خلال العشر سنوات الماضي، اتخذت الأعاصير شكلا جديدا من حيث العدد والقوة، فباتت لا تمر سنة وإلا ونشهد العديد من الأعاصير، التي تفتك بالمناطق التي تمر بها وتهدم عشرات المنازل وتتسبب بتشريد وقتل وإصابة آلاف الأشخاص. وتستعد الفلبين لمواجهة إعصار جديد يدعى "كاموري"، سبقه هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح قوية مما دفع السلطات لتعليق الدراسة وإغلاق المدارس ب20 إقليم في شرق وشمال البلاد، وإلغاء الرحلات الجوية الداخلية، ورفع حالة التحذير بالمناطق الساحلية، وإجلاء نحو 63 ألف مواطن من إقليمي الباي وكامارينس نورتي من منازلهم. أقوى الأعاصير هذا وأوضح خبراء المناخ، أن أقوى الأعاصير التي ضربت العالم خلال الفترة الماضي، كان إعصار "إيرما" الذي ضرب المحيط الأطلسي سنة 2017، تلاه إعصار "هايان" عام 2013 وكان الأقوى على الإطلاق من أي إعصار سجل في العام ذاته. سبب زيادة قوة الأعاصير أوضح القائم بأعمال رئيس هيئة الأرصاد الجوية الدكتور أشرف صابر، في تصريح ل"الفجر"، أنه بالفعل زادت قوة الأعاصير خلال الفترة الماضية، مبينا أن هناك أسباب لذلك، ومنها التغيرات المناخية وارتفاع الحرارة وتغير حرارة سطح المياة بالمحيطات والأنهار، مبينا أن الفروق الكبيرة في درجة حراة المياة عن الهواء تتسبب بزيادة قوة الأعصار، فتحتاج الأعاصير إلى الماء الساخن لتنمو، لذا فإن الحرارة المسجلة في المحيطات توفر المزيد من الوقود لهذه الأعاصير، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الملوثات في الغلاف الجوي. الأعاصير الغربية وذكر صابر، أن الأعاصير التي تضرب أوروبا وأمريكا تختلف عن الأعاصير التي تضرب المنطقة، موضحاً أن نسبة الملوثات الموجودة بدول الغرب تساهم في زيادة قوة الأعاصير، وهو ما أكد عليه "التقييم المناخي القومي" للحكومة الأمريكية "، الذي أكد بأن زيادة العواصف القوية في الولاياتالمتحدة يرجع إلى ارتفاع درجة الحرارة العالمية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، والذي بين أن معدلات هطول الأمطار الغزيرة زادت بنسبة 71% في الشمال الشرقي لأمريكا و37% في الغرب الأوسط و27% في الجنوب الشرقي لها. أعاصير مقبلة وقال صابر، إنه يمكن التنبؤ بالأعاصير المقبلة عبر نماذج تغير المناخ وهي عبارة عن معادلات إحصائئة فيزياية ورياضية تقدر قوة الأعاصير الفترة المقبلة، موضحاً أن مصر آمنة تماما من أية أعاصير قريبة، ولكن منظقة الخليج غير آمنة، موضحا أن كل عام يهب أعصار على بحر العرب والممتد من حدود الهند حتى سواحل اليمن وعمان، محذرا من أن الاعصار ذلك العام سيكون اقوى من ذي قبل.