قال تامر المنشاوي باحث في الآثار المصرية القديمة، إن مسلة الملك رمسيس الثاني، الموجودة في مطار القاهرة الدولي، تعتبر أحد أهم المسلات المصرية القديمة، والتجديدات الجديدة التي أجريت بها، جعلت من عرضها يوازي عروض المسلات المصرية في الميادين الأوروبية. وأشار المنشاوي، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، إلى أن الموطن الأصلي للمسلة هو منطقة صان الحجر الأثرية، التابعة لمحافظة الشرقية، والتي اشتهرت بكثرة مسلاتها، وعلى المسلة تم تسجيل ألقاب الملك رمسيس الثاني، وهي من حجر الجرانيت الوردي، وتنتهي بشكل هريم صغير. وأضاف أن الملك رمسيس الثاني أحد أهم الملوك الذين خلد ذكرهم التاريخ المصري القديم، نظرًا لكثره أعماله المعمارية والفنية والعسكرية وهو أحد ملوك الأسرة ال 19. وتابع: المسلة سجلت عدد من صفات وألقاب الملك رمسيس الثاني، ومنها أنه ملك الوجه القبلي والبحري وعظيم كعدالة رع، والمختار من المعبود رع، وابن الشمس ورمسيس معبود آمون، وهو الذي هزم حكام البلاد الأجنبية.
وعن صان الحجر قال المنشاوي، إنها كانت تعرف ب "تانيس" وقد أصبحت عاصمة خلال عصري الأسرتين ال 21، ال 22، وتقع تانيس في محافظة الشرقية. وتقف مسلة الملك رمسيس الثاني في مدخل مطار القاهرة الدولي –والكلام للمنشاوي- حيث تقف في وسط حديقة كبيرة، تستقبل الزوار القادمين إلى مصر، حيث تعتبر خير دعاية لآثار مصر بعامة وآثار صان الحجر بخاصة. وعن تاريخ نقل المسلة من مكانها الأصلي، إلى مكانها الحالي، قال إن ذلك تم بعد يوليو 1952، حيث جاءت فكرة وضع مسلتان واحدة في مطار القاهرة الدولي، والثانية الموجودة في حديقة المسلة بجزيرة الروضة في منطقة الزمالك. وأضاف المنشاوي أنه تم نقل عدد من الآثار المصرية القديمة في هذا الوقت إلى الميادين الرئيسية للجمهورية، حيث جاءت المسلتان من العاصمة تانيس إلي العاصمة القاهرة، وكذلك تم نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميت رهينة إلى القاهرة، حيث استقر في ميدانه الشهير أمام محطة مصر، ثم نُقل بعد ذلك إلي المقر المؤقت بالمتحف المصري الكبير عام 2006 وتم نقله إلي بهو المتحف الكبير عام 2018. يذكر أن مدينة تانيس تأسست في أواخر عهد الأسرة العشرين، وأصبحت عاصمة شمال مصر خلال عهد الأسرة الحادية والعشرين. وكانت المدينةمسقط رأس سمندس مؤسس الأسرة الحادية والعشرين، وخلال عهد الأسرة الثانية والعشرون ظلت تانيس عاصمة مصر السياسية، وكانت المدينة ذات أهمية تجارية واستراتيجية، إلا أنها هُجرت في القرن السادس الميلادي، بعدما كانت مهددة بأن تغمرها بحيرة المنزلة.
