أظهر استطلاع جديد للرأي أن نسبة التأييد للرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تزدد بعد النجاحات الأخيرة التي حققتها منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو في ليبيا، وذلك يرجع إلى أن الشعب الأمريكي لازال يهتم أكثر بالوضع الاقتصادي المتدهور. وفي الاستطلاع الذي أجرته محطة "سي إن إن" ارتفع معدل الداعمية للعمل العسكري في ليبيا بنسبة 20 بالمائة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث كانت نسبة من يوافقون على التدخل العسكري في ليبيا 35 بالمائة في يوليو وارتفعت هذه النسبة إلى 54 بالمائة بعد انهيار نظام العقيد معمر القذافي. ويقول المراقبون إن نجاح ضربات الناتو الجوية في ليبيا لم يترجم إلى زيادة في نسبة التأييد للرئيس الأمريكي، حيث لم تزد هذه النسبة عن 45 بالمائة مقارنة ب54 بالمائة أعربوا عن عدم رضاهم عن السياسات التي يتبعها الرئيس أوباما، وهي نفس المعدلات التي تم الكشف عنها في منتصف شهر يوليو. ورأى المراقبون أنه عندما انطلقت الحرب في ليبيا بانتفاضة مجموعة من الثوار في بنغازي على نظام العقيد القذافي وجد مجلس الأمن وحلف شمال الأطلسي نفسيهما في حيرة من أمرهما ولم يعرفا كيف يتصرفان حيال الوضع المتفجر هناك. وأضاف المراقبون: فيما عبرت فرنسا وبريطانيا عن استعدادهما للتدخل كان التردد واضحًا على الإدارة الأمريكية التي عبر فيها وزير الحرب في ذلك الوقت، روبرت جيتس، عن مخاوفه من تورط أمريكي في حرب جديدة في حين لم يخرج فيه جنود أمريكا بعد من أفغانستان والعراق". وقد خرج مساعدو أوباما بفكرة مبتكرة تعطي القيادة للفرنسيين والبريطانيين مع توفير الدعم الأمريكي عند الحاجة والاستبعاد الكلي لأي تصور عن إرسال جنود أمريكيين إلى ليبيا. وانضم مجلس الأمن إلى جهود حماية المدنيين الليبيين ومنح تفويضًا لحلف شمال الأطلسي للقيام بذلك، لتبدأ الحرب دون مشاكل، ولاسيما في ظل عدم سقوط ضحايا في صفوف الناتو، بالإضافة إلى تكلفة الحرب المتواضعة مقارنة بأثمانها الباهظة في العراق وأفغانستان. ويشير المراقبون إلى أنه ورغم أن الولاياتالمتحدة اضطرت في النهاية إلى استخدام عدد أكبر من طائراتها والانخراط أكثر مما كانت تريد بسبب مشاكل الأوروبيين مع نقص الطائرات والطيارين، إلا أن فرنسا حافظت على تعهداتها وسجلت أكبر عدد من الطلعات الجوية".