لإدارة أزمة الوباء إعلاميًا لنشر الوعي الثقافي الوقاية منه. وأضاف: أن زيارة المراقد الشيعية لم تتوقف كليًا وإنما تقلصت للنصف، ومن ذلك ما أعلنته إدارة الصحن الحسيني الشريف، من عدم إقامة صلاة الجمعة في هذا الأسبوع، إمتثالاُ لقرارات وزارة الصحة بالامتناع عن عقد التجمعات الكبيرة في هذه الأيام. *من داخل مستشفى كورونا "كل الحالات قادمة من إيران" بتلك الكلمات وصف محمد نصر طبيب جراح في مستشفى كركوك العام، وهي المستشفى التي تستقبل عدد من الحالات المصابة بكورونا، مبينًا أنه لا توجد حالات عدوى من داخل العراق ولا يوجد تأثير لساحات التظاهر لحد الان. وأكد نصر ل"الفجر"، أن انتشار المرض ليس بالسريع، وتعتبر العراق من اقل الدول المجاورة لايران اصابة بالمرض، واغلب المرضى حالتهم جيدة جدًا، ومستقرة وهنالك مراكز عزل وحجر. وتطرق الطبيب الجراح في مستشفى كركوك العام لحالة المصابين بالمستشفى، مشيرًا إلى أنهم 5 مصابين كلهم قادمين من إيران حالتهم الآن ممتازة، واحتمال خلال هذا الاسبوع يتماثلون للشفاء، ومركز الحجر الطبي حالته ممتازة. كما عدد أبرز المعوقات أمام العراق لمواجهة المرض، ومنها عدم غلق الحدود وعدم منع التجمعات، وقلة الوعي الصحي واستهانة الناس بالمرض، مظاهر تلك الاستهانة التي تتمثل في كثرة التجمعات وعدم تجنب المقاهي، وعدم اتباع وسائل النظافة الشخصية. وبين أن كورورنا ليس مرض قاتل بشدة لكنه سريع الانتشار بشكل غريب، الوقاية فيها جانبين الجانب الحكومي من خلال غلق الحدود مع الدول الموبوءة ومنع التجمعات، وجانب شخصي يعتمد على النظافة الشخصية. وأعطى عدد من الإرشادات الشخصية للوقاية من المرض، منها التعقيم خاصة استخدام معقم الكحول بنسبة لا تقل عن 70%، وأي نسبة أقل أو مواد التعقيم العادية فإنها لا تنفع بل تضلل الناس. *الإجراءات الطبية بينما أرجع حيدر معتز محي، الباحث بالدراسات البيولوجية والفيروسات البيئية بالعراق، إزدياد أعداد المصابين بالفترة الأخيرة إلى الوافدين القادمين من إيران خاصة مع العطلة الربيعية "أجازة نصف السنة"، والتي قضاها عدد كبير من العراقيين في ايران، ومنذ أسبوع بدأوا يعودون إلى العراق، وصاحب ذلك تفشى المرض في أغلب الوافدين، مبينًا أنه صعب توقيف الرحلات لأنهم إلى أغراض تجارية وطبية مثل العلاج وإجراء عمليات جراحية يصعب تحقيقها بالعراق. وأكد محي ل"الفجر"، على أنه على الرغم من أن السلطات العراقية تقوم بإجراءات احترازية كبيرة على المعابر، والقطاع الصحي يتمتع بحالة طبية فوق الجيدة، إلا أنه ينقصها التقنية الحديثة لفحص الوافدين من ايران، وقلة الأجهزة والكاميرات الحرارية والمحاليل سواء برا وجوا، ولذلك ينتقل المرض عبر الوافد بسرعة كبيرة، لانه لا يعرف الوافد اين يتجه ومن يتقابل معه. وأضاف: أن الفيروس حديث وما كان متوقع انتشاره بشكل كبير، ولذلك المشافي المعدة للحجر والعزل الصحي لم تكن مجهزة بشكل جيد قبل استقبال