لا يزال الشعب الإيراني مصراً على استكمال ثورته ضد نظام الملالي، حيث تتواصل الاحتجاجات لليوم ال 23، عازمة على الخلاص والتخلص من هذا النظام الذي أصبح يمثل عبأً ثقيلاً على الدولة الإيرانية، بل والمنطقة وشعوبها بالكامل. الاحتجاجات تتواصل واحتشد اليوم أعداد كبيرة من طلاب هذه الجامعات في حرم جامعة طهران، لإحياء يوم الطالب (7 ديسمبر)، مردّدين هتافات ضد النظام، ودعم انتفاضة الشعب الإيراني والتضامن مع رجال الانتفاضة والشهداء، بينما انتشر عناصر الاستخبارات والأمن والمتنكرين بالزي المدني في محيط جامعة طهران والجامعة التقنية. الإفراج عن المعتقلين ودعا الطلاب إلى الإفراج عن السجناء السياسيين ومعتقلي الانتفاضة مردّدين بعض الشعارات التي نددت بما يفعله نظام الملالي من جرائم وقمع ضد معتقلي التظاهرات. وكان من بين الشعارات: «أقتل من قتل أخي» مؤكدين أن القمع ليس آخر المطاف بل النضال هو طريق الخلاص، وأن قمع النظام لا يؤثر والحياة في المقاومة. شعارات منددة ولفت المتظاهرون إلى أن حراسة الجامعة فرع للاستخبارات، وأن قاعات درس الجامعات فارغة لأن الطلاب مسجونون، مرددين «جوابنا ليس البندقية، ألا يكفي هذا الكم من القتلى؟»، «الطالب يموت ولا يقبل الذل»،«الشعب ناقم على الاضطهاد، والكل واقف جنبًا إلى جنب»، «أخي الشهيد نواصل دربك». دعم خارجي قوي وفي الخارج أظهر أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، دعماً قويا لمظاهرات الداخل، حيث عقدت الجاليات الأنغلو-إيرانية في المملكة المتحدة وأنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مظاهرة أمام رقم 10 داوننج ستريت يوم الجمعة ، 6 ديسمبر، لدعم الاحتجاجات الشعبية المستمرة في إيران والتي تحولت إلى ثورة ضد النظام الديني، كما كرموا شهداء الانتفاضة الإيرانية حيث تجاوز عدد القتلى 1000. نؤيد المقاومة والشعب وخلال التظاهرات، أكد السيد مالکولم فاولر، عضو لجنة حقوق الإنسان التابعة لجمعية القانون البريطانية، على دعمه دعوات المقاومة الإيرانية، للأمين العام للأمم المتحدة لعقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن الدولي لمحاسبة النظام وقادته على جرائمهم ضد الإنسانية. وأكد "فاولر" على تأييده قضية الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية، قائلا "أقف مع الشعب الإيراني الشجاع في نضاله من أجل التغيير المشروع، وتقديم هذا النظام الجذاب إلى العدالة بسبب أعماله الوحشية بما في ذلك مذبحة عام 1988". وشدد "فاولر" أيضا على تأييده دعوة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مريم رجوي، إلى الأممالمتحدة لإرسال بعثة لتقصي الحقائق دون تأخير للتحقيق في مدى عمليات القتل وزيارة مراكز الاحتجاز في إيران. دعوات إلى المجتمع الدولي من جانبه دعا السيد رضا الرضا الناشط السياسي، وأمين عام الحزمة الوطنية العراقية، المراجع الدولية إلى دعم الشعب الإيراني، ونشاط المنظمة الرئيسية المعارضة في إيران الممثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وأكد أن تلك الخطوات الداعمة تأتي لضمان خلاص الشعب الإيراني من قيود دكتاتورية خامنئي الدينية، بدوافع طائفية مقيتة وخلاص شعوب دول المنطقة والعالم من أنشطة ولاية علي خامنئي الوحشية التي تمثل مصدر التهديد لأحرار الشعب الإيراني وشعوب دول المنطقة والعالم بوسائلها وأساليبها وطرقها وأدواتها الفاشية في عالمنا اليوم. استمرار الانتفاضة من جانبها قالت دولت نوروزي، ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لدي المملكة المتحدة، أن المقاومة الإيرانية، لديها قناعة بأن الانتفاضة ستستمر، وإن اختلفت شدة الفترات للصعود واشکال المواجهات ومعالمها. انفجار رغم الحصار وأضافت في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن السبب في استمرار التظاهرات، يعود إلى أن انتفاضة ۱۵ نوفمبر ۲۰۱۹ کان النظام وجميع قواته الأمنية في أهبة الاستعداد والجاهزية، بعد الإعلان عن ارتفاع سعر البنزين إثر استشارات مع السلطات الثلاث ومع کل