قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن مصر ترتبط بالقارة الإفريقية العظيمة ارتباطًا تاريخيًا منذ عهد الفراعنة، لافتًا إلى أن مصر تلتحم بإفريقيا التحامًا جغرافيًا، وتلتحم أيضًا روحيًا من خلال الأزهر الشريف. وتابع أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "همزة وصل"، المذاع على فضائية "النيل للأخبار"، مساء الإثنين، أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عند تولى منصبه، طالب ببذل أقصى جهد لتوفير الفرص لتعليم الطلاب الأفارقة في جامعة الأزهر، لافتًا إلى أن تعداد الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر يقترب من ال35 ألف طالب، منهم 6 آلاف طالب من إفريقيا فقط. وتابع أن شيخ الأزهر كلفه أول أمس، بتولي أكاديمية التدريب للأئمة والوعاظ من إفريقيا والعالم الإسلامي، وفوجئ بأن إفريقيا وحدها أرسلت في هذه الفترة 116 فردًا للتدرب في أكاديمية الأزهر العالمية لتعليم الأئمة، خلاف الطلاب المتواجدين في جامعة الازهر. أعلنت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، عن برنامج عمل فى القارة الإفريقية، خلال الفترة المقبلة لنشر منهج الوسطية والاعتدال فى إفريقيا. ويشمل البرنامج إطلاق برامج إذاعية باللغات الإفريقية وإطلاق برامج ثقافية وترفيهية، ومسابقات قرآنية للأفارقة. كما يشمل البرنامج عمل القارة الإفريقية عرض سير القادة والرموز الأفارقة بمطبوعات الأزهر اعترافا وتقديرا لدورهم الوطنى فى خدمة القارة. قال الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، تواجه إفريقيا العديد من التحديات التى تحتاج إلى تضافر الجهود وفى مقدمتها مشكلة التطرف والإرهاب، ويأتى دور خريجى الأزهر الذين يمثلون قوة كبيرة وحائط صد فى مواجهة الأفكار المتطرفة، والذى يعول عليهم الأزهر الشريف على دورهم المهم فى نشر قيم التسامح والتعايش ونشر الفكر الأزهرى المعتدل، بما يحملونه من منهج الوسطية والاعتدال وقبول الآخر. ويأتى الدور الكبير التى تقوم به المنظمة العالمية لخريجى الأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى حماية أبناء القارة الإفريقية من الفكر المنحرف، ومن خلال تدريب الأئمة والدعاة على مواجهة المشكلات والتحديات المعاصرة كالتطرف والإرهاب واحتواء وحماية آلاف الطلاب الوافدين من الوقوع فى براثن التطرف والأفكار المغلوطة،فضلا عن التأهيل العلمى والدعوى لأبناء القارة الإفريقية. ويعطى فضيلة الإمام الأكبر مساحة كبيرة واهتمامًا خاصًا وأولوية لدعم دول القارة الأفريقية، للحد من انتشار الإرهاب وحماية الشباب من الانخداع بأفكار الجماعات المتطرفة. وأضاف وكيل الأزهر، أن قرار فضيلة الإمام الأكبر جاء بتشكيل لجنة مختصة بالشئون الإفريقية بالأزهر استكمالًا لدور مصر والأزهر فى دعم شعوب القارة الإفريقية على كافة المستويات، والتى تختص بالعمل على وضع البرامج والخطط والأنشطة التى من شأنها، تدعيم أبناء دول وشعوب القارة الإفريقية، من خلال زيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الدارسين فى الأزهر، وزيادة أعداد المبعوثين من المدرسين فى دول إفريقيا. ويستقبل الأزهر الشريف آلاف الطلاب الأفارقة للدراسة فى الأزهر، ويرسخ فيهم منهج الوسطية والاعتدال وقبول الآخر، كما يستقبل أعدادا كبيرة من الأئمة لتدريبهم على القضايا المعاصرة كالتعايش ومواجهة الإرهاب، فضلا عن القوافل الإغاثية والطبية التى تقدم العون للمجتمع الأفريقى بغض النظر عن الدين والعرق.