رحبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم بالأنباء التي اعلنتها المعارضة الليبية حول تمكنها من إسقاط نظام الديكتاتور معمر القذافي والسيطرة علي نحو 80% من مدينة طرابلس ودخول الساحة الخضراء التي اعتبرت رمز لحكم القذافي لسنوات طويلة والإحتفال بها وإعتقال إثنان من ابناء القذافي وهم سيف الإسلام ومحمد, وذلك بعد صراع دام لأشهر طويلة بدأ بإحتجاجات سلمية ثم تحول لصراع مسلح بعد أن قامت القوات الليبية الموالية للقذافي بإطلاق النار علي المتظاهرين السلميين. وكانت المعارضة الليبية التي تأثرت بالثورات في تونس ومصر قد دعت لإحتجاجات سلمية في شهر فبراير الماضي للمطالبة برحيل الديكتاتور معمر القذافي الذي يسيطر علي مقاليد الحكم في البلاد بعد أن وصل له آثر انقلاب عسكري في عام 1969 والذي سمي بعد ذلك بثورة الفاتح من سبتمبر نسبة ليوم الإنقلاب, وظل العقيد القذافي منذ ذلك الحين أي منذ 42 عاما يحكم البلاد مستخدما القمع الشديد للأصوات المناهضة لها, وحين استجاب المواطنين لدعوة المعارضة للإحتجاج السلمي وخرجوا بحشود كبيرة في غالبية المدن الليبية للمطالبة برحيله عن الحكم قام القذافي بإصدار تعليماته للجيش والشرطة بإطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين مما أسفر عن مقتل المئات من المواطنين الليبيين وهو ما دفع المعارضة الليبية لإستخدام الأسلحة للتحرر من سلطة تحولت الي عصابة تستخدم الأسلحة في مواجهة المتظاهرين السلمين ودخلت المعارضة فعليا في صراع مسلح مع القوات الموالية لنظام القذافي استمر أشهر عديدة تمكنت خلالها المعارضة من السيطرة علي غالبية المدن الليبية الا العاصمة طرابلس والتي تسكنها أسرة القذافي فقد تمكنوا من السيطرة علي غالبيتها أمس وفقا للأنباء الرسمية المعلنة من قبل المعارضة.
قرار اممي ضد نظام العقيد
وفي جلسته التي عقدت فجر الجمعة 18 مارس 2011 أصدر مجلس الأمن قرار حظي بتأييد 10 من أعضاءه وامتناع 5 آخرين عن التصويت دون ان تعارضه أي دولة من الدول الأعضاء,و يسمح القرار بإستخدام القوة ضد نظام العقيد معمر القذافي حيث قضي بتوقيع حظر الطيران في المجال الجوي الليبي لمنع القوات الموالية للقذافي من الإستمرار في استخدام الطيران في مواجهة الثوار الليبيين ولم يمتثل القذافي للقرار بل ظل يشن غارات علي المدن التي يتركز فيها الثوار الليبيين مما أسفر عن تدخل عسكري لبعض الدول الغربية أعطي الأفضلية للمعارضة في مواجهتها مع القوات الموالية للديكتاتور.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان “إن الأمر الذي يجب أن يعلمه كل الطغاة في المنطقة العربية أنه لا أحد فوق إرادة الشعوب وعلي الجميع الإمتثال لها لآن محاولتهم في كسر تلك الإرادة ما هي الا مضيعة للوقت فمهما كانت قوة الحكام الطغاة ستنتصر الإرادة الشعبية في نهاية المطاف حتي وإن احتاج هذا النصر الإنتظار لسنوات , فشرعية الحاكم هي في الأساس قائمة علي منح المواطنين بعض الصلاحيات له لإستخدامها في تسيير شئون البلاد وخدمة مصالحها وإن فقد الشرعية لم يعد له الحق في التمتع بتلك الصلاحيات فلم ولن يعرف التاريخ الإنساني ان هناك حاكم يمكنه أن يهزم شعب”
وقد دعت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان المعارضة الليبية في حالة تمكنها من اعتقال العقيد معمر القذافي تقديمه لمحاكمة عادلة ومعاقبته علي جرائمه من خلال محاكمة عادلة ومنصفة ,من المؤكد ستكشف كافة جرائمه ويجب أن تصدر حكمها وفقا للشرعية التي يرتضيها الشعب الليبي.
ومن جانب آخر دعت الشبكة العربية كافة الطغاة في الوطن العربي وخاصة الديكتاتور السوري بشار الأسد الي تعلم الدرس الذي يشاهدوه أمام اعينهم الآن في ليبيا وأن لا يكرروا اخطاء نظام القذافي والإستجابة لإرادة شعوبهم حتي آن كانت رحيلهم عن الحكم حقنا لدماء المواطنين.