الاستعدادات الأمنية والتحوطات الاستخبارية، اجتاحت الانتفاضة جميع التمهيدات للنظام برمتها، وهو ما يعني بان النظام عجز في احتواء الأحداث من قبل مما يدل علي مقدرة الانتفاضة في التوسع والاستمرار. انتشار كبير وذكرت أن انتفاضة ديسمبر ۲۰۱۷ لم تکن بعد "معاقل الانتفاضة" بالتجربة والاتساع الحاليين، وخلال أکثر من سنة ونصف السنة ترعرت وتنامت معاقل الانتفاضة، كما أصحبت منتشرة في جميع المدن وأحيائها والقرى والأقضية والمحافظات ورغم جميع حملات الاعتقالات خلال عام ونصف العام استطاعت معاقل الانتفاضة من إعادة تنظيمها وتؤدي دورها کمفجر الاحتجاجات والحراک الشعبي وتوسيعها وتوجيها. جيش التحرير وانهيار النظام
وأكدت أن الانتفاضة بشاکلتها وأسلوب عملها الحالي لا يستطيع إسقاط نظام ولاية الفقيه وان استمرت واتسعت لکن ديمومتها واستمرارها ضروري جدا من اجل أن تتحول معاقل الانتفاضة إلي مراحلها التکاملية وهي ستطور إلي نواة جيش التحرير الوطني في داخل إيران ، وهذا الجيش هو الذي سيسقط نظام ولاية الفقيه فلذلک کلما استمرت الانتفاضة کلما مضينا قدما بهذا الاتجاه. زلزال السقوط واستطردت: النظام شعر بزلزال السقوط في جميع أوصاله الهيکلية وأرکان نظامه، وهو ما يرجع إلى معاقل الانتفاضة التي استطاعت تکييف نفسها مع الظرف المستجد. وضربت "نوروزي" مثالاً قائلة: کان قد راهن النظام علي استطلاع الناشطين والسيطرة عليهم، من خلال قطع شبکات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، لكن وبعدما انقطعت خدمة الانترنت، أضاع النظام مثل هذه الإمکانية لان الناشطين استخدموا طرق بديلة للتواصل يصعب للنظام کشفها بسهولة. فشل ذريع ولفتت إلى أن النظام أعلن بأنه استطاع أن يضرب مصادر التنظيم للانتفاضة ومدرائها، ولكنه لا يعرف بان الانتفاضة وخلال أيامها السبعة أوجدت أعدادا کبيرة من المصادر الجديدة للتنظيم ومدراء جدد، وبالتالي فإن النظام لهذه الأسباب لن يستطيع أبدا قمع الثورة واحتوائها. استراتيجية التخويف ورداً على سؤالي لها حول، حجم تأثير نظام الملالي مستقبلاً بعد هبة الشعوب الثلاث (العراق–لبنان- إيران) في وجهه، قالت إنّ خامنئي أمر عملاءه المرتزقة في العراق بقمع الانتفاضة، وأرسل الحرسي المجرم، قاسم سليماني، إلى العراق لإدارة عمليات القمع، لافتة إلى أنه يبدو أن "خامنئي" قد أعلن ذلك عن قصد، وربما سرب الولي الفقيه وعناصره وعملائه خبر وجود قاسم سليماني في العراق وتكليفه بقيادة قوات القمع استغلالًا لسمعة هذا العنصر سفاك الدماء في بث الرعب في قلوب المتظاهرين. صمود غير مسبوق وأوضحت قائلة: "نظرًا لأن اسم هذا المجرم في العراق مثل سوريا، يذكّر العراقيين بالمذابح والإبادات الجماعية والسيارات المفخخة، بيد أن المشاهد في بغداد والمدن العراقية الأخرى تدل على أن خدعة الولي الفقيه هذه لم تؤد إلى رعب الناس، بل إنها حثتهم على المزيد من الصمود في وجه الولي الفقيه بشكل غير مسبوق ووحدتهم وفشلت مؤامرة الانتهازيين في صرف الانتباه عن الولي الفقيه. العمق الاستراتيجي إلى زوال وأضافت: "وصل الأمر إلى حد أن الشعب يطرد كل من يظهر في كلامه ومواقفه دعمه لولي الفقيه أو يتستر على دوره في العراق وهذا الوضع يسري في لبنان أيضًا، فعلى الرغم من التنوع العرقي والديني في لبنان، إلا أن الشعب اللبناني يزداد اتحادًا يوما بعد يوم ضد الولي الفقيه والعناصر والتيارات التي شكلها خامنئي في لبنان ويدعمها، حيث أن التصنيفات الرجعية الاستعمارية على أساس الدين والطائفة وما شابه ذلك تسببت في خسائر فادحة غير مسبوقة، وهذا دليل آخر على انهيار العمق الاستراتيجي لنظام ولاية الفقيه. ضربات ساحقة وأكدت أنّ بهذا يتضح أن "خامنئي" قد تعرض إلى ضربة إستراتيجية ساحقة، وحول معنى العمق الاستراتيجي كان خامنئي قد قال : إذا كنا لا نريد محاربة العدو في سورياوالعراق، فعلينا مواجهته في شوارع المدن الإيرانية، معلقة: "نعم، عندما يتم تمريغ أنف ولاية الفقيه بالتراب في بغداد وبيروت، ستظهر آثار ذلك عاجلاً أو آجلاً في الشوارع الإيرانية".