شهدت مدينة الأقصر، منذ أيام، فاجعة كبرى، لانهيار عقار سكني بمنطقة الحوض، الأمر الذي أسفر عن مصرع 3 وإصابة 13 آخرين، تم نقلهم لمستشفى الأقصر الدولي والعام بعد عملية انقاذهم من تحت الأنقاض. تنفرد "الفجر"، بنشر كواليس إنقاذ الناجين من أسفل أنقاض العقار المنهار، التي اشتركت فيها عدة جهات أمنية وتنفيذية وعدد من الأهالي. لحظة وقوع الكارثة الساعة 17:56، يوم الثلاثاء، الخامس من فبراير 2019، وفي يوم غابت فيه الشمس عن مدينة الأقصر لتلبد سمائها بالغيوم، وسقوط بعض الأمطار الخفيفة، إذ بطفلتين صغيرتين خارجتين برفقة والدتهما من منزل أحد أقاربهم بشارع متفرع من منطقة الحوض، وتركتا يد الأم لتلحقا بوالدهما الذي كان ينتظرهما بأول الشارع وسط عدد من الأهالي المارة، خلف منزل مكون من 3 طوابق مبني بالطوب اللبن، غير مأهول بالسكان لتركه منذ زمن، وبدأت الكارثة بسقوط كتلة من المنزل على الطفلة الأصغر، وتهم شقيقتها نحوها بالإسراع لإنقاذها، وينهار المنزل في غضون ثوانٍ معدودة، وينتشر الغبار الذي حجب الرؤية بين جميع المتواجدين بالمنطقة. الساعة 18:05، وبعد الاستفاقة السريعة من الأهالي المتواجدين بالمنطقة من الفزع الذي أصابهم، تلقت هيئة إسعاف الأقصر برئاسة الدكتور معمر عبد الهادي، بلاغًا تليفونيًا بحدوث واقعة انهيار منزل بمنطقة الحوض، بجوار مدرسة الأقصر، وإصابة عدد من الأهالي، تزامنًا مع اخطار شرطة النجدة إدارة الحماية المدنية، والعديد من الجهات الأمنية والتنفيذية. الساعة 18:08، وصول أول سيارتي إسعاف لموقع الحادث، بحي وسط مدينة الأقصر، والتي خرجت من تمركز شرق السكة "الأقرب لموقع الحادث"، تزامنًا مع وصول سيارة تابعة للدفاع المدني، مجهزة بأدوات الإنقاذ السريع، تبعهما عدد من سيارات الإسعاف من المركز الرئيسي، وتمركزات " المنشاة، المطار، البغدادي، الحبيل"، بالإضافة إلى سيارة دعم طبية مجهزة، وسيارتين نقل موتى ليصل إجمالي السيارات التي دفعة بها هيئة الاسعاف وصلت تباعًا لموقع الحادث في النهاية إلى 21 سيارة. بداية عملية الإجلاء العاجل لأول 10 مصابين ومع وصول أولى سيارات الإسعاف، بدأت عمليات نقل المصابين المتواجدين في الشارع، الذين استطاعوا الإفلات من السقوط تحت الأنقاض، وبلغ عددهم 10 أشخاص، حيث تم نلقهم على الفور إلى مستشفى الأقصر العام والدولي، لتبدأ مهام فريق الحماية المدنية بقيادة المقدم "خالد الصعيدي"، بالتعاون مع سلطات مجلس مدينة الأقصر، وموظفي وعمال الأحياء الخمس للمدينة الذين تم استدعائهم للمشاركة في أعمال رفع الأنقاض، بالإضافة إلى فريق من الهلال الأحمر. وخلال لحظات من وقوع الكارثة، شهد موقع الحادث، حضور عدد من القيادات التنفيذية والأمنية بينهم المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، واللواء طارق علام مدير الأمن، واللواء هشام شادي، السكرتير العام للمحافظة، والعميد صلاح المندوه المتحدث باسم الأقصر، والعميد أيمن الشريف رئيس مدينة الأقصر، والدكتور معمر عبد الهادي مدير هيئة اسعاف الأقصر، واللواء محمد صلاح مدير إدارة مرور الأقصر، حيث تم غلق الشوارع الجانبية لمنع مرور السيارات بمنطقة الحادث، والسماح لتحرك سيارات الاسعاف بحرية لنقل المصابين. إصابة الأهالي بحالة من الهياج وشهدت بداية عملية الإجلاء، لتتعاون مجموعة أخرى من الأهالي مع قوات الشرطة ورجال المحافظة في تهدئتهم واحتواء الموقف، لبدء رفع الأنقاض، كما تم إبعاد العديد من الأهالي الذين كانوا يطلبون المشاركة في العملية، تخوفًا من عدم تدريبهم على كيفية التعامل مع الكوارث والتحرك بطرق غير سلمية تؤدي إلى زيادة إصابة المتواجدين أسفل