أكد محللون سياسيون أن ثوار ليبيا وبعد نجاحهم في دخول العاصمة طرابلس وإسقاط نظام حكم العقيد معمر القذافي يواجهون اختبارًا مهمًا يتمثل في كيفية التعامل مع بقايا كتائب القذافي والمسئولين المحسوبين على النظام السابق. وقالت صحيفة "ماككلاتشي واشنطن بيرو": "الثوار الليبيون دخلوا طرابلس من ثلاثة جوانب الأسبوع الماضي وأخذوا مئات العناصر إن لم يكن الآلاف من الأسرى خلال المعارك القتالية ويحتجزونهم الآن في مختلف أنحاء العاصمة، وفي بعض الحالات يتم احتجاز هؤلاء العناصر في نفس السجون التي كان يستخدمها القذافي في سحن معارضيه، وفي أحيان أخرى يتم احتجاز هؤلاء العناصر في مدارس او مصالح حكومية". وأشارت الصحيفة إلى حالة المواطنة جميلة سالم التي دارت في كل أرجاء طرابلس تفتش عن ابنها المفقود عادل الذي كان أحد جنود القوات الحكومية الليبية، وعندما ذهبت إلى القاعدة العسكرية التي هي في قبضة الثوار حاليًا لم تعثر على ابنها، وكذلك لم تتوصل إليه في أي مكان آخر. وذهبت جميلة سالم إلى إحدى المدارس القريبة حيث يحتجز الثوار عشرات من جنود القذافي وسجلت اسم ابنها على أمل أن تسمع عنه شيئًا قريبًا. ورأت الصحيفة أن المجلس الانتقالي الوطني الذي يمثل قيادة سياسية للثوار يجب أن يحدد الإستراتيجية المناسبة للتعامل مع جنود كتائب القذافي، لاسيما بعد أن وعد رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل بأن الثوار لن ينتقموا من كتائب القذافي على أمل أن يسهم ذلك في توحيد الصفوف ويخدم صالح ليبيا الجديدة. واشتكى أحد أعضاء المجلس الانتقالي من ضعف التنسيق بين المجموعات الثورية في أرجاء طرابلس يثير المخاوف من أن كل مجموعة قد تتبنى قرارات خاصة بها ولا تلتزم بإستراتيجية موحدة في التعامل مع الأسرى. جدير بالذكر أن الثوار الليبيين كشفوا عن تورط كتائب العقيد معمر القذافي في تنفيذ مجزرة قتل فيها أكثر من 150 سجينًا في طرابلس، وذلك قبيل هروبها من العاصمة أمام تقدم الثوار الذين نجحوا في السيطرة على مقر القذافي في باب العزيزية الثلاثاء. وقال مسؤول العمليات العسكرية للثوار الليبيين في طرابلس: "جرت أعمال انتقام خلال الساعات الأخيرة لسقوط النظام. حصلت مجرزة في باب العزيزية. لقد قتلوا أكثر من 150 سجينا". وأضاف: "فعل الحرس ذلك قبل أن يهربوا. لقد ألقوا عليهم قنابل يدوية".