يجري محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي – الهيئة السياسية للثوار الليبيين- محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بباريس الأربعاء، لمناقشة عملية نقل السلطة في مرحلة ما بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي. يأتي هذا فيما تعمل فرنسا وشركاؤها في الأممالمتحدة على صياغة مشروع قرار يتيح الإفراج عن الأرصدة الليبية ورفع العقوبات المفروضة على ليبيا، بغرض مساعدة الليبيين على تجاوز صعوبات المرحلة الراهنة بعد شهور من القتال الذي أضعف البنية التحتية للبلاد. ونقلت وكالة "رويترز" عن مكتب ساركوزي إن مؤتمرا صحفيا للرئيس الفرنسي وجبريل سيعقد بعد انتهاء محادثاتهما مساء الأربعاء. وستكون زيارة جبريل الأولى من نوعها لمسئول على هذا المستوى داخل المجلس الانتقالي في أعقاب التطورات الأخيرة التي شهدتها ليبيا مع سيطرة الثوار على معقل القذافي بطرابلس. وتكتسب الزيارة دلالة رمزية خاصة وأن فرنسا هي التي قادت التدخل العسكري الغربي في ليبيا في مارس، بعدما أقدم ساركوزي على مخاطرة شخصية قبل عام من انتخابات الرئاسة الفرنسية وكان أول زعيم أجنبي يعلن رسميا تأييده للمعارضين الليبيين. ودعا ساركوزي إلى عقد مؤتمر خاص باسم "أصدقاء ليبيا" في باريس خلال الأيام العشرة المقبلة وقد يشارك فيه ما يصل إلى 30 زعيما أجنبيا ومنظمة دولية للمساعدة على تسهيل إعادة الاعمار في لييبا والانتقال إلى الدولة الديمقراطية. ومن المقرر أن توضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل في اجتماع لكبار الدبلوماسيين في اسطنبول الخميس. وتتطلع باريس إلى استمرار الزخم الدبلوماسي الذي بدأته بالقيام بدور القيادة في الأزمة الليبية بعد ترددها منذ بدء الربيع العربي في تونس ومصر في أواخر عام 2010 . إلى ذلك، أعلنت الحكومة الإيطالية أن رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني سيجتمع الخميس مع محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الانتقالي الليبي بمدينة ميلانو. وكان برلسكوني هنأ في مكالمة هاتفية الاثنين جبريل "على التقدم السريع الذي أحرزه الثوار" بدخولهم العاصمة طرابلس و"جدد دعم إيطاليا للسلطات الليبية الجديدة في بناء ليبيا ديمقراطية وموحدة"، حسبما جاء في بيان لرئاسة الوزراء.