قال رئيس المجلس الوطني الإنتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل إن ضحايا معركة طرابلس التي إستمرت ثلاثة أيام بلغ 400 قتيل على الأقل وألفي جريح، وذلك في مقابلة أجرتها معه قناة فرانس 24 من بنغازي. وأوضح عبد الجليل مساء الثلاثاء رداً على سؤال حول عدد الضحايا أن "المعلومات الأولية التي لدينا تفيد أن القتلى خلال العملية التي إستمرت ثلاثة أيام هم حوالي 400 ونيف والجرحى الفين؛ أما عدد الأسرى بين كتائب القذافي فلا يتجاوز 600 جندي".
وقال إن هناك عدداً كبيراً من الجرحى في المستشفيات التي ينقصها الكثير من المستلزمات الطبية والأدوية، وخص بالذكر مستشفى الزاوية التي "توجد فيها حالات كثيرة تستدعي الإسعاف وربما النقل إلى الخارج".
ودعا في هذه المناسبة إلى تحرير الأموال الليبية المجمدة للإنفاق على الجوانب الإنسانية، مشيراً إلى أن هناك إحتياجات كبيرة في مدينة طرابلس التي قال إنها كانت محاصرة منذ ستة أشهر، تاريخ إندلاع الإنتفاضة الشعبية في منتصف شباط، وينقصها الوقود والدواء والغذاء.
وقال عبد الجليل "نطلب من المجتمع الدولي تحرير بعض أموالنا المجمدة للصرف على هذه الأوجه الإنسانية، فنحن حتى هذه اللحظة لم نتلق أية أموال".
ميدانياً، أكد عبد الجليل السيطرة على مقر العقيد معمر القذافي في طرابلس والذي دخله الثوار الثلاثاء، غير أنه لا تزال هناك بعض الأحياء التي يتمركز فيها الموالون للقذافي، وأن المعركة لم تنته بعد.
وقال "تمت السيطرة التامة على باب العزيزية لكن المعركة تنتهي بالقاء القبض على القذافي". وأضاف "هناك بعض الأحياء التي لم تتم السيطرة عليها كلياً" وذكر منها حيي بوسليم ودمشق.
ودعا عبد الجليل المواطنين والثوار إلى الحذر قائلا "هناك مندسون موالون للقذافي سيرتكبون أفعال نهب وسرقة تحت ستار الثوار؛ سلوكنا كثوار يختلف إختلافا كلياً عن هذا النهج".
وأضاف "أدعو الثوار وكل المواطنين إلى التحلي بالصبر والصفح والتسامح وعدم الإقتصاص. نحن نحترم القانون. ولن نترك المجال للمندسين لمحاولة أحداث الخراب".
ورفض رئيس المجلس الانتقالي الذي بات يعترف به بوصفه الممثل الشرعي للشعب الليبي، تحديد موعد لإعلان تحرير ليبيا، مؤكداً أن "يعلن التحرير عند القبض على القذافي".
ولدى سؤاله عن مكان وجود العقيد الليبي قال عبد الجليل "العلم عند الله أتوقع أنه غادر طرابلس باتجاه الجزائر ولا يمكن أن يتجه شرقاً أو جنوبا لأن تلك المناطق يحاصرها الثوار".
وعما إذا كان مختبئاً في أحد أحياء طرابلس قال "لا أعتقد أنه يمتلك الشجاعة ويبقى في طرابلس حتى هذه الساعة". وقال "أتمنى أن يبقى حياً حتى يحاكم ويعرف العالم الجرائم التي إرتكبها".
* المرحلة الانتقالية
وعلى المستوى السياسي، وبدء تطبيق خطة ما بعد القذافي، قال عبد الجليل إن "سيبدأ المجلس الإنتقالي الخميس الإنتقال إلى طرابلس على دفعات"، لكنه أضاف أن "إعلان التحرير سيتم عند إعلان القبض على القذافي".
وسينتخب المجلس الوطني رئيسا للحكومة خلال مهلة ثلاثين يوما، على ان يعرض تشكيلة حكومته للحصول على ثقة البرلمان.
كما سيشكل "لجنة مهمتها صياغة الدستور الجديد" خلال مهلة ستين يوما. وبعد دراسته وتبنيه من قبل المجلس الوطني المنتخب سيعرض في استفتاء خلال مهلة ثلاثين يوما ويتم تبنيه باغلبية الثلثين.
وفي الايام الثلاثين التي تلي دورته الاولى، ستكون مهمة المجلس الوطني وضع قانون انتخابي جديد تمهيدا لتنظيم انتخابات عامة خلال 180 يوما (ستة اشهر).
وستكلف الحكومة تنظيم هذه الانتخابات "بشفافية وديموقراطية". وستشرف الاممالمتحدة ومنظمات دولية اخرى على العملية.