لم يجد عامل الحدادة بحلوان، حلًا لديونه المتراكمة، إلا بشنق نفسه داخل غرفته، بعد أن فكر مرارًا بأطفاله كيف يطعمهم ويوفر لهم كسوة العيد، فلم يجد مخرجًا ولا مهربًا من الانتحار. بداية القصة كان ياسر إبراهيم صابر مفتاح، عامل حدادة، يبلغ من العمر 30 عامًا، يعمل في الحدادة بأحد الورش المتواجدة في العزبة البحرية بدائرة قسم حلوان، وكانت تلك الورشة هى مصدر دخله الوحيد، تزوج وهو فى سن ال25 عام لينجب طفلين ينفق عليهما من دخله، يسكن بجوار أبيه الذي كان يساعده فى إطعام الصغار تارة، وكسوتهم تارة أخرى، إلى أن ذات احتياجات الزوجة وطلباتها. وعرضت على صابر العمل ولكن الأخير رفض، لعدم حملها مؤهل عال، وكان السبب الأكبر وراء رفض الزوج فى أن تعمل زوجته هو غيرته الشديدة عليها، فما كان من الزوجه إلا أن قامت بفيض من الطلبات التي لا تنتهي، وما كان من صابر الا أن يلبي لها إحتياجاتها حتى لا تشعره بعجزه فى سد إحتياجات المنزل، فيومية صابر بالكاد كانت تؤتي البيت ثماره، ولم يكن هناك دخل أخر لسد احتياجات الزوجة. ليلة أقر فيها صابر الانتحار كانت ليلة الأربعاء الموافق 28 من الشهر الجاري هى تذكرة الرحيل لصابر الذى أقدم فى نهاية اليوم على التفكير فى الخلاص من تلك المشكلات التى تواجهة، فبعد شجار طويل مع الزوجه فى إحضار كسوة العيد لها ولأطفالها، لم يعد بيد الأب الا أن يقول ليس معى مال، " بعد العيد نجبلهم إن شاء الله:" وهو ما لاقى رفض ونفور من الزوجة التى أصرت على إحضار ثوب جديد كباقى الأخرين، فانتهى الشجار بينهما، وانعزل صابر وحيدًا بغرفته يفكر فى من يقترض منه ليحضر ما طلبته الزوجة منه، وبعد تفكير فى من يقرضه لم يجد أحد حوله من الأصدقاء، وذلك لإقتراضه مسبقآ منهم، فقام بتصوير نفسه أمام عدسة هاتفه، وشرح فيها مأساته، وطلب من أولاده أن يسامحوه، على غيابه فى المستقبل، قائلآ" سامحونى ياولاد" ولم أن لبث فى اليوم الثانى بعد الانتهاء من الفطار، إلا أن أقدم على الإنتحار شنقآ تاركآ نفسه جثة هامده معلقة بين جدران غرفته. بدأت الواقعة بدخول أحد الأطفال الى الغرفه فوجد أباه معلقآ فى الحبل وفور إبلاغ والدته، تعالت الصيحات والعويل، الا أن جاء الجيران لتقوم بتبليغ العميد بدوي هاشم، مأمور قسم شرطة حلوان، بإنتحار "ياسر إبراهيم صابر مفتاح"، 30 سنة، حداد، ومقيم بالعزبة البحرية، وبالانتقال والفحص، تبين انتحار الضحية بسبب تراكم الديون عليه، ومروره بضائقة مالية، دفعته للانتحار، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى العام.وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وتباشر النيابة التحقيقات، حيث أطهرت التحريات قيام الضحية، بتصوير فيديو بهاتفه، يوضح أسباب أقدامه على الانتحار، قبل الواقعة بيوم. وعثرت الأجهزة الأمنية، على الفيديوهات أثناء فحص هاتفه، وبسؤال والد الضحية، أقر انه نجله متزوج ولديه طفل، وتراكمت الديون عليه، ما جعله يدخل في حالة نفسية سيئة، دفعته للتخلص من حيات، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وتباشر النيابة التحقيقات.