من المنتظر أن يشهد هذا الأسبوع لقاء الزعيم الكورى الشمالى، كيم جونج أون، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى سنغافورة، لإجراء محادثات تاريخية هى الأولى بين رئيسين أمريكى وكورى شمالى. ويأمل ترامب أن تطلق قمته مع كيم إشارة البدء لعملية تتوج فى نهاية المطاف بتخلى كوريا الشمالية عن الأسلحة النووية، ولكن منظور كوريا الشمالية كان دائماً أكثر غموضا، وأكدت الافتتاحية فى جريدة رودونج سينمون فى كوريا الشمالية، أن كيم سافر إلى سنغافورة للقاء ترامب لإقامة علاقة جديدة لتلبية المتطلبات المتغيرة للحقبة الجديدة. 1- تحولات سياسية بشكل عام، يعمل كلا الجانبين على إطار يسمح لترامب وكيم بالعودة إلى وطنيهما منتصرين، وفى ظل الفضائح السياسية التى تحيط بإدارته، يتطلع ترامب إلى القمة كوسيلة لتعزيز دعمه السياسى فى الداخل، ومن جانبه يريد كيم رفع العقوبات الدولية وتجنب العزلة والمعاناة الناتجة عن استراتيجية «أقصى ضغط» التى تطبقها الولاياتالمتحدة على بلاده، ولكن كيم يريد أكثر من مجرد راحة اقتصادية ومن المتوقع أيضاً أن يطلب ضماناً لأمن نظامه وسيكون من الصعب الحفاظ على مثل هذا الضمان. ويمكن أن تساهم هذه القمة فى تغيير المشهد السياسى فى المنطقة، وفى 27 مايو، أعرب رئيس كوريا الجنوبية مون جاى عن رغبته فى البناء على هذا التقارب الأمريكى الكورى، من خلال متابعة قمة ترامب- كيم مع قمة ثلاثية وإعلان نهاية رسمية للحرب الكورية، تبقى الكوريتان فى حالة الهدنة بعد حرب 1950- 1953. 2- إجراءات أمنية استثنائية قال رئيس الوزراء السنغافورى، لى هسين لونج، إن تكاليف استضافة قمة ترامب-كيم التاريخية وصلت إلى حوالى 20 مليون دولار وأضاف «إنها تكلفة نحن مستعدون لدفعها من أجل مساعى الأمن فى المنطقة»، كما أشار إلى أن تكاليف الأمن ستشكل حوالى نصف هذا الرقم. ويتولى تأمين الرئيس الكورى الشمالى فريق من الحراس الشخصيين الذين يحطيون به فى ثلاثة خطوط مختلفة، ووصل هذا الفريق على متن اثنتين من الطائرات الخاصة. ويتولى أعضاء قيادة الحرس عدداً من الوظائف اللوجستية أو التقنية، على سبيل المثال يحتفظ هؤلاء الحراس بالمشروبات الكحولية والأطعمة والسجائر التى يفضلها كيم لتقديمها إليه إذا طلبها أثناء تواجده فى سنغافورة، كما يقومون بفحص أى طعام أو شراب قبل تقديمه لرئيس كوريا الشمالية. 3- فريق المفاوضين المفاوضات الفعلية ليست بين كيم وترامب ولكن بين فريقين من المفاوضين، فمن كوريا الشمالية يضم فريق المفاوضين الجنرال كيم يونج تشول، نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم أو الرجل الحديدى فى النظام. أما الوجه السياسى الأكثر إثارة للجدل فى الفريق الكورى فهو كيم يو جونج، شقيقة رئيس كوريا الشمالية، وتشغل منصب نائب مدير قسم الدعاية فى الحزب ويقال إنها العقل المدبر وراء صياغة الصورة الجديد للرئيس الكورى باعتباره رجلا قريبا من شعبه. أما العضو الثالث فى الفريق الكورى فهو وزير الخارجية رى يونج وهو سياسى مخضرم شارك من قبل فى صياغة تفاصيل صفقة لتجميد النشاط النووى فى التسعينيات وكان كبير المفاوضين خلال محادثات نزع الأسلحة النووية السداسية التى توقفت قبل عقد من الزمان. ويضم الجانب الأمريكى وزير الخارجية مايك بومبيو المهندس الرئيسى لهذه القمة، وجون بولتون مستشار الأمن القومى، وأندرو كيم أبرز المتخصصين فى الشأن الكورى فى وكالة الاستخبارات المركزية، وسونج كيم المبعوث الأمريكى الحالى للفلبين، وأخيراً أليسون هوكر، الخبيرة فى الشأن الكورى فى مجلس الأمن القومى.