تزوجت من الملك فؤاد، وكان يكبرها بعشرين عامًا، وأنجبت منه خمسة أبناء، وقيل إنه كان شديد الغيرة عليها، يخفيها داخل جدران القصر ويعين الجواسيس لمراقبتها دائما، إنها المكلة نازلي الذي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم التاسع والعشرون من مايو. كان والدها عبدالرحيم باشا صبري وزير الزراعة، ودائم التنقل بين القاهرة والإسكندرية على أن مقره الأول كان في القاهرة في عابدين، ثم انتقلت أسرة عبدالرحيم باشا صبري إلى قصر آخر في الدقي، والدتها كانت كريمة محمد شريف باشا "أبو الدستور"، واضع دستوري 1879 ودستور الثورة العرابية 1882.
غيرة الملك فاروق عليها
تزوجت من الملك فؤاد، وكان يكبرها بعشرين عامًا، وأنجبت منه خمسة أبناء، " الملك فاروق، الأميرة فوزية، الأميرة فائزة، الأميرة فائقة، ثم الأميرة فتحية"، و قيل إن الملك كان شديد الغيرة عليها، يخفيها داخل جدران القصر ويعين الجواسيس لمراقبتها دائما، كما خرجت شائعات تفيد أنه كان كثيرًا ما يعذبها وعندما توفي في إبريل 1936 شعرت نازلي بالحرية للمرة الأولى.
دورها في تولي فاروق الحكم
ولعبت الملكة نازلي دورا كبيرا بعد وفاة الملك فؤاد، في تولي الملك فاروق للعرش، حيث كان فاروق عند وفاة والده لم يبلغ السن القانونية التي تمكنه من تسلم كامل سلطاته الشرعية، فعينت لجنة وصاية عليه كان يرأسها أبرز الطامعين في الحكم وقتها الأمير محمد علي توفيق، الأمر الذي دفع بالملكة نازلي لاستصدار فتوى من الإمام المراغي بأن يتم حساب عمر فاروق بالتقويم الهجري، كما يجوز له أن يتصرف في أمواله عندما يبلغ 15 عامًا من عمره، ليتسلم فاروق حكم البلاد وهو في عمر 17 سنة ميلادية، و18 سنة هجرية، طبقا للدستور الذي ينص على احتساب التقويم بالهجري.
وفي 1935 تم اختيار أحمد حسنين باشا رائدا لولي العهد الملك فاروق، في بعثته الدراسية إلى لندن، وكان عمر فاروق وقتها 15 عامًا، وخلال الرحلة توطدت العلاقة بين فاروق وأحمد حسنين إلى درجة كبيرة، حيث منحه كامل الحرية، الأمر الذي كان يشكل تعويقًا للقائد العسكري عزيز المصري، في تأهيل فاروق على نحو من الانضباط والصرامة، فكان حسنين باشا يفسد ما يقوم به عزيز المصري.
علاقة عاطفية مع أحمد حسنين
وارتبطت الملكة نازلي بعلاقة عاطفية مع أحمد حسنين، استمرت لما يقارب 9 سنوات، إلى أن توفي في حادث السيارة الشهير ذات يوم ممطر على كوبري قصر النيل، حين اصطدمت به سيارة نقل جنود تابعة لجيش الاحتلال البريطاني، أعقبها تزوجت الملكة نازلي من أحمد حسنين "عرفيًا" بموافقة الملك فاروق، وظلت نازلي زوجة لأحمد حسنين عرفيًا حتى وفاته، ووفقا للشائعات التي ترددت عن العلاقة بينهما.
رحلتها خارج مصر
قررت عام 1946 الرحيل عن مصر، فجمعت ما تسني لها من الأموال في سرية تامة، وأذن لها الملك فاروق بالسفر إلى فرنسا بحجة العلاج من مرض الكلى، وبالفعل سافرت إلى سويسرا ومنها إلى فرنسا، واستقرت فيها للعلاج عدة أسابيع ولكن حالتها لم تتحسن. فسافرت إلى الولاياