حرص فوج سياحي كان متواحدا بمنطقة كوم الشقافة الأثرية، على التقاط عدد من الصور التذكارية، مع الدكتور خالد العناني، وزير الأثار، في أعماق مقابر منطقة كوم الشقافة الأثرية. يذكر أن عدد من الأفواج السياحية تواجدت لزيارة منطقة كوم الشقافة الأثرية بعد الانتهاء من مشروع حفض منسوب المياه بها، وهو الأمر الذي أشار له "العناني" قائلًا إن حركة السياحة تعود في مصر، وهي في سبيلها للانتعاش. ومن ناحيته قال المهندس وعد الله أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات في وزارة الأثار، إن عمق البئر في مقابر كوم الشقافة الأثرية يبلغ 42 مترًا، وقد تم تركيب الطلمات الأتوماتيكية، والمزودة بحساسات تعمل بشكل تلقائي عند ارتفاع المياه لمستو معين، وقد تم تركيبها على عمق 35 متر بالتعاون مع هيئة المعونة الأمريكية. يذكر أن وزير الأثار الدكتور خالد العناني قام بافتتاح المرحلة الثانية لسحب المياه الجوفية في منطقة آثار كوم الشفافة بحي كرموز. وأعلن وزير الأثار أنه لأول مرة سيكون المستوى الأخير لمنطقة كوم الشفافة الآثرية جاف من المياه الجوفية منذ عام 1900 عقب بدء العمل في سحب المياه الجوفية في المنطقة بمنحة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بقيمة 5,7 ملايين دولار. ورحب وزير الأثار، بمحافظ الإسكندرية عبد العزيز قنصوة، وبتوماس بلبرجر ممثل السفير الأمريكي في القاهرة، وبنواب الشعب، وبالسادة مسؤولي الآثار في الإسكندرية، وقائلا:"حتفل اليوم بإتمام مشروع تخفيض المنسوب في كوم الشقافة بعد استمرار هذه المشكلة لمدة 100 عام". وذكر أن منطقة كوم الشقافة هي أثر فريد يعاني من المياه الجوفية، وأنه في منتصف التسعينات قد بدأت المرحلة الأولى لكن المشروع لم يتم، وعادت المياه مرة أخرى، عقب تحليل المياه قد جاءت أنها خليط من مياه ترعة المحمودية وفواقد مياه الأمطار والشرب. كما أوضح "العناني" أن المشروع بدأ في نوفمبر 2017 بإنشاء 6آبار عميقة عبر خطوط طرد، مبنى تحكم، ومولد كهربائي وإنشاء مخرج للمياه في ترعة المحمودية. ويذكر أن منطقة كوم الشقافة، والتي تقع بحي كرموز غرب الإسكندرية، أطلق عليها هذا الاسم إحياءً للاسم اليوناني القديم "لوقوس كيرامايكوس"، وبسبب كثرة البقايا الفخارية وكسرات الالخزف والشقف التي كانت تتراكم في هذا المكان. وتقع كوم الشقافة في المنطقة التي قامت فيها قرية راكوتيس وهو الإسم الذي عرفت به عند الرومان وذلك إحياءً للاسم الفرعوني القديم "ra-gadit"، كما هو مذكور في نقش هيروغليفي من عهد بطليموس الأول. أما مقابر كوم الشقافة الأثرية، فترجع أهميتها نظرا لأتساعها، وكثرة زخارفها، وتعقيد تخطيطها، كما أنها من أوضح الأمثلة علي اختلاط الفن المصري القديم، بالفن الرماني في الإسكندرية، وأروع نماذج العمارة الجنازية في الإسكندرية. والجبانة من نوع الكاتا كومب، وهو نوع من المقابر انتشر في القرون الثلاثة الأولى الميلادية، وجبانة الكاتا كومب هي الجبانة الرئيسية في منطقة كوم الشقافة، وحملت المقابر هذا الاسم نظرًا للتشابه في التخطيط بينهما وبين مقابر الكاتا كومب المسيحية في روما، واسم كاتا كومب اصطلاح يطلق على المقابر المحفورة تحت سطح الأرض، وعثر على المقبرة بطريق الصدفة يوم 28 سبتمبر 1900، بالرغم من أن التنقيب قد بدأ في هذه المنطقة منذ عام 1892م.