أقدمت السلطات السورية على طرد بعثة "تقصي الحقائق" التابعة للأمم المتحدة من مدينة حمص بسبب ما أثاره وجودها من تظاهرات تصدت لها قوات الأمن بعنف، الأمر الذي أوقع ستة قتلى من المحتجين المدنيين. وكانت بعثة إنسانية للأمم المتحدة قد وصلت السبت إلى سوريا في زيارة تستغرق خمسة أيام. وبدأت البعثة يوم الأحد زيارة إلى بعض البلدات التي شهدت احتجاجات في ريف دمشق، والتقت بعض المواطنين في بلدتي "داريا" و"المعضمية" غرب العاصمة السورية. وقال "فرحان حق" مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة للصحافيين اليوم: إن "البعثة توجهت الاثنين إلى حمص كما كان مقررًا، وكانت هناك تظاهرة وطُلب من البعثة المغادرة لأسباب أمنية". وقتل ستة أشخاص وأصيب عدد كبير آخر برصاص قوات الأمن السورية خلال هذه التظاهرة، كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد "رامي عبد الرحمن": إن "مئات المتظاهرين خرجوا في شارع عبد الرحمن الدروبي في وسط حمص لدى سماعهم خبر زيارة بعثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة". من جانبه، أوضح "فرحان حق" أن تظاهرات حمص جرت في شارع بعيد عن مكان وجود أعضاء بعثة الأممالمتحدة الذين لم يتوجهوا إلى المناطق التي شهدت إطلاق نار. وذكرت المتحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية "اليزابيث بايرز" أن البعثة ستتيح للأمم المتحدة التفكير في وسائل تلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان وضمان عمل المرافق العامة (الكهرباء، مياه الشرب، الصحة ...). الأسد نكث بوعوده: من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" عن "انزعاجه" من "عدم التزام" الرئيس السوري بشار الأسد بتعهداته وقف عمليات قواته ضد المحتجين، بعد مقتل متظاهرين في حمص. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة في تصريحات له الاثنين على أن عدم وفاء الأسد بوعده وضع نهاية لعمليات الجيش والشرطة ضد المحتجين أمر "مزعج". وقال للصحافيين: إن "عدم التزامه (الرئيس السوري) بكلمته أمر يثير الانزعاج"، "آمل صادقًا أن يستجيب لكل مناشدات المجتمع الدولي ودعواته". وكان الأسد أكد ل"بان" الأربعاء الماضي أن عمليات قواته في المدن السورية توقفت. وبثت شبكتا "أوغاريت" و"شام" المعارضتان شرائط مصورة على الإنترنت لإطلاق قوات الأمن النار على مئات متظاهرين في ساحة الحرية في حمص لتفريقهم بعد مغادرة بعثة الأممالمتحدة، وأظهرت أربعة أشرطة إصابة أربعة أشخاص مباشرة في الرأس. وقُتل أمس شخصان آخران قرب "حماة" برصاص ميليشيا (الشبيحة) الموالية للنظام، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي قال: إن "الشبيحة" كانوا يحتفلون بعد تصريحات الأسد على التلفزيون السوري، وفتحوا النار في منطقة "مصياف"، ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة أربعة. وأضاف أنهم "هاجموا أيضًا المتاجر التي يملكها معارضو الأسد".