قال الدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ العمارة والفنون الإسلامية والقبطية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن جامع الفتاح العليم يعد أحد أضخم المباني المعمارية الدينية التي أنشئت في العصر الحديث، لافتًا إلى أن المسجد جمع في عمارته بين عدة طرز إسلامية تنتمي لعدة عصور مصرية، مثلما حدث في جامع الرفاعي بالقاهرة، فنجد جامع الفتاح العليم قد جمع بين الطراز الفاطمي، والأيوبي، والمملوكي، والعثماني، والأندلسي، في تناغم مدهش، يجعل من التآلف المعماري والزخرفي للمسجد طرازًا متفردًا. وأشار عبد الرحيم، في تصريحات صحفية، أن الطراز الفاطمي يظهر في الزخارف النباتية "الأرابيسك"، والمراوح النخيلية، والطراز الأيوبي يظهر في الزخارف الكتابية من خط النسخ، والزخارف النباتية الأيوبية، كما يظهر الطراز المملوكي في شكل وقمم المآذن الأربعة، والزخارف الهندسية مثل الأطباق النجمية، وبعض الكوابيل الحاملة للأسقف، ويظهر أيضًا في المسجد الطراز الأندلسي، والذي يتمثل في زخارف تيجان الأعمدة، كما يظهر الطراز العثماني جليًا في شكل القباب. ومن جانبه قال الدكتور سكر محمد مفتش آثار إسلامية بمنطقة آثار وسط الدلتا، إن جامع الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة يعد أحد التحف المعمارية في العصر الحديث، وسيكون أحد أهم المساجد الأثرية بعد مائة عام من الآن. وتابع سكر قائلًا إن المسجد روعي فيه المعايير الأثرية والطرز المعمارية، حيث تم بناؤه على عدة طرز منها الأيوبي والفاطمي، ويظهر ذلك أكثر ما يظهر في قباب المسجد، حيث يحوي المسجد قبة مركزية تعد هي الأضخم في مصر تحيطها أربع قباب، وفي هذا هو يماثل مسجد محمد علي في القلعة، لافتًا إلى أن المسجد يتميز بأربعة مآذن تبلغ الواحدة 95 مترًا من القاعدة وحتى نهاية هلالها النحاسي، وهذة المآذن على الطراز الحديث، والذي سيصير طرازًا أثريًا في المستقبل. وأضاف أن للمسجد 21 قبة موزعة بتناغم ومهارة حيث سيصير طراز المسجد بعد ذلك ومع مرور الزمن طرازًا معماريًا يميز هذا العصر وسيُضم جانبًا إلى جنب مع مساجد مثل الرفاعي، وجامع الفتح، والنور، إلا أن جامع العاصمة الإدارية أكثر تنوعًا في زخارفه وشمولًا. وعن قباب المسجد قال سكر، إن عددها 21 قبة، الرئيسية قطرها 33 متر وارتفاعها 44 متر، وحولها أربع قباب، ثم 6 قباب على المداخل الرئيسية قم 10 قباب على البوابات الخارجية. فيما قال الباحث الأثري تامر المنشاوي، إن المشهد تاريخي، ويحمل في جنباته مصر بأصالتها، حيث يجمع بين المنارة والمأذنة، بما يمثل رسالة سلام من قلب مصر، أرض الحضارات. وأضاف المنشاوي أن ما يدعوا للفخر هو أن هذا الإنجاز الضخم تم بأيدٍ مصرية خالصة، دون أي تدخل أو استعانة بخبرات أجنبية، وهو الأمر الذي يعطي الثقة في قدرة المصريين على إنجاز عمارة ستكون شاهدة عبر الزمن على هذا العصر.