ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يصر على تقييم قيمته تريليونات دولار لشركة النفط أرامكو، رغم أن بعض المصرفيين والمطلعين داخل الشركة يقولون أن على المملكة أن تخفض هدفها إلى نحو 1.5 تريليون دولار. وقال مصدر مقرب من الشركة إنه في الوقت الذي تتحدث فيه أرامكو مرة أخرى مع البنوك حول طرح عام أولي، يجتمع مجلس إدارتها في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ومن المحتمل أن تعقد مناقشة حول قيمة الشركة. ووضع الأمير محمد تقييمًا بقيمة 2 تريليون دولار على الشركة الحكومية في أوائل عام 2016 عندما اقترح لأول مرة بيع أسهم لتنويع اقتصاد المملكة العربية السعودية إلى ما وراء النفط. وقد تعيق فجوة التقييم أي عملية بيع للسهم. وقال المصدر المطلع على الخطط: "إذا لم يكن السوق يقدر أرامكو بشكل صحيح، فلا يوجد اندفاع إلى الاكتتاب العام، ويمكنهم دائمًا تأجيله". وأضاف: "لديهم الأدوات المناسبة للمناورة وليسوا في وضع ضعيف بالنسبة إلى الاكتتاب العام في أرامكو إلا إذا كان التقييم يحقق أهداف الرؤية والمصلحة الوطنية". حتى في الطرف الأدنى من التقييمات المقدرة، فإن الاكتتاب العام في أرامكو سيخلق أكبر شركة عامة في العالم. كما أنه سيؤدي إلى تدقيق غير مسبوق في المملكة. وبعد أشهر من تأجيل الإدراج، تعرضت المملكة العربية السعودية لضغوط غربية بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. وكانت الخطة الأولية لبيع حصة 5 في المائة في أرامكو تهدف إلى جمع الأموال لصندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية للاستثمار في القطاعات غير النفطية. وعندما تم طرح الطرح العام الأولي، باع صندوق الثروة حصة أغلبية في شركة البتروكيماويات السعودية للصناعات الأساسية (سابك) إلى أرامكو مقابل 69 مليار دولار بدلًا من ذلك. وبعد الإعلان عن عملية الاستحواذ على سابك، أصدرت أرامكو السعودية أول سندات دولية لها في أبريل. وأظهر نجاح عملية بيع الديون، التي اجتذبت أكثر من 100 مليار دولار في الطلبيات لإصدار 12 مليار دولار، وأن الضغط على المملكة بشأن مقتل خاشقجي قد تراجع. وتم إحياء المحادثات حول بيع الأسهم بعد فترة وجيزة. وقال أحد البنوك المطلعة على الأمر إن بنكًا واحدًا يسعى للحصول على دور في خطة تجديد الإدراج، قدرت قيمة أرامكو بما بين 1.4 إلى 1.5 تريليون دولار، بما في ذلك سابك. ووصف المصدر المقرب من أرامكو ذلك بأنه تقييم أكثر واقعية. وقال المصدر القريب من أرامكو: "إذا كنت متأكدًا تمامًا من ارتفاع سعر النفط، فمن الأسهل الحصول على تقييم عالٍ، ولكن الأسعار ليست مرتفعة وأن سعر النفط المرتفع للغاية غير مستدام". وقال المصدر المقرب من أرامكو، قبل تعليق الاكتتاب العام، كانت البنوك تقدر قيمة أرامكو بما يتراوح بين 1.3 إلى 1.7 تريليون دولار. وقال المصدر بالبنك الدولي إن الجهود ما زالت مركزة على تحقيق القيمة البالغة 2 تريليونات دولار، وقال مصدر آخر قريب من أرامكو إن الشركة تعمل على إيجاد طرق لتعزيز قيمتها الخاصة بشكل مستقل عن سعر النفط. وقال المصدر الثاني: "إنهم ينظرون إلى أشياء مثل الحكم الداخلي وكيفية استخراج القيمة". وأضاف: "إذا قاموا بتكوين تكامل (سابك) بشكل صحيح، فسوف يزيد ذلك من قيمة الشركة".
