تنسيق الدبلومات الفنية 2025 .. كليات ومعاهد دبلوم تجارة 3 سنوات وتوقعات الحد الأدنى للقبول    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 20-8-2025 صباحًا للمستهلك    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 20-8-2025 في البنوك    مذكرة تفاهم للتعاون بين «قناة السويس» وحكومة طوكيو في مجال الهيدروجين الأخضر    إسرائيل تستدعي 60 ألف جندي من الاحتياط ضمن الاستعدادات لاحتلال غزة    مصر تجهز مئات الشاحنات يوميا والاحتلال مستمر في «هندسة التجويع»    القنوات الناقلة مباشر لمباراة الأهلي والقادسية في نصف نهائي السوبر السعودي 2025    محافظ القاهرة يعتمد امتحانات الدور الثاني للشهادة الإعدادية    ويجز يحيي حفلا بمهرجان العلمين الجمعة 22 أغسطس (اعرف شروط الدخول)    قبل عرض الحلقة الأخيرة من «بتوقيت 2028».. تفاصيل ثالث حكايات «ما تراه ليس كما يبدو»    مزاج المصريين.. قهوة الفلتر الخيار الأمثل وطريقة خطأ لتحضير «الإسبريسو» تعرضك للخطر    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 20 أغسطس في بداية التعاملات    الرهائن ال20 والإعمار، ويتكوف يكشف وصفة إنهاء حرب غزة    البيت الأبيض يُطلق حسابًا رسميًا على "تيك توك".. وترامب: "أنا صوتكم لقد عدنا يا أمريكا"    "تفوق أبيض وزيزو الهداف".. تاريخ مواجهات الزمالك ومودرن سبورت قبل مباراة الدوري    نجم الزمالك ينعى محمد الشناوي في وفاة والده    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدوري    تحدث بصوتك لغة أخرى، إطلاق الدبلجة الصوتية في فيسبوك وإنستجرام    صعبة وربنا يمنحني القوة، كاظم الساهر يعلن مفاجآت للجمهور قبل حفله بالسعودية (فيديو)    حمزة نمرة عن أحمد عدوية: أستاذي وبروفايل مصري زي الدهب»    د.حماد عبدالله يكتب: كفانا غطرسة.. وغباء !!    المناعة الذاتية بوابة الشغف والتوازن    31 مليون جنيه مصري.. سعر ومواصفات ساعة صلاح في حفل الأفضل بالدوري الإنجليزي    تبكير موعد استدعاء 60 ألف جندي احتياطي إسرائيلي لاحتلال غزة    ترامب: رئيس البنك المركزي يضر بقطاع الإسكان وعليه خفض أسعار الفائدة    مجلس القضاء الأعلى يقر الجزء الأول من الحركة القضائية    10 صور ترصد استعدادات قرية السلامية بقنا للاحتفال بمولد العذراء    محاكمة المتهم بابتزاز الفنان طارق ريحان اليوم    موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 ونتيجة تقليل الاغتراب (رابط)    فلكيا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر وعدد أيام الإجازة الرسمية للموظفين والبنوك    خلال بحثه عن طعام لطفلته.. استشهاد محمد شعلان لاعب منتخب السلة الفلسطيني    محافظ شمال سيناء يلتقى رئيس جامعة العريش    حسام المندوه: بيع «وحدت أكتوبر» قانوني.. والأرض تحدد مصير النادي    ترامب يترقب لقاء بوتين وزيلينسكي: «أريد أن أرى ما سيحدث»    مصطفى قمر يهنئ عمرو دياب بألبومه الجديد: هعملك أغنية مخصوص    مصدر أمني ينفي تداول مكالمة إباحية لشخص يدعي أنه مساعد وزير الداخلية    الإليزيه: ربط الاعتراف بفلسطين بمعاداة السامية مغالطة خطيرة    جولة ميدانية لنائب محافظ قنا لمتابعة انتظام عمل الوحدات الصحية    أكلة لذيذة واقتصادية، طريقة عمل كفتة الأرز    بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها    المقاولون يهنئ محمد صلاح بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب فى الدوري الإنجليزي    أحمد العجوز: لن نصمت عن الأخطاء التحكيمية التي أضرتنا    موعد مباراة منتخب مصر أمام الكاميرون في ربع نهائي الأفروباسكت    1 سبتمر.. اختبار حاصلى الثانوية العامة السعودية للالتحاق بالجامعات الحكومية    بعيدًا عن الشائعات.. محمود سعد يطمئن جمهور أنغام على حالتها الصحية    هشام يكن: أنا أول من ضم محمد صلاح لمنتخب مصر لأنه لاعب كبير    حملة مسائية بحي عتاقة لإزالة الإشغالات وفتح السيولة المرورية بشوارع السويس.. صور    «مصنوعة خصيصًا لها».. هدية فاخرة ل«الدكتورة يومي» من زوجها الملياردير تثير تفاعلًا (فيديو)    تخريج دفعة جديدة من دبلومة العلوم اللاهوتية والكنسية بإكليريكية الإسكندرية بيد قداسة البابا    رئيس وكالة «جايكا» اليابانية مع انعقاد قمة «التيكاد»: إفريقيا ذات تنوع وفرص غير عادية    السيطرة على حريق بأسطح منازل بمدينة الأقصر وإصابة 6 مواطنين باختناقات طفيفة    حدث بالفن| سرقة فنانة ورقص منى زكي وأحمد حلمي وتعليق دينا الشربيني على توقف فيلمها مع كريم محمود عبدالعزيز    تحتوي على مواد مسرطنة، خبيرة تغذية تكشف أضرار النودلز (فيديو)    هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟.. أمين الفتوى يجيب    تعدّى على أبيه دفاعاً عن أمه.. والأم تسأل عن الحكم وأمين الفتوى يرد    كيف تعرف أن الله يحبك؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    أمين الفتوى ل الستات مايعرفوش يكدبوا: لا توجد صداقة بين الرجل والمرأة.. فيديو    الشيخ خالد الجندى: افعلوا هذه الأمور ابتغاء مرضاة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا تنشأ الثورات
نشر في الفجر يوم 01 - 09 - 2011


كتب المحلل والباحث السياسي/ محمد يحيي امبابي
لماذا تنشأ الثورات


تعتبر الثورات من اللحظات الفارقة التى تمر بها الأمم و تمثل أيضا منعطفا تاريخيا هاما فى حياة الشعوب حيث تؤدى إلى تحولات جذرية فى حياة المجتمع السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية .... وقد مرت العديد من دول العالم بهذه الخبرة التاريخية الثورية. وانطلاقا من أهمية الثورات فى حياة الشعوب لما يترتب عليها من تغيرات هامة فقد حاول العديد من العلماء والباحثين معرفة الأسباب التى تؤدى إلى حدوث الثورات ومحاولة صياغة بعض المؤشرات التى يمكن من خلالها التنبؤ بنشوب الثورات. ومن ثم يمثل هذا المقال أحد المحاولات الهامة التى تحاول الوقوف على أسباب الثورات وفيما يلى أهم الأفكار التى تناولها المقال:
1. رؤية عامة عن الثورات.
2. احتجاج (Dorr) 1842.
3. الثورة الروسية 1917.
4. الثورة المصرية 1952.
5. الخاتمة ورؤية نقدية للمقال.
أولا: الرؤية العامة للثورات:
• يفترض الكاتب أن الثورات تحدث عادة حينما يكون هناك حالة جيدة اقتصادية واجتماعية تمتد لفترة زمنية ثم تصحبها فترة اخرى سيئة اقتصاديا واجتماعيا حينئذ يكون سلوك الناس قابل لاحداث ثورة. ومن ثم واعتمادا على هذا يفنرض الكاتب وجود بعض المؤشرات التي يمكن من خلالها امكانية التنبؤ بحدوث الثورة ومن هذه المؤشرات الاضرابات العمالية وانتشار نسبة البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة نسبة من هم تحت خط الفقر وهذا مايسمى بعلم التنبؤ بالثورات الذي مازال علما في مهده لم ينضج بعد.
