تسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، يوم الأحد رئاسة الاتحاد الإفريقي من نظيره الرواندي بول كاغامي. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها انتخاب مصر رئيسا للاتحاد الإفريقي منذ إطلاق الكتلة الإفريقية عام 2002. "جاءت رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي نتيجة لجهود مصر والسيسي لتعزيز العلاقات مع القادة الأفارقة على مدى القلة القليلة الماضية".
وقال محمد علي ، وهو باحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة: تحت إدارة الرئيس السابق حسني مبارك ، خاصة بعد محاولة اغتياله في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995 ، شهدت العلاقات بين مصر والاتحاد الإفريقي تدهورًا كبيرًا ، كما انعكس هذا التدهور العلاقات مع دول حوض النيل بما في ذلك السودان واثيوبيا.
كما تسعى الإدارة المصرية الحالية تعزيز العلاقات مع إفريقيا وجعلها ذات أولوية من خلال السعي لإحياء دور مصر كدولة أفريقية قيادية من خلال دور سياسي وعسكري واقتصادي أكثر فاعلية في إفريقيا. ومنذ توليه منصبه في عام 2014 ، قام الرئيس السيسي بزيارة ما يقرب من 20 دول أفريقية أخرى ، بما في ذلك ثلاث زيارات إلى إثيوبيا وأربعة إلى السودان. ووفقاً للإحصاءات الرسمية ، شكلت زيارة السيسي إلى أفريقيا 30 في المائة من رحلاته الدولية الشاملة. كما قامت مصر بعدد من المبادرات الهامة لاستعادة دورها في إفريقيا ، بما في ذلك تدريب قوات حفظ السلام والأفراد العسكريين ، وزيادة التعاون الأمني والاستخباراتي ، وعقد ثلاثة مؤتمرات اقتصادية لتشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأفريقية.
وفي كلمته أمام قمة الاتحاد الإفريقي التي اختتمت يوم الاثنين ، قال السيسي إن مصر ستكون مكلفًا بالإصلاح المؤسسي للمنظمة وإعادة تأهيل اللاجئين والمشردين داخليًا. وقال السيسي "إنني أدرك تماما المسؤولية الكبيرة عن تنسيق العمل الأفريقي المشترك في ظل الظروف القارية والدولية الحرجة والصعبة الحالية التي تفاقمت بسبب النزاعات والتطرف والإرهاب". وأشار إلى أن مصر وضعت خطة طموحة للمساهمة في أجندة أفريقيا لعام 2063 ، وهي خطة رئيسية إستراتيجية للتحول الاجتماعي والاقتصادي للقارة خلال السنوات الخمسين المقبلة.