الركام أو قتلهم عن طريق الخطأ. ودفع مجلس مدينة الأقصر بمعدات خاصة برفع الأنقاض، بجانب دفع الحماية المدنية بسيارة إنقاذ بري مجهزة ب"مقصات لقطع الحديد، ومناشير كهرباء لقطع الأخشاب، ومولدات كهرباء، وكشافات إضاءة". ضابط يستمر في العمل بعد إصابته وسكرتير المدينة يرفض الذهاب لعزاء خالته واستغرقت علمية رفع الأنقاض نحو 5 ساعات، كانت بمثابة أوقات عصيبة مرت على الجميع، لا فرق وقتها بين المسئول والمرؤوسين الذين يعملون جنبًا إلى جنب بأيديهم، من بينهم رئيس مدينة الأقصر، ووكيل إدارة الحماية المدنية، ورئيس قسم الإطفاء، وفرقة الإنقاذ، والهلال الأحمر، ورؤساء الأحياء، ورئيس قطاع النظافة، وبعض موظفي المجلس والأحياء بالإضافة إلى سكرتير مدينة الأقصر الذي توفت شقيقة والدته في نفس توقيت انهيار العقار، وإصراره على البقاء لإنقاذ الضحايا. ليس ذلك فقط، حيث شهدت عملية رفع الأنقاض إصابة النقيب بإدارة الدفاع المدني، عقب استخراجه إحدى الألمانيتين، إصابته بحالة من الاختناق، وتمت معالجته على الفور بإجراء جلسة تنفس صناعي داخل سيارة اسعاف، وعاد مجددًا لاستئناف العمل حتى نهاية الاخلاء الكلية. إسعاف سيدة ونقلها للمستشفى ليست من بين مصابي الحادث وكواليس عملية إنقاذ الضحايا لم تقتصر فقط على العمل في موقع الحادث، حيث تم إسعاف سيدة مسنة داخل منزلها لم تكن من بين المصابين جراء وقوع الحادث، عقب انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، لاستخدامها جهاز مولد أكسجين لإصابتها بتليف في الرئة، مما جعل المسعفين يمدونها بجلسات أكسجين، وحين طال وقت انقطاع التيار تم تحويلها إلى المستشفى لرعايتها، حتى انتهت أعمال رفع الأنقاض وعودة الكهرباء مجددا للمنطقة. تشخيص حالات الضحايا داخل المستشفى وأفادت التقارير الطبية المبدئية لمستشفى الأقصر العام وصول "آية شعبان يسري" 5 سنوات، جثة هامدة، "شهد شعبان يسري" 7 سنوات، جثة هامدة، وإصابة "سوزان مول" 39 عامًا، ألمانية الجنسية، بإصابة سطحية، "جوشين مول" ألمانية الجنسية، إصابة سطحية، "حجاج محمد حازم" بجرح قطعي بالرأس، "ممدوح محمد محمد" 43 عامًا، بكدمة وتورم بالكوع الأيسر، "أحمد منصور عبد اللاهي" 25 عامًا، بجرح قطعي بالرأس وكدمات بالجسم، "طارق فاوي محمد" 27 عامًا، إصابة سطحية، "رجب عبد الفتاح وهبة" 52 عامًا، إصابة سطحية، "منى محمد حازم" 38 عامًا، إصابة سطحية. بينما أفاد التقرير الطبي المبدئي لمستشفى الأقصر الدولي، يوسف سمير ميخائيل" 43 عامًا، بسحجات وكدمات متفرقة، "محمد سيد امبابي" 50 عامًا، بسحجات وكدمات متفرقة، "صابر عبيد محمود" 27 عامًا، بسحجات وكدمات متفرقة مع كدمة بالجانب الأيمن من الصدر، " ميخائيل عبد المسيح ميلاد" 35 عامًا، باختناق وضيق تنفس. وبتوفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين داخل مستشفى الأقصر العام والدولي، تم خروج عدد من المصابين في غضون ساعتين بعد اسعافهم، بينما وضع آخرين تحت الملاحظة وتم خروجهم في اليوم التالي، وبقيت الألمانية المصابة تحت الرعاية لحين تحسنها. وأصدر المحافظ المستشار مصطفى ألهم قرارًا حين عملية رفع الأنقاض، بتشكيل لجنة من مجلس المدينة والإدارة الهندسية، للفحص العاجل لكافة المنازل المجاورة للعقار المنهار للتأكد من سلامتها، إضافة إلى المنازل المواجهة للمناطق القريبة لموقع الحادث، حيث أقرت اللجنة خلال ساعات من الفحص بسلامة العقارات وعدم وجود أي منها في حالة تصدع، إضافة إلى فتح تحقيق عاجل أكد عدم وجود قرارات إزالة للمبنى السكني الذي انهار وسبب تلك الفاجعة، كما تداولت بعض الصحف صدور قرار بإزالته وعدم تنفيذه.