• ويفترض الكاتب ايضا ان المحرك الاساسي لقيام الثورات هو اقتصاديا بالاساس وعمل الكاتب على تدعيم فرضيته في المقال عن طريق ذكر بعض الامثلة التاريخية واختبار صحة هذا الفرض فيها مثل: احتجاجات (Dorr) في أمريكا والثورة البلشفية 1917 والثورة المصرية 1952. وقد حاول الكاتب الاستعانة بافكار ماركس وانجليز عن امكانية قيام الطبقة العاملة بالثورة وذلك نتيجة – كما رأى ماركس- لوضع العمال السئ وتجريدهم من درجاتهم الوظيفية وانخفاض مستوى معيشتهم مقارنة بما يحققونه من انتاج. ويرى دي توكفيل أن هذا الامر ينطبق على الثورة الفرنسية ورأى ايضا أن الثورة تنفجر حينما يزداد الفساد ولا يقدر الناس على تحمله.
• وانطلق الكاتب من سؤال محوري مؤداه: متى تحدث الثورات؟. ويرى الكاتب ايضا أنه لكي تنجح الثورة - والتي يمكن أن تقابل بثورة مضادة اوبعنف من قبل النظام الحاكم- لابد من وجود قوة ربط بين من يقومون بها. كما يوضح الكاتب ان هناك بيئات ملائمة لنشوب الثورات وأخرى غير ملائمة فمثلا المجتمع الذي يعمه بالكامل الفقر ويسعى كل فرد إلى المحافظة على بقاءه حيا فقط من خلال سعيه لإشباع حاجاته المادية ويقل ارتباطه بالأخرين وتقل مشاركته السياسية حينئذ يكون من النادر قيام ثورة في هذا المجتمع.
ثانيا: احتجاج (Dorr) 1842:
يعتبر تمرد ((Dorrأول تمرد يحدث فى أمريكا نتيجة للثورة الصناعية حيث جاء هذا التمرد بعد حوالى ثلاث سنوات من انتفاضة انجلترا والتى كان لها نفس الجذور والبرنامج. فقد ظهرت صناعة النسيج لأول مرة فى جزيرة ((Rhode عام 1790 ونمت بسرعة نتيجة لزيادة الطلب المحلى والعالمى خاصة فى ظل الحروب النابليونية.
• تأثير النمو الصناعى السريع على السكان:
أدى النمو الصناعى الى هجرة الناس من الريف الى المدن وكان هناك تركيزعلى توظيف الزوجات وبنات المزارعين الذين كان دخلهم ضعيف الى حد ما وانتقلت جميع العائلات الى المدن والتحقوا بنظام التصنيع.وقد كانت أحوالهم غير مستقرة ففى أوقات الرواج تحصل العائلات الصناعية على عوائد تعادل ثلاثة أضعاف عوائدهم من الزراعة ولكن فى اوقات الركود لا يملكون المال للحصول على الخبز.
• تأثير الرفاهية والتدهور الاقتصادي على الاستقرار السياسى :
أدى الرواج الاقتصادي منذ عام 1807 الى عام 1815 فى الولايات المتحدة الى زيادة رفاهية السكان ومن ثم زادت تطلعاتهم وآمالهم ولكن عندما تدهورت الاوضاع الاقتصادية وذلك منذ عام 1834 الى 1842 انخفضت تطلعات الافراد وضعفت عزيمتهم خاصة عندما يجدون مقاومة أو عوائق لتطلعاتهم وأثناء هذه الأزمات ظهرت التطلعات الى مزيد من الاصلاحات السياسية فاجتمعت مجموعة من المنظمات والجمعيات الانتخابية ونادت بوضع دستور جديد. وتحديا لإرادة الحكومة قامت مجموعة من الناشطين بعقد اجتماع تم التوصل فيه اى تشكيل جمعية تأسيسية تتكون من أعضاء منتخبين من قبل من لهم حق الانتخاب من الرجال لوضع دستور جديد للبلاد، وتم وضع الدستور ودعي الشعب للاستفتاء عليه وبعد الموافقة عليه ظهرت دعوات لإجراء انتخابات لتشكيل حكومة جديدة واعادة هيكلة مؤسسات الدولة وفقا لهذا الدستور الجديد.
