عاصفة مدارية غير متوقعة قد تتحول إلى إعصار جديد على سواحل اليمن خلال ال24 ساعة القادمة، من المتوقع أن تؤثر على جزيرة سوقطرى بشكل خاص، وذلك بعد أيام من إعصار "تشابالا" الذي ضرب السواحل اليمنية والعُمانية وتسبب في سقوط أمطار غزيرة على مناطق بالخليج العربي. وارتفعت حصيلة ضحايا إعصار "تشابالا" في اليمن إلى 8 أشخاص، بعدما ضرب محافظاتحضرموت والمهرة وشبوة وأرخبيل سقطرى. وقال رئيس قسم الأرصاد مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز السعودية، الدكتور منصور المزروعي، إن العاصفة المدارية "ميج" تقترب من بحر العرب وتتجمع في نفس موقع تشكل إعصار "تشابالا" الذي ضرب سواحل اليمن خلال الأيام القليلة الماضية، ومن المتوقع أن تتحول العاصفة إلى إعصار من الدرجة الرابعة. وأضاف أن العاصفة "ميج" تشكلت نتيجة منخفض جوي عميق، جاء من المحيط الهندي ويتوقع أن تزداد قوتها خلال ال24 ساعة القادمة، وستتأثر بها جزيرة سقطري في البداية لتصل بعدها لشواطئ اليمن غرب المكلا، كما ستؤثر بشكل ضعيف على سواحل الصومال، ومن المرجح ألا تتأثر بها سواحل عُمان. وبحسب خبراء الطقس، فإن العاصفة الجديدة ستأخذ نفس مسار إعصار تشابالا الذي مازال يؤثر على المناطق الداخلية من الجزيرة العربية، حيث شهدت منطقة بحر العرب والخليج هطول أمطار غزيرة لم تشهدها من قبل شملت المناطق الحدودية لجنوب السعودية. وأكد المزروعي أن الدراسات التي أجريت بمركز "التميز للتغير المناخي" في جدة، رصدت تغيرات مناخية واضحة طرأت على مناخ الجزيرة العربية منذ ثمانينات القرن الماضي، مشيراً إلى أن الأمطار ترتبط بقوة بظاهرة النينو، أو ما يُعرف بارتفاع درجة حرارة المحيطات، فيما شهد 2015 اتساعاً للظاهرة على المحيط الهندي، ما يشكل تأثيراً كبيراً على مُناخ الخليج العربي. وأضاف في تأكيده لتأثر الخليج العربي بظاهرة النينو أن المنطقة شهدت أمطاراً غير مسبوقة من حيث كميتها وتكرار سقوطها، وذلك خلال شهري أغسطس، وسبتمبر الماضيين، وأن الأمطار مازالت مستمرة إلى الآن. كما تحدث المزروعي عن مدى تأثير وامتداد ظاهرة النينو في منطقة بحر العرب، إلى جانب تأثيرها على المنطقة بعد تشكّل العاصفة المدارية الجديدة في بحر العرب واتخاذها مساراً مشابهاً لإعصار تشابالا. وظاهرة النينو، والتي تعمل على تسخين درجة حرارة البحار والمحيطات، ظهر تأثيرها على المحيط الهندي، حيث سُجلت ارتفاعات ملحوظة لحرارة مياهه فوق معدلاتها الطبيعية، ويؤدي ارتفاع حرارة سطح البحر إلى تشكل منخفض يتطور إلى منخفض متعمق ومن ثم يتحول لعاصفة مدارية وبعدها إلى إعصار. وذكر المزروعي أن الأعاصير في بحر العرب تتشكل في فترات قصيرة، بسبب انخفاض الضغط الجوي وزيادة سرعة الرياح، مضيفاً أنه بالرغم من انخفاض قوة وطاقة الإعصار عند وصوله إلى اليابسة إلا أن سرعة الرياح ستكون غير مألوفة من ناحية القوة ومصاحبة لأمطار غزيرة.