يشدون الرحال بعد أن تزودو بالمأكل والمشرب، في طريقهم الى ل"الحج الى حميثرة"، تلك البقعة المباركة على أرض مرسى علم، بمحافظة البحر الاحمر، لأداء مناسك "الحج الاصغر"، للمشاركة في احتفالات الذكرى السنوية للعارف بالله أبي الحسن الشاذلي، التي تقام بوادي "حميثرة" يوم وقفة عرفات من كل عام. - قصة حميثرة "في حميثرة سوف ترى"، تلك هي قصة الحج الى مقام سيدي أبي الحسن الشاذلي، "قبلة" للصوفيين والمريدين، ويصرون على زيارته، رغم تعرضهم إلى معاناة السفر والترحال، والذي وافته المنية أثناء ذهابه الى الحج، في موقع جبل حميثرة. - رؤية أنوار الكعبة يقول سعد حسين، أحد مريدي الشيخ، إن الرحلة متعبة وصعود الجبل ليس بالأمر اليسير، ولكنني أصر على الذهاب في كل عام، مشيرًا الى أن هناك العديد من قام ببناء ببيوت من الحجارة ليمكث فيه ويتعبد هناك، خاصة وأنه يمكنك أن ترى أنوار مكة من أعلى جبل حميثرة، على حد قوله. - دراويش الشاذلي ويشير أيمن الوكيل، باحث، الى أنه في كل عام ينتظر المريدين من كل بقاع المحافظات بمصر ومن دول أخرى، خير يوم تشرق فيه الشمس على الأرض، يوم يباهي الله ملائكته بعباده، حيث يظنون أن وقوفهم في وادي وجبل حميثرة هو مشهد يماثل وقوف حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة، فيمنون أنفسهم بأن يكونوا من الفائزين بالتوبة والغفران، هم دراويش أبي الحسن الشاذلي الذين أتوا ليحجّوا الحجة الصغرى. ويوضح أنه تبدأ الشعائر الصوفية بحضور مريدي ومحبّي الشيخ في ذكرى مولده، ثم يصعدون جبل حميثرة يوم الوقفة، تزامنًا مع ما يفعله حجاج بيت الله الحرام من وقوف في "عرفة"، ويتناوبون على زيارة ضريح الشاذلي مرددين عبارة "مدد يا شاذلي". وبعد طلبهم المدد يطلقون أمانيهم ودعواتهم، ويبنون ما يُشبه البيوت من حجارة الجبل، معتقدين أنهم بهذا العمل يبنون لأنفسهم بيوتًا في الجنة. - من هو الشاذلي؟ العارف بالله أبو الحسن الشاذلي.. ولد عام 571 هجرية، ببلاد المغرب، ويرجع نسبه إلى إلى الحسن بن المثني بن سيد شباب أهل الجنة، أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتقل أبوالحسن إلى تونس، ولم يتجاوز العاشرة من عمره، وتتلمذ في صغره على يد الإمام عبدالسلام بن مشيش في المغرب، وكان له أثر في حياته العلمية والصوفية، واعتكف بجبل زغوان في تونس، وهناك ارتقى منازلا عالية، ثم رحل إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد، وأبو الحسن علي، وأبوعبدالله محمد، وابنته زينب. وذاع صيته على أنه من أقطاب الصوفية في العالم، حتى وافته المنية سنة 656 هجرية، عندما كان في طريقه إلى وادي "حميثرة"، وكان يردد إلى أحد تلاميذه حين أمره بحمل فأس ومقطف خلال رحلة الحج، عندما سأله "لماذا؟"، المقولة الشهيرة "عند حميثرة سوف ترى"، وتوفي بالفعل في وادي "حميثرة"، ودفن هناك ليقام الضريح والمسجد، ويصبح مزارا لمريدي الشيخ. - استعدادات لحج الصوفية وأنهت محافظ البحر الأحمر، جميع الاستعدادات للاحتفال بمولد العارف بالله أبوالحسن الشاذلي، واستقبال المريدين من مختلف محافظات مصر وتوفير الخدمات للزوار. وقال اللواء عاطف وجدي رئيس مدينة مرسى علم، إن مجلس المدينة أنهى كافة الاستعداد لاستقبال زورا المولد، وجٌهزت القرية بكافة الخدمات لاستقبال الزوار. وأعلنت الوحدة المحلية لمدينة مرسى علم عن توفير الخدمات الصحية وسيارات الإسعاف لخدمة زوار مقام الشاذلي، وجرى زيادة سيارات الإسعاف في فترة الاحتفال بالمولد والدفع بأطباء من الوحدة الصحية واستعداد مستشفى جراحات اليوم الواحد لاستقبال أي حالات طوارئ. حيث تم زيادة عدد سيارات الإسعاف خلال فترة الاحتفال بمولد العارف بالله سيدي أبوالحسن الشاذلي، حيث تم الدفع بعدد 3 سيارة إسعاف ليصبح عدد السيارات بنقطة إسعاف القرية 4 سيارات وسيارة بمنطقه حفافيت، وعدد 2 سيارة إسعاف بمنطقة الشيخ سالم، وعدد 2 سيارة إسعاف بكمين البرمية. كما توفرت المواد والخدمات أثناء الاحتفال وتخزين كميات كبيرة من المياه في خزانات التكديست، وكٌلف الطب البيطري بالإشراف والكشف على الذبائح، وقامت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بتكديس المياه لتصل إلى أقصى كمية بخزانات المياه والمشربيات لخدمة الزوار.