"ابن الليل" أحمد كامل ل"الفجر الفني": بدأت بمايك رديء وجهاز كمبيوتر ضعيف وأجري كان 100 جنيه (حوار)

* الجمهور هو صاحب القرار إذا كنت مطربًا أم لا؟، ولم أتوقع نجاحي على الإطلاق
*قررت الابتعاد عن الغناء بسبب أغنية "ياليل"، وأتمنى خوض تجربة التمثيل
"يا تاخد كل حاجة يا تخسر كل حاجة".. كلمات غيرت حياته وهو في سن العشرين وجعلته يكسر كل قيود الفشل والإحباط التي أصيب بها فترة كبيرة، بمايك رديء وجهاز كمبيوتر ضعيف الإمكانيات، قرر هو وصديقه (إسلام شيتوش)- اللذان يبعدان كل البعد عن الموسيقى والغناء- التعبير عن بيئتهم والتجارب الصعبة التي مر بها جيلهم بشكل عام، سنه تلو الأخرى، وكل الأبواب التي طرقها من أجل تحقيق حلمه أغلقت، ولم يلتفت أحد لموهبته وفكرته المختلفة في الغناء وتقديم الدعم له.

"ابن اليل"، لقب حفر في أذهان الجميع عندما تستمع لأغانيه ولو لأول مرة، هو المطرب الشاب أحمد كامل، الذي ولد بمنطقة دار السلام، ويبلغ من العمر 25 عامًا، وتخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، والذي أنفرد "الفجر الفني"، بأول حوار صحفي معه عن دخوله عالم الغناء، وحصوله على شهره كبيرة بين مطربين جيله،، وإلى نص الحوار:


* في البداية، نود أن نتعرف عليك بشكل تفصيلي؟
أنا من مواليد منطقة دار السلام، وابلغ من العمر 26 عامًا، تخرجت من كليه الحقوق جامعة القاهرة، والدي مفتش عام بوزارة الداخلية، ووالدتي باحثة برلمانية بدرجة وكيل وزارة، ولدي شقيق وشقية.

* وكيف اكتشفت موهبتك في الغناء؟
كنت برفقة صديقة لي بورشة غناء وتعليم الموسيقى بدار الأوبرا المصرية، وطلبت مني أجرب الغناء وبعد إلحاح منها، مسكت المايك وقدمت أغنية لم أتذكرها بالفعل، وكان رد فعلها مفاجأة بالنسبة لي وهو انني أتمتع بحنجرة مختلفة تؤهلني للغناء.

* كيف دخلت عالم الغناء؟
بدايتي كانت بغناء "الراب"، ومع الوقت زادت رغبتي في تقديم "الراب"، بشكل مختلف عن المعتاد، وعن موسيقى الغرب الخاصة بأغاني الراب، بالإضافة إلى سعي الدائم في طرح المواضيع النابعة من البيئة المحيطة، وليست مجرد أغاني تنال إعجاب الجمهور، وقرار الغناء جاء بدون تفكير فيه، "قمت من النوم كلمت شيتوس قلتله أنا هغني".

* من كان الداعم لموهبة أحمد كامل منذ البداية؟
أربع أطراف هم السبب وراء ما وصت له الآن على رأسهم أسرتي، ثم خطيبتي، وصديقي ورفيق رحلة المتاعب التي مريت بها إسلام شيتوس، فضلًا عن انه أول من آمن بموهبتي منذ البداية.

* ماذا الصعوبات التي وجهتها في بداية مشوارك الغنائي؟
الانتقادات وهدم طاقتي الايجابية وعدم تقديم الدعم المعنوي هم اكبر الصعوبات التي وجهتها، فالكثير كان ينظر إلىّ نظرة فشل، ولكن لابد أن نتفق على أن النجاح ليس سهلًا، ومقابل هذا النجاح خسائر كبيرة، وأنا وإسلام خسرنا وقت كثير، وانقطعت علاقاتنا بعدد كبير من أصدقائنا، بسبب انشغالنا طوال الوقت بالعمل، بالإضافة لتركنا منازلنا لفترات طويلة.

* كيف استطعت أن تكوين أستوديو خاص بك وهل وجدت صعوبات في ذلك؟
كنت لا أملك سوى مايك رديء وجهاز كمبيوتر ضعيف الإمكانيات سجلت من خلالهما أول أغنية لي بعنوان "ياليل"، وبعد فترة أجرت شقة، وبعد حصول أعمالي على صدى ومشاهدات عالية استطعت أن أكبر الأستوديو بإمكانيات أكبر وأقوى كباقي استوديوهات النجوم.

* هل تتعاون مع ملحنين أو شعراء في أغانيك التي ذاع صيتها؟
أنا من يلحن ويكتب كل الأغاني، إسلام شيتوس هو الموزع، فضلا عن إنني لم أكن أكاديمي ودارس للموسيقى يوم من الأيام، بالإضافة إلى موضوعات الأغاني التي أقدمها نابعة من التجارب التي يمر بها الكثير من جيلنا وأصدقائي المقربين.