• رد فعل النظام القائم على الرغبة فى التغيير:
عادة ما يرفض النظام القائم هذه الدعوات ويلجأ لعدة طرق لإخمادها وهذا ما حدث حيث تم رفع الأمر من قبل النظام ومؤيديه للمحكمة الدستورية العليا والتى أقرت بأن هذا الدستور الجديد يعتبر تحدى للدولة وليس له أي قوة وقامت الحكومة القائمة باصدار قانون يسمح لها بالقيام بالإعتقالات وفى ظل هذا القانون تم اجراء انتخابات مجلس الشعب والذى جاء بعيدا عن رغبات الشعب وارادته وبناء على ذلك اندلعت الإحتجاجات العنيفة من قبل الشعب واستقالت الحكومة لكن الإحتجاجات استمرت واعتقل العديد من الأشخاص وخاصة من عمال النسيج والفنيين، ونجحت الثورة بعد تسعة أشهر من العنف وتوقف الحياة وبعد ذلك تلاها النجاح الذى أراده المحتجون من الشعب.
ثانيا: الثورة الروسية 1917:
الكاتب ينتقل لنقطة اخرى بحديثه عن الثورة الروسيه وتحليله لها طبقاً للمنحنى (J- curve) مؤكداً على المحور الرئيسى الذى يدور حوله هذا المقال ألا وهو ان زيادة توقعات المواطنين وخاصة التوقعات الاقتصاديه وعدم مقابلتها باى تحسن وإصابه المواطنين باحباط يؤدى الى ثورتهم على المدى البعيد وركز على المدى البعيد لان الثوره عندما تندلع تكون لاسباب سابقه لها فالعوامل التى تسبق اى ثورة مباشرة عادة لا تكون هى الاسباب الحقيقية وراء حدوثها لكن ترجع الى احداث متتالية وبعيدة.
إن الكاتب وجد صعوبه فى تحديد بداية الاسباب والاحداث التى ادت الى ثورة 1917 فيقترح ان تكون البدايه الحقيقية لتلك الاحداث ربما تعود الى بداية عملية التحديث التى دشنها القيصر بيتر العظيم منذ ما يقرب من مئتى عام. بالاضافة الى الثورة الفرنسية 1789 والتى كان لهل تأثير بالغ فى العالم اجمع. لا استطيع انكار ان الثورة الفرنسية اثرت على الناحية السياسية والاقتصادية وان طفرة الاهتمام بالحريات العامة وحقوق الانسان قد تبعت تلك الثورة وهذا مما لا شك فيه له تأثير على المواطنين الروسيين او الاقنان .لكن يعاب على الكاتب ان يُرجع اسباب الثورة الى بداية تطبيق الية التحديث فى البلاد فكيف يربط بين التحديث والثورة فهو لم يوضح كيف لاليات الثورة ان تؤثر بالسلب وتنتج ثورة على المدى البعيد .
ذكرنا سابقاً ان الاهتمام بالحقوق والحريات العامة عقب الثورة الفرنسية فهذا بالفعل كان احد اسباب انتشار الوعى والنضج الحقوقى لدى مواطنى روسيا والذى اتضح كثيراًفى حركة تحرير الاقنان عام 1861 والاقنان هم الفلاحين الذين يعملون فى اراضى النبلاء والامراء وكانوا يعانوا من الاستعباد والسخرة . هذه الحركة حررت الكثير من الفلاحين وان كانت حررتهم من الناحية المادية لكنها كانت حرية مقيدة لانها اوقعتهم فى مأزق اقتصادى فلم يكونوا يملكون الاموال لاستئجار او تملك الاراضى.
خروجاًمن هذا المأزق الاقتصادى بدأ الفلاحون بالاتجاه نحو المدينة حيث النمو الاقتصادى وزيادة الاجور(نتيجة الثورة الصناعية).
