صدر كتاب "الحكواتي" للكاتب والروائي والباحث الشاب محمد أمير، بالمكتبات عن دار الراوي للنشر والتوزيع، والذي تعد التجربة الأولى في سرد التاريخ كهيئة الحواديت بلسان العامية عوضا عن المصطلحات اللغوية بالفصحى والتي تصبح صعبة قليلا على غير الدارسين للتاريخ. يقول الكاتب محمد أمير في مقدمة كتابه: حين بدأت في سرد الأحداث التاريخية المختلفة على صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك", لم أكن أظن يوما انني سوف أتجه لنشرها ورقيا قط, كانت فقط مجرّد عادة أعشقها منذ الصغر الا وهي السرد التاريخي، التاريخ البعيد عمّا يكتبه المنتصر دائما, التاريخ الحقيقي للأحداث وما رآه المعاصرون للحدث.
حلمت دوما أن يعشق الكل التاريخ من باب القصة فقط, درجة الاستمتاع و شعور القاريء بالحدث كأنما يعيشه, شيء من درب ما اشعر به دوما وانا أقرأ التاريخ, ذلك الشعور بالأماكن التي دار فيها قتال ما, او مذبحة ما, او حدث غيّر التاريخ المعروف للأبد, ثم بدأت في سرد الحدث بأسلوب بسيط بالعامية السهلة التي تجعل من القصة أكثر امتاعا خاصة على هؤلاء الذين يكرهون التاريخ وصعوبته والبحث فيه, وقد كان, وما هي الا بضعة أيام حتى لاقت المقالات بعضا من الانتشار الجيد بين المتابعين, وهو ما كنت أصبوا اليه من الأساس, الا هو ان أكون سببا في تعلّق الناس بالتاريخ والاستمتاع به, ثم كانت الخطوة والتي أعتبرها تجربة في كل حالاتها جيدة سوف أتعلّم منها درسا, الا وهي النشر الورقي.
اما عن اختياره لأسم "الحكواتي" وعن اختياره للعامية فيقول : الحكواتي كانت وظيفة ذاع صيتها منذ قديم الأزل, رجل يجتمع حوله الناس في المقاهي والحدائق العامة, يسرد بعض القصص التاريخية على العامة بعاميتهم, العامية المصرية في مصر او الشامية في سوريا, كان رجل ملم بالتاريخ, يستخدم السرد البسيط ليقص عليهم ما حدث قديما, بيبرس وقطز والمماليك والايوبيين وغيرها من القصص, أحيانا كان يستخدم اسلوب التمثيل في بعض المقاطع فيمثّل مشهدا ما بصوته واداء بعض الحركات, وفي الصعيد هناك عازفي الربابة وساردي السيرة الهلالية وهم مشهورون الى الآن, اذن فهي وظيفة مهمة جدا تخلّد التاريخ الشعبي في وجدان العامة و تحبب العوام في تاريخهم وبطولاتهم، ولهذا اخترت ان تكون سلسلة مقالاتي العامية بالحكواتي.
محمد أمير، هو كاتب روائي شاب وباحث في التاريخ, بدأ مشواره الأدبي العام 2016 في معرض القاهرة الدولي للكتاب, ومن مؤلفاته الروائية : "دماء مقدسة" الصادرة عن دار ابداع للنشر والترجمة والتوزيع , "أصحاب العهد" الصادرة عن دار أكتب للنشر والتوزيع والتي تم ترشيحها لجائزة ساويرس وجائزة الشيخ زايد للكتاب, ورواية "الخديوي" الصادرة عن دار أكتب للنشر أيضا, وقد ذاع صيته مؤخرا نتيجة لمنشوراته التاريخية على موقع التواصل الأجتماعي الفيس بوك والتي لاقت انتشارا موسعا على مستوى الجمهورية خاصة بين الشباب الذين أشادوا بدور "محمد أمير" في تعزيز علاقاتهم بالتاريخ وتوسيع دائرة الأهتمام العامة لتتحول تجريجيا الى التاريخ ككل, كما فجّر الباحث "محمد أمير" الكثير من الموضوعات الغامضة على المستوى الأعلامي والتي لاقت جدلا موسعا بين الأوساط الأعلامية والعامة .
ومن المنتظر أن يقام حفل توقيع وصدور كتاب "الحكواتي" خلال الشهر الجاري.