يُعد معرضه الذي يستمر حتى نهاية أبريل بقاعة إيزيس، بمركز محمود مختار الثقافي بالقاهرة، إطلاله مهمة على عالم الفنان المبدع وأدواته اللونية العذبة، ولمساته التي يعبر من خلالها بما تجيش به مشاعره تجاه الحدث، الذي تحول في لوحاته إلى زلزال معنوي تمتزج فيه المعاني والرموز، وثراء رؤى التعبير والإبداع الفني على سطح لوحاته لتتحول إلى ملاحم بطولية للاستشهاد والصمود وإرادة الحرية. الفنان الدكتور كمال شلتوت يضم معرضه 104 أعمال فنية متنوعة المجالات والخامات، يتناول من خلالها د.شلتوت قصة ثورة 25 يناير، مقسماً المعرض بشكل ملحمي إلى جزءين ما قبل 25 يناير، وما بعد 25 يناير، بما يخلق الربط بين المعرض والوضع الراهن لفعاليات الثورة. يقول الناقد التشكيلي عز الدين نجيب عن أسلوب الفنان "لجأ كمال شلتوت إلى الأسلوب التعبيري غير المباشر الذي يموج بحركة الخطوط وتداخل الألوان، ويعتمد على تحطيم قواعد التشريح وأسس المنظور الهندسي، ليعيد بناء ذلك كله برؤية حداثية مركبة تستمد حيويتها من منجزات الفن الحديث بشتى مدارسه، بل حتى من عفوية رسوم الأطفال وبراءتها، ما يجعل المشاهد لأعماله محفوظا بالدهشة والأسئلة وشريكا في استخلاص المعاني والمضامين بدلا من أن يتلقاها كرسالة سابقة التجهيز أو تقريرية السرد أو مجانية العواطف، إن الفنان هنا لا يهتم بالوصف أو بالحكي أو بالتمثيل المباشر الذي يشابه الحدث، بل يبحث عن لحظة الاشتعال الذاتي للحدث داخل نفسه، كي تنتقل شرارته إلى نفس المشاهد، حتى ولو اكتنف لوحاته الغموض وتعددت فيها مداخل التأويل، وقد يتأخر انتقال تلك الشرارة إلى المشاهد غير الحساس أو غير المدرب على استقبال مثل هذا اللون من الفن