ولانه لم يكن قد انتشرت ثقافة حقوق الانسان والحريات العامة انذاك فقد عانى عمال المصانع من تدنى الوضع الحقوقى لهم الى جانب الوضع الاقتصادى السئ وهذه كانت الاسباب وراء اضراب العمال 1880 وكان لها بعض النتائج المُرضية وهى التصريح بدفع الاجور بشكل منتظم وتحريم عمالة الاطفال وكانت هذة النتائج كفيلة بتهدئة الاوضاع حتى عام 1904.
بالرغم من انه تم التعامل مع تلك الاضرابات بقمع ووحشية الا انها اسفرت عن بعض النتائج التى لا بأس بها فيثير لدينا ما كيف يتم التعامل معهم بوحشية واخماد وفى ذات الوقت يقوموا بتلبية بعض مطالبهم.
كما ذكرنا سابقاً بان زيادة التوقعات بتحسن الاوضاع عندما تُقابل بتجاهل ويصاب الموطنين باحباط هذا ما يؤدى الى ثورة وهناك من شارك الفلاحين وعمال المصانع الامل فى تحسن الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الا وهم نخبة المثقفين فقد اُدخلت بعض الاصلاحات الاجرائية على سلطة او هيئة للقضاء والتى كانت بدورها شعلة امل للنخبة المثقفة , اتبعت تلك الاصلاحات ممارسة بعض الحرية الفكرية والتى تمثلت فى الكتابة وحرية الصحافة ونقد المؤسسات القائمة لكن لم يقبل القيصر ممارسة السلطة الديموقراطية . تلك الحريات المقيدة لم تنل اعجاب النخبة المثقفة فقد كانت غير كافية لممارسة حرياتهم السياسية .
انضمت النخبة المثقفة الى صفوف العمال والفلاحين لمعارضة الحكم المطلق للقيصر وللمطالبة باصلاحات شاملة اقتصادية واجتماعية وسياسية تجسدت تلك المعارضة فى "جمعية الخلاص" التى تأسست عام 1904
يذكر الكاتب انه بالاضافة الى احباط الشعب الروسى من استمرار القيصرية لكن ما حدث خلال عامى(1904-1905) اصطدم بتوقعاتهم بتحسن الاوضاع الامر الذى افضى بهم الى أحداث الشغب والاعتداءات التى عمت البلاد عام 1905 رداً على ما يحدث :-
1) حادث الاحد الدموى والذى وافق 22 يناير 1905 حيث تم اخماد مسيرة عمالية سلمية فى شارع قيصر بيتر سبرج والتعامل معها بقمع ووحشية حيث اسفر هذا الحادث ما يقرب من مئات القتلى من العمال .هذا الحادث ادى الى اضراب عام من قبل العمال والفلاحين والتجار والموظفين وبعض ملاك الاراضى وانضم اليهم فيما بعد الطلاب والجامعيون وقد ادى هذا الاضراب العام – بحلول اكتوبر 1905- الى كساد اقتصادى .
2) هزيمة الجيش الروسى امام اليابان فى حرب (1904-1905) هذا الحدث ليس متعلق بهزيمة الجيش لكن رجوع الجنود مهزومين معنوياً ونفسياً من جراء هذه الحرب التى لم يكونوا طرفاً فيها ولم يهدفوا من ورائها مكسب مادى سواء لهم او لبلادهم سوء نزولاً لرغبة وانانية القيصر فى توسيع امتداد حكمه المطلق. كل هذه الاحداث قد افضت الى بعض الاصلاحات السياسية التى عرضها القيصر فى اكتوبر 1905 حتى يخرج من المأزق الاقتصادى الذى مرت به البلاد. نلاحظ هنا انه بالرغم من ان الاضراب كان عاماً من قبل طوابق الشعب الا ان الاصلاحات جاءت سياسية ومرتبطة بحقوق الانسان والحريات العامة ولم تأتى اقتصادية بحتة ان القيصر اراد تهدئة الاوضاع وذلك بارضاء النخبة السياسية المثقفة بمطالبهم حيث يُلاحظ تصاعد وتطور الاحداث بسبب انضمامهم للاضراب العام ولصفوف الفلاحين والعمال الذين لهم اباغ التأثير فى الرأى العام واقناع المتظاهرين والمضربين بالعدول عن موقفهم والرجوع لعملهم لانقاذ البلاد من الوضع الاقتصادى المتردى .
