لكل واحدة منهن قصة وحكاية ولغز ليست مصادفة، أن تتحرر عائلة عمرو دياب من القيود المجتمعية، التى فُرضت عليها كضريبة التزمت بدفعها طوال عقدين أو أكثر من الزمان، نظير ما حققه «الهضبة» من شهرة عالمية، كرد فعل منطقى للغاية على قراره الشخصى الذى اتخذه مؤخرًا، بعيش حياة جديدة، له كل الحق فى أن يعيشها بالطريقة التى تشعره بالراحة وتحقق له السعادة، لتبدأ مرحلة جديدة فى حياة كل أفراد عائلته، بدءًا من الوالد النجم.. ومرورا ببناته، لتنحصر حياتهم بين الحب والحرية فقط لا غير. البداية كانت عند زينة عاشور، الأم التى نصحت أولادها: «عيشوا أحرارا فإن الحرية وجهة نظر خاصة»، لتتحول حياة العائلة التى حافظت على هدوئها واستقرارها لسنوات، فى ظل العوامل المشتركة بين أفرادها، وعلى رأسها ملامحهم الثابتة، ابتسامته الناعمة، فرحين بالحياة بعيدًا عن الأضواء والأخبار، خاصة بعد استقرار زينة والأولاد فى لندن. زينة تعشق الاستقرار أكثر من الحياة الزوجية نفسها، هى بطبعها لا تميل إلى الشهرة، إذ كانت لا ترافق عمرو دياب فى أغلب حفلاته وجولاته. وتكتفى فقط بالاهتمام بالأولاد، ورغم غيرتها الشديدة فى أول زواجها، إلا أنه بمرور الوقت أصبح الوضع أكثر بروداً ومللاً. وهناك واقعة شهيرة، منذ أكثر من 10 سنوات، فى حفل الفلانتين للهضبة بأحد الفنادق الكبرى، وكانت ترافقه زينة عاشور وبعض الأصدقاء، وفى منتصف الحفل، توقف الهضبة عن الغناء، واستأذن الجمهور ليقول happy valentine لزوجته، توجه إليها فى آخر القاعة، وقبل يديها وهو يقول لها «كل سنة وأنت طيبة يا زوزو»، لكن المفاجأة تجلت فى عدم اهتمام «زينة» بالأمر إطلاقاً، وابتسمت ابتسامة باردة، وأكملت حديثها مع صديقتها الأنتيم، وتركت الهضبة واقفاً أمامها، وأحرجته أمام كل الحضور. «نور»، الابنة الكبرى للهضبة، ترفض الظهور والأضواء منذ صغرها، واعترفت لصديقاتها الأنتيم وقتها حبيبة معوض، ابنة المخرجة إيناس الدغيدى، وبثينة الكحال الشهيرة ب«بوسى كات»، بكرهها للكاميرا والتصوير، لأنها ترى نفسها قبيحة. بدأت نور تشعر بالعقُدة فى سن مبكرة، وتحديدا فى صيف 1996، عندما أطلق الهضبة ألبوم «نور العين»، وهى الأغنية التى تكلم عنها العالم وعن الفيديو كليب، بعدما اختارها باسم ابنته الكبرى، وهو نفس التوقيت الذى عادت فيه والدتها شيرين رضا للتمثيل والأضواء بفيلم «نزوة» مع أحمد زكى. ورغم صغر سن نور، لكنها كانت لا تطيق شهرة والدها وجمال والدتها، وبالفعل بعدها بعام، وبعد فيلم «حسن اللول» تحديداً، توقفت شيرين رضا عن التمثيل، رغم الكثير من العروض التى عرضت عليها بعد مشاركتها لبطولات مع أحمد زكى، وتفرغت لابنتها، وهذا سر تعلق نور بوالدتها أكثر من والدها لفترة طويلة. وعانى الهضبة من رفض نور أن تعيش معه فى قصره بكومباوند شهير على طريق مصر إسكندرية الصحراوى. رغم أنه عمل جناحا خاصا لها، منفصلا عن باقى القصر، لكنها كانت ترفض وجودها فى المنزل لفترات طويلة، وتفضل الإقامة مع والدتها، وهو ما أثر فى نفسية الهضبة طوال السنين الماضية، حتى قررت نور أن تعيش خارج مصر، وتستقر فى لندن بعد ثورة 25 يناير 2011. تخلصت نور من الكثير من العٌقد خارج مصر، وأصبحت أكثر طبيعية وثقة فى نفسها، فهى لم تكن تعانى من عُقدة الشهرة والأضواء والجمال فقط، لكنها كانت تركت مصر بألم الفراق للشخص الذى أحبته منذ طفولتها، الhero من وجهة نظرها، الشخص