ركزت منظمة الوحدة الأفريقية منذ نشأتها عام 1963 على العمل على تحقيق الاستقلال للدول الأفريقية من الاستعمار الأوروبي، واستمرت المنظمة في لعب هذا الدور الحيوي على مدى فترة بقائها، إلا أنه مع تحرر بقية الدول الأفريقية خلال فترة الستينيات والسبعينيات، ثم انهيار نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا في مطلع التسعينيات، صارت هناك ضرورة لمراجعة مهام وهيكل المنظمة. وقد بدأت إرهاصات المراجعة بتشكيل لجنة مراجعة الميثاق عام 1979، وتوقيع معاهدة أبوجا للتكامل الاقتصادي عام 1991، ثم صدور إعلان سرت عام 1999 للدعوة إلى إنشاء الاتحاد الأفريقي، وقد صاحب ذلك تغير أولويات العمل الأفريقي المشترك ليركز على تحقيق التنمية الاقتصادية، وتم اعتماد القانون التأسيسي للاتحاد في قمة لومي بتوجو عام 2000. وأنشئ الاتحاد الأفريقي بشكل رسمي في يوليو 2002، وتضم عضويته حاليًا 55 دولة بعد عودة المغرب خلال قمة أديس أبابا في يناير 2017، وكانت آخر دولة قد انضمت للاتحاد الأفريقي قبل ذلك هي جنوب السودان في يوليو 2011. وتتمحور اهتمامات الاتحاد الأفريقي في المرحلة الحالية بشكل أساسي حول تحقيق التنمية المستدامة لدول القارة بمفهومها الشامل من خلال تنفيذ "أجندة 2063"، والتي تشمل أيضًا حفظ السلم والأمن بالقارة من خلال تفعيل بنية السلم والأمن الأفريقية بمكوناتها المختلفة، إضافةً إلى تحقيق الحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة في دول القارة من خلال تطبيق مبادئ ووثائق الاتحاد ذات الصلة. وكان الاتحاد الأفريقي يعقد مؤتمرين على مستوى القمة كل عام في شهري يناير (في أديس أبابا) ويونيو يوليو بناءً على عرض استضافة من إحدى الدول الأفريقية) بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة، ويسبقهما اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي الذي يتكون من وزراء خارجية الدول الأعضاء، ولجنة الممثلين (المندوبين) الدائمين التي تتكون من سفراء الدول الأعضاء لدى الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا. ويتناوب رؤساء الدول الأفريقية على رئاسة المنظمة كل عام بالتناوب بين الأقاليم الجغرافية الخمس للقارة، إلا أنه تم خلال قمة أديس أبابا في يناير 2018 إقرار عقد قمة واحدة فقط سنويًا اعتبارًا من عام 2019، على أن يتم عقد اجتماع تنسيق نصف سنوي يضم هيئة مكتب القمة ورؤساء التجمعات الإقليمية الثمانية.