المرض، ولذلك تتدنى الخدمات الموجودة في بعض المحافظات، والشخص المصاب يكون فيس حالة نفسية صعبة لأنه يتعرض إلى عزله، ويجب على المستشفى ان تعتني به على أكمل وجه. "كبار السن في دائرة الخطر" بتلك الكلمات وصف محيي أكبر المتضررين من الفيروس وإنتشاره بالعراق، موضحًا زيادة حالة الوفيات لكبار السن خاصة من يتفشي فيه الأمراض المزمنة، ومن يعانون جهاز مناعي ضعيف سواء الأطفال، أو حتى الشباب الذين يعانون من امراض مزمنة كالسكري وضغط الدم أو مرض السرطان، وذلك لأن الفيروس يحدث تغييرات جذرية داخل الجهات التنفسي، ويقوم بقتل الخلايا. *الشارع العراقي "لا توجد استعدادات حقيقة للمرض في العراق" بتلك الكلمات وصفت هديل الحسون الإعلامية العراقية حال الشارع العراقي مع كورونا، مبينة أن أسعار الكمامات ارتفعت بالاسواق والمطهرات، المذاخر "متاجر بيع الأدوية" رفعت الأسعار وبالتالي الصيدليه رفعت السعر أو لا تبيعها أصلا، مما يعتبر اكثر من كارثة بالنسبة للفقراء لأن غالبية المواطنين العراقيين تحت خط الفقر. وأكدت الحسون ل"الفجر"، أن الوضع أخطر بالمستشفيات التي تستقبل الحالات، فيوجد فيديو لمواطن بالحجر يصور المكان الذي لا تتوفر فيه ادنى المتطلبات وهو وجود الماء. وطالبت بأن تغلق المطارات إلى أن ينتهي الفايروس، وذلك حتى تحمي البلاد منه لأن الصحة منعدمة في العراق، مشيرة إلى أن الخلل في المطار وهو السبب الرئيسي لدخول المرض. *عدم الإلتزام "المواطن لا يلتزم بسبل الوقاية اللازمة" بتلك الكلمات وصف علياء الحسيني المتحدثة باسم نقابة المحامين العراقية تعامل العراقيين مع كورونا، مبينة أن اليوم كانت دائرة التقاعد العامة مكتظة بالمراجعين، ولم يلتزم أي واحد منهم يرتدي قفازات او كمامة، وعلى العكس كانو ينظرون باستهزاء لأي شخص يرتدي كمامة وأكدت الحسيني ل"الفجر"، أن الحجر الصحي يختلف باختلاف المناطق، فهناك مناطق ممتازة بها العناية ومناطق معدومة، فمثلا في بعض مناطق بغداد يوجد عزل مثل مستشفى الفرات القريب من المطار، بينما هناك مواطن تاكدت الملاكات الطبية من إصابته بالوباء ولم يجدو مكان لعزله *علاج كورونا ويشير نصر، أنه لا يوجد حتى الأن علاج للمرض، فكلها محاولات تجريبية، ويتعاملون مع المرضى مع عدم توافر دواء بالعلاج حسب الأعراض، مثل خافض حرارة مهدئ الام محلول وسيروم مغذي، موضحًا أن تلك الأدوية تخفف من حدة المرض مع التأكيد على تحسين نوعية التغذية. وأوضح الباحث محيي، أن ما يشاع عن توصل إيران أو بعض الدول الأخرى لعلاج، أنه يجب أن تختبر تلك العلاجات على الإنسان ومعرفة مدي صلاحيتها، والفترة الصحيحة لها، ولذلك كل ما أعلن هو تكهنات وترويج لتلك المنتجات الطبية، مشيرًا إلى أن الحالات المستقرة تماثلت للشفاء أثناء فترة العزل، بسبب بعض العلاجات التي أعلنت عنها وزارة الصحة العراقية مثل الكولوركوين، والتي تؤخذ للملاريا وتصرف بواسطة الاطباء المخصصين من الجهاز الصحي العراقي.