تعرف على شروط الندب للعمل بديوان عام وزارة التنمية المحلية (تفاصيل)    5 طلبات ترشح ل انتخابات مجلس الشيوخ في الوادي الجديد حتى الآن    تعليم الوادي الجديد تعتمد جداول امتحانات الدور الثاني للصف الثالث الابتدائي 2025    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 في سوق الصاغة (آخر تحديث)    التنمية المحلية: رفع 675 ألف طن تراكمات مخلفات أسفل محور الفريق العصار مع الطريق الدائري    تكليف ياسر كمال رئيسًا لمركز الفرافرة وياسر محمود ل الداخلة في الوادي الجديد    صعود المؤشر الرئيسى بنسبة 0.38% بختام تعاملات جلسة الإثنين    بوتين يقيل وزير النقل ويعين نائبه قائما بالأعمال    الأمم المتحدة: تم ترحيل 450 ألف أفغاني من إيران منذ بداية يونيو    الهلال يتوصل لإتفاق مع ميلان لضم ثيو هيرنانديز    أحدث تطورات الحرائق باللاذقية السورية.. وتقدم في السيطرة على بعض البؤر    إندونيسيا: مطار بالي يعلن إلغاء 24 رحلة جوية إثر ثوران بركاني    الأهلى يتسلم الاستغناء الخاص بياسين مرعي من فاركو    للانتقال إلى الهلال السعودي.. أليجري يعلن رحيل ثيو هيرنانديز عن ميلان    فيفا يعلن طاقم تحكيم قبل نهائي المونديال    جمال عبدالحميد يفاجئ جماهير الأهلي والزمالك بهذا التصريح    محافظ المنوفية يناقش إجراءات الغلق المؤقت للطريق الدائري الإقليمي تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي    محافظ الإسكندرية يجرى جولة مفاجئة ويشدد على رفع كفاءة منظومة النظافة    بعد تداول فيديو للواقعة.. القبض سائق يستعرض بسيارة ميكروباص في شوارع العجوزة    تعليم القليوبية تكشف موعد وخطوات التقديم للدبلومات الفنية والأوراق المطلوبة    الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة بين صيدلى وصاحب عقار بسبب "يافطة".. فيديو    مها الصغير متهمة بسرقة لوحات فنية.. وقضية غادة والي تعود إلى الواجهة (تفاصيل)    ختام وإعلان جوائز المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية 47.. والتجارب النوعية    صورة عادل امام    عصام السقا بعد التفاف الجمهور للتصوير معه: محبتكم دي رزق من ربنا    "منبر الإسلام" فى ثوبها الجديد.. انطلاقة واعية مع العام الهجرى الجديد    للفوز بحب أصعب الأبراج.. 3 نصائح لجذب انتباه وإبهار برج الدلو    وفقا للحسابات الفلكية.. تعرف على موعد المولد النبوي الشريف    الرعاية الصحية: مجمع أسوان الطبي سيمثل نقلة نوعية في الخدمات والرعاية الصحية    العالم يحتفل باليوم العالمي للشيوكولاتة.. من مشروب مرير لمتعة وفوائد صحية    "الرقاصة تيجي تتشهر" عبارة تثير أزمة بجلسة مناقشة تعديل قانون التعليم    وزير التموين يشارك في مؤتمر الأونكتاد للمنافسة وحماية المستهلك بجنيف    مساعد وزير التموين: حملات رقابية مكثفة لضبط الأسواق وحماية المستهلك    محافظ المنوفية يوجه بتكثيف الحملات المرورية خلال غلق الطريق الإقليمي    تنسيق الجامعات 2025.. أماكن اختبارات القدرات للالتحاق بكليات التربية الفنية    محافظ الإسماعيلية يعتمد درجات القبول بالمدارس الثانوية    رئيس مجلس الدولة يستقبل مفتي الجمهورية لتهنئته بمنصبه    مصطفى محمد يرد على عرض الأهلي.. أحمد حسن يكشف التفاصيل    الرمادي: حصلت على مستحقاتي من الزمالك.. وهذه رسالتي للجمهور    رئيس جامعة قناة السويس يتسلم التقرير السنوي ل«خدمات الطلاب ذوي الإعاقة»    من 3 إلى 13 يوليو 2025 |مصر ضيف شرف معرض فنزويلا للكتاب    وزير البترول يتفقد موقع بئر بيجونا-2 الواقع بمحافظة الدقهلية    المبعوث الأمريكي توماس باراك: ترامب التزم باحترام لبنان وتعهد بالوقوف خلفه    مستشار المرشد الإيراني: أنتجنا آلاف الصواريخ والمسيرات وجاهزون لكل السيناريوهات    نائب وزير الصحة يتفقد الخدمات الطبية بالإسماعيلية ويوجه بمكافآت وعقوبات    إدوارد يكشف معركته مع السرطان: «كنت بضحك وأنا من جوّا منهار»    بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. متحدث الصحة يصدر تحذيرات وقائية    مباراة تشيلسي وفلومينينسي الموعد والقناة الناقلة مباشر في نصف النهائي    فيلم أحمد وأحمد يحصد 2 مليون و700 ألف جنيه في شباك تذاكر أمس الأحد    البنك المركزي: أرصدة الذهب بالاحتياطي الأجنبي تسجل 13.59 مليار دولار بنهاية يونيو 2025    السكة الحديد: تشغيل حركة القطارات اتجاه القاهرة- الإسكندرية في الاتجاهين    الهلال يستعد لثورة تغييرات في قائمة الأجانب بقرار من إنزاجي    رئيس الوزراء يلتقي رئيس جمهورية الأوروجواي على هامش مشاركته في قمة بريكس بالبرازيل    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    انخفاض الأسمنت.. أسعار مواد البناء اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طارق الشناوي يكتب: المامبو سوداني والسينما سوداني
نشر في الفجر يوم 29 - 09 - 2019

لم تكن أبدا مفاجأة، تتويج السينما السودانية بأهم جوائز المهرجان الدرامية (ستموت فى العشرين) أمجد أبوالعلاء، والتسجيلية (حديث عن الأشجار) صهيب قسم البارى.
السينما تنتعش ليس فقط بأصحاب المواهب، ولكن قبل ذلك بالمناخ الذى يمنحها أوكسجين الحياة، وفى عالمنا العربى يرفعون فى مواجهة السينمائى ترسانة من المعوقات، فهو يبدو شخصية مرفوضة، يتوجسون خيفة من إبداعه، وعليه أن يثبت فى كل لقطة ولاءه للنظام.
حضور فيلم سودانى داخل أو خارج الحدود أراه بمثابة معجزة، ورغم ذلك يتحدى السينمائى ليقول للعالم (نحن هنا)، قبل أن يستقطب مهرجان (الجونة) الفيلمين، الأول عرض فى (فينسيا) واقتنص (أسد المستقبل)، والثانى سبقه إلى (برلين) وحصل على جائزتى أفضل فيلم تسجيلى فى قسم (البانوراما) وجائزة الجمهور، تناولت قبل أيام (ستموت فى العشرين)، وهذه المرة نتوقف مع صهيب و(حديث عن الأشجار).
من هم الأشجار؟ إنهم هؤلاء الكبار عشاق السينما، إبراهيم شداد ومنار الحلو وسليمان إبراهيم والطيب المهدى، السيناريو تمكن من إيجاد مساحة غير مباشرة لكنها مقننة ومحسوبة بدقة للحديث عن ثورة الشعب السودانى وتوقه المتجدد للحرية، بينما يحكى ظاهريا عن نادى السينما.
الفيلم عن السينما وتاريخها هكذا من الممكن أن تتصفحه فى إطاره الخارجى، إلا أنه يتجاوز فى الحقيقة تلك القراءة السريعة، ليصبح فيلما عن توق السودان الحبيب للحرية.
تبدأ الأحداث بالعودة نحو 30 عاما ولقطات للرئيس السودانى المخلوع البشير فى التليفزيون وهو يطمئن مواطنيه أن كل الأمور مستتبة، ثم ينتقل قبل نهاية الأحداث إلى بداية الثورة السودانية.
السودان هو البلد الأقرب لمشاعرنا، كل ما هو سودانى فإن الوجه الآخر له أنه مصرى، وهكذا وعبر التاريخ، يشغل الشأن السودانى الوجدان المصرى.
السودان هو السلة التى تمنح الطعام للعالم العربى، من فرط غنى وخصب أراضيها، لكنهم أرادوا له أن يمد يده، الفيلم يستعيد تاريخ سينمائى، وتاريخ وطن، من خلال أعمدة أو كما وصفهم المخرج أشجار السينما، يسعون لاستعادة ناديهم السينمائى القديم، الذى اغتاله الإهمال، وقبل ذلك موت ثقافة التعاطى مع الأفلام، ونظام يتمنى موت السينما.
هم يكرهون الحرية ولهذا يناصبون السينما العداء، بذكاء التقط المخرج هؤلاء الحالمون وهم يمسكون بأيديهم المقشات ويصعدون على السلالم المتهالكة، كل منهم يحمل على كاهله أكثر من ستين عاما، لكنهم لم يفقدوا الأمل فى عودة السينما لمستحقيها، والوطن للشعب.
تم التصوير فى عز غضب الشارع السودانى، فكان ينبغى أن يطرح الظرف الزمنى تفاصيله، من خلال مشاهد متناثرة، ولكن بجرعة محسوبة بدقة، الإطار الخارجى لا يتجاوز أرشيف السينما، بينما يُطل خلف (الكادر) كل المؤثرات السياسية والاقتصادية والدينية.
دار العرض معادلا موضوعيا للوطن، وهكذا تُشكل المساحة الزمنية والمكانية الأكثر رسوخا، صيفية وفى الهواء الطلق، فهى بلا أبواب، مفتوحة للجميع، المعركة الأساسية لهؤلاء الكبار أن يستعيد الوجدان الشعبى الرغبة فى الذهاب للسينما، بعد أن تعالت مثل العديد من دولنا العربية أصوات التحريم.
السينما هى النافذة التى نُطل من خلالها على الحرية، والرهان أن تهمس فيصل صوتك أقوى، هذا هو ما عبر عنه بإبداع المخرج صهيب قسم البارى (المامبو سودانى والسينما سودانى)!!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.