3)هذه الاصلاحات تمثلت فيما يأتى :-
التنازل عن الحكم المطلق وانشاء حكومة دستورية وضمان حرية الاجتماع والتعبير عن الرأى وحرية تكوين الجمعيات وانشاء البرلمان .ما حدث خلال عامى (1904-1905) ادى الى احباط الشعب.
4)احباط الشعب ادى الى دنو توقعاتهم بالاضافه الى احباطهم المستمر من قبل القيصرية.
عندما تم اخماد مسيرة عالمية سلمية فى شارع قصر بيتسبرج, والتعامل معها بالقمع والقسوة حيث اسفرعنها مئات القتلى من العمال.
تعرضت البلاد خلال الحرب الى تضخم الاسعار بالاضافة الى ندرة الخامات والبضائع الاساسية بما فيها الطعام وقد عانى العمال من هذه المشاكل هذا الى جانب اثار ونتائج الحرب التى ادت الى حالة عامة من الاحباط بين القوات المسلحة وزيادة عدد الضحايا بشكل مستمر.
كل هذة الاحداث المتتالية ادت الى التحامهم بسرعة فى ثورة 1917 والتى ادت الى نهاية القيصرية والحكم المطلق ووصل البلشوفيين للحكم فى اكتوبر 1917.
ضرورة التحام القوات المسلحة يعتبر ضمان لنجاح الثورة فحرية الصحافة لم تستمر اكثر من فترة القيصرية يث انها قُيدت فيما بعد عن طريق محاكمة كل من يهاجم القيصر من خلال محاكمة عسكرية حيث بلغت عدد القضايا التى حُكم فيها بالاعدام 4449 ما بين(1905-1910) .
كل هذة الاصلاحات السياسية الظاهرة والتى باطنها اضطهاد الحريات العامة وحقوق الانسان اودت بحالة من الرعب والخوف عمت ارجاء البلاد .
بعد عام 1915 ومع انتعاش الاقتصاد الى حد ما رجعت الاضرابات تدب انحاء البلاد من جديد فى عام 1914 من بداية الحرب العالمية الاولى وصلت لذروتها فى فبراير 1917 فاصبحت اضراب عام .





ثالثا: الثورة المصرية 1952:
يرى كاتب المقال أن موجة التوقعات المرتفعة قد بدأت فى مصر حينما أعطتها بريطانيا التى احتلتها منذ عام 1882 استقلالا صوريا بموجب تصريح 28 فبراير 1922 والذى ينص على:
• الاعتراف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة.
• الغاء الأحكام العرفية.
• الاحتفاظ لأنفسهم بحق الدفاع عن مصر.
• السيطرة على قناة السويس.
• حماية المصالح الأجنبية والأقليات فى مصر.
• الاشراف على السودان.
ورغم اختلاف موقف المصريين من صدور تصريح فبراير 1922 الا أنه خلق مرحلة جديدة من العمل الوطنى قادها حزب الوفد بزعامة سعد زغلول الذى كان وكيلا وممثلا للأمة فى قضاياها والدفاع عن مصالحها. ولأول مرة فى ثورة 1919- التى قادها حزب الوفد والتى قامت نتيجة القبض على سعد زغلول وزملاءه ونفيهم- يرفع شعار الهلال والصليب ويتوحد المصريون على هدف واحد وهو الاستقلال والذى منح لهم بعد ذلك بفترة.