* ما التصنيف الحقيقي ل أحمد كامل في مجال الغناء مطرب أم مؤدي أم مغني؟
أنا لا هذا ولا ذاك، وإلى الآن عندما يسألني أحد "ما عملك؟" لا أجد رد مناسب، وبالأخص أنني على يقين تام بأنني ليس مطرب ولا مغني، واترك اللقب والتصنيف للجمهور، فهو من يقرر إذا كنت مغنيا أم لا؟.

* أغنية "ياليل" كانت سببًا في قرارك بالتوقف عن الغناء؟
"ياليل" أول أغنية لي، وعلى الرغم من أنها أشهر أعمالي التي قدمتها؛ إلا أنني واجهت صعوبات كثيرة، حتى تظهر هذه الأغنية الى النور، فعندما توجهت لإحدى شركات الإنتاج لتدعمني بإمكانيات قوية رفضتني، في هذه اللحظة شعرت باليأس، وأن جميع أهدفي من الصعب أن تتحقق.

* كواليس مشاركة والدك في كليب "كانسر"؟
والدي كان يسألني عن الحالة الصحية لوالد صديقي "ميمو"، الذي أصيب بهذا المرض، فأخبرته أنني أبحث عن رجل كبير في السن ليقدم لقدم دور الأب بالفيديو كليب، وعلى الفور عرض على والدي أن يجسد هذا الدور.

* كيف ترى الأغاني المصرية في الوقت الراهن؟
أنا اقل من أن أقيم الأغنية بشكل عام سواء مصرية أو غربية، ولكن بالفعل أصبحت الأغنية ونوع الموسيقى أصبح يحتاج إلى التغير، لان معظم الأعمال أصبحت تشبه بعضها، فلا يوجد جديد في تقديم الموسيقى أو الكلمات؛ فعلى سبيل المثال أغاني الحزن معظمها عن خيانة الحبيبة للحبيب والعكس، بخلاف المطرب الذي يقدمها.

* وما الموقف الذي علمت من خلاله أنك اشتهرت؟
كنت جالس على مقهى في شارع المعز بالحسين مع أصدقائي، ولاحظت شاب ينظر إلىّ ويدقق في ملامحي من بعيد، فظننت انه يريد الشجار معي، وبعد دقائق قليله تحرك تجاهي وسال: "أنت احمد كامل اللي بيغني؟"، فشعرت بالاستغراب وأجبته: "اه أنا"، من فرحتي أنا الذي قمت بالتصوير معه.

* هل تتذكر كواليس أولى حفلاتك؟
عندما كان عمري 13 عامًا كنت أغني الراب باحترافية، وبعد إلحاح شديد استجاب لي أحد منظمي الحفلات لأشارك بفقرة أقدم من خلالها أغاني "الراب"، وفوجئ بتفاعل الحاضرين معي على الرغم من صغر سني، وبعد ذلك طلب مني أن أقدم تلك الفقرة مرة اخرى في حفله الجديد، وبعد انتهاء الحفل أعطاني 100 جنيه كأجر رمزي لنجاحي بالحفل، ومازلت احتفظ بها إلى الآن.

* هل تشجع أغاني المهرجانات الشعبية؟
في الواقع أغاني المهرجانات الشعبية سلاح ذو حدين؛ فإذا جردت المهرجانات من الكلمات والألفاظ الخارجة فلا مانع منها، وكل شخص له الحق أن ينتج ما يريد، طالما لم يؤذي أحد بالكلمات الخارجة، فضلا عن موسيقى المهرجانات ليس سيئة، فهي أصبحت لها سوق وجمهور كبير بمصر.

* وكيف ترى افتعال المشاكل بين نجوم المهرجانات عمدًا من أجل الشهرة؟
الموضع أصبح أضحوكة، وينقلب عليهم بمرور الوقت، ولا مقارنه بينهم وبين مطربين "الراب".

* من وجهة نظرك من الأخطر على المجتمع فن "الراب" أم "المهرجانات الشعبية"؟
المهرجانات أكثر خطورة، لأن ليس لديهم قيود أو حدود في المحتوى الذي يقدموه، أما فن "الراب"، فلديه قوانينه وقواعده الثابتة في الكلمات؛ فمن الصعب أن تجد مغني راب يقدم ألفاظ خارجة إلا بنسبة ضعيفة جدًا.


* أخيرًا،، ما جديدك خلال الفترة المقبلة وهل ستفكر في طرح ألبومات؟
اعمل في الوقت الراهن على الانتهاء من 20 أغنية، بالإضافة إلى 5 كليبات، وانتهيت بنسبة 95 % من تسجيلهم وتصوير الكليبات، وأبرز عناوينهم "وعد، وللأسف، ومبقتش أخاف"؛ وأما عن فكرة طرح البوم، فلا أفكر على الإطلاق في ذلك، لأنني ليس مؤهل بالقدر الكافي لخوض هذه التجربة في الوقت الراهن.