الذى اكتمل بأسطورة صنعتها فى خيالها منذ الطفولة، فهو ابن رجل أعمال وإعلانات وميديا شهير جدا، وصديق قديم لعائلة والدتها. جمعت بينهما قصة حب طويلة، لكنها فشلت بسبب قلة ثقة نور فى نفسها، وهو ما أحدث الكثير من المشاكل بين الطرفين، خاصة أنه شاب وسيم ومشهور، يعمل مع والده فى نفس المجال، وحوله الكثير من البنات والمعجبات من كل أنحاء العالم. انتهت القصص التى عانت منها نور فى مصر، لتبدأ قصة العلاج النفسى فى لندن، بدأت التركيز فى الدراسة، تدريبات الرقص، الرياضة، والجلسات العلاجية مع أخصائيين نفسيين ومدربين life coach، وهو بالفعل ما ساعدها فى تجاوز كل ما حدث فى حياتها الماضية، كما جعل علاقتها بالهضبة تبدأ من جديد، خاصة بعد الكثير من زياراته لها وقضائهما الوقت معاً بمفردهما بدون أضواء وسوشيال ميديا. تمتعت نور بكامل ثقتها فى نفسها، وأصبحت تهتم بشكلها ومظهرها جداً، خاصة بعد نصيحة الأخصائيين لها أن الجمال جمال الروح والثقة بالنفس، أما الشكل والمظهر فهو فى غاية السهولة، بإمكانها تغيير ما تحلم به، لون شعر، عدسات، حتى لو لجأت لعمليات التجميل. استعادت نور حيويتها وثقتها بنفسها، وعشقت الحياة بشكل آخر، فبدأت تقوم بتجربة كل شيء فى وقت قصير، لدرجة أنها كانت تقوم بتغيير لون شعرها ولون العدسات اللاصقة كل فترة قصيرة، وأصبحت الشخص الأول فى حياة الهضبة، التى ساندت والدها فى فكرة ارتباطه من دينا الشربينى، خاصة أن والدتها صديقة دينا المقربة. ونور الآن تدعم أى شيء خاص بالسعادة، وبمجرد أن رأت سعادة والدها فى ارتباطه شجعته، وتقربت من دينا لتقارب سنهما ببعض. «عيشوا أحرارا فإن الحرية وجهة نظر خاصة»، هى النصيحة التى وجهتها زينة عاشور لأبنائها عبدالله وكنزى بعد تخرجهما. وتصادفت تلك النصيحة مع نشر كنزى صورة برفقة صديق على الانستجرام، وهى الصورة التى أشعلت مواقع التواصل الاجتماعى، لدرجة أن الفتاة أغلقت التعليقات على هذه الصورة تحديداً. كنزى تربطها بصديق شقيقها عبدالله علاقة صداقة منذ الطفولة، وبينهما الكثير من الذكريات والسفر. أما عُدى، صديقها، فهو شاب نصفه أجنبى لوالدته والنصف الآخر عربى لوالده، منذ شهور، تطورت العلاقة بينه وبين كنزى، لتبدأ قصة حب بعد سنوات طويلة من الصداقة. كنزى بطبعها خجولة، لكنها تجرأت أخيراً لتعلن عن حبها لأفراد عائلتها، ما شجعها أن تنشر صورتها معه. أما جنى، الابنة الصغرى فى عائلة الهضبة، فتعيش عالما آخر من الحياة، تعشق الهضبة وتتجاهل أخطاءه، تعتبره حراً ولم تتأثر بشكل مباشر من علاقته بدينا الشربينى، رغم أنها لم تقم معه لوقت طويل مثل أشقائها، الذين عاشوا طفولتهم فى منزل واحد مع والدهم والدتهم. وربما يكون هو السر فى تعلقها به أكثر من أشقائها، خاصة أنها تفتقد فيه الأب وليس النجم، بالعكس هى لا تشعر بنجوميته بالشكل الكافى، لأنها تعشق نجوم الموسيقى فى العالم، ولا تلتفت للعرب وعندما بدأت تمارس هوايتها فى الغناء والتأليف، لم تطلب من الهضبة المساعدة فى البداية، لكنها أرادت أن تساعده بتأليف جزء من أغنية «لا لا» فى ألبوم «أحلى وأحلى»، وبعدها أصبح يأخذ برأيها. هى مشغولة أغلب وقتها بالغناء، حتى فى أسوأ حالاتها النفسية، تغنى فى غرفتها، ولم تدخل أيا من قصص الحب مثل باقى أفراد عائلتها، لكنها لم تخف شعورها الجديد بإعجابها بابن صديقة والدتها، الذى يكبرها بأعوام، وصديق عبدالله وكنزى المقرب.