وعندما قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914 كان لها أثرا على تغير أوضاع المصريين جيث اتجهت مصر الى تغيير نمط التصنيع فيها والسياسة الاقتصادية بسبب ظروف الحرب "فقد اضطرت مصر الى هجر سياسة التخصص والحرية الاقتصادية وعدم التدخل الحكومى لتحل محلها سياسة الاكتفاء الذاتى وتنويع الانتاج" . ومن ثم وكنتاج لهذه السياسة الاقتصادية الجديدة قد فتحت أمام المصريين ابوابا للعمل وفرصا جديدة وانتقل الفلاحون من العمل بالأرض الزراعية الى العمل بالمصانع مما وفر لهم دخولا مرتفعة قياسا لما كانوا يحصلون عليه نتيجة عملهم بالأرض الزراعية ومن ثم تحسنت مستويات المعيشة ورغم تحسن مستوى معيشة هذا الجيل نسبيا الا انهم كانوا قدريين حيث ان ما هم فيه من فقر هو نتيجة القضاء والقدر ومشيئة الله هى المتحكمة. وتلى هذا الجيل جيل الثلاثينيات الاكثر طموحا ورغبة فى تحقيق مستويات معيشة جيدة.
وعندما قامت الحرب العالمية الثانية 1939 اضطرت بريطانيا للتدخل فى الاقتصاد المصرى ومساعدته على توفير احتياجاته التى لا يستطيع استيرادها بسبب ظروف الحرب ولم يكن ذلك حبا فى المصريين وانما كان من أجل جيوش الحلفاء التى كانت موجودة فى مصر وأدى هذا إلى تركم الثروات فى أيدى فئة قليلة من الناس وانتشار الفقر بين اوساط الغالبية العظمى من الناس . ونتيجة لذلك فقد اتبعت بريطانيا سياسة زراعية كان من شأنها توفير الحبوب وذلك بزيادة الرقعة المزروعو قمحا وذره وشعير على حساب المسحة المزروعة قطنا والتي حددتها بنسبة 22% من المساحة المزروعة في شمال الدلتا و15% في الجهات الاخرى وتشير الاحصائيات الى تناقص مساحة القطن المزروعة من 21,45% إلى 13,5% من مساحة الارض الزراعية . وكل هذا قاد إلى إنخفاض مستويات المعيشة حتى وصل متوسط دخل الفرد المشتغل بالزراعة حوالي 12 جنيه سنويا و20 جنيه سنويا للمشتغل بالصناعة وفقد عدد كبير من العمال وظائفهم، وارتفعت تكاليف المعيشة عام 1945 إلى ثلاثة اضعاف ماكانت ماكانت عليه عام 1937. ونتيجة لهذه الحياة المأساوية التي عاشها المصريون اعتقدوا في بادئ الأمر أن المسؤل عن ذلك هم الانجليز ولكن بعد ذلك أتجه تفكيرهم الى الداخل حيث بدأ التراكم الرأسمالي في أيدي فئة قليلة ومعاناة الكثرة الذين لا يمتلكون شيئا وبدأت الاضرابات تنشط مطالبة بإصلاح الاوضاه السيئة التي يعاني منها السواد الاعظم.
وعند هذه اللحظة فاض الكيل لدى المصريين ولكن تأخرت الثورة لسببين هما: عودة الطلب على القطن المصري وإرتفاع أسعاره وتحسن مستوى المعيشة نسبيا ولكن أثر هذه المنعشات الإقتصادية قد فقدت جدواها في منتصف 1952، دخول مصر حرب فلسطين 1948.
ونتيجة للأوضاع السيئة داخل الجيش المصري تشكلت حركة الضباط الأحرار التي فجرت الثورة في 23 يوليو 1952 والتي انتهت بطرد الملك فاروق.
و بالإضافة إلى الثلاث أمثلة السابقة التى تناولها الكاتب بالتحليل وهى الثورة المصرية والثورة البلشيفية وثورة ((Dorr طبق الأسلوب نفسه على أمثلة أخرى للثورات والإحتجاجات ومنها: احتجاج ( ( Leisler فى نيويورك عام 1689 والذى سبق الأمريكية التى قامت من أجل الإستقلال عن بريطانيا وحتى هذه الثورة نفسها يمكن أن نطبق عليها تحليل منحنى J والذى يمكن أن ينطبق أيضا على الثورة الفرنسية ذاتها بالإضافة إلى احتجاجات ((Nyasaland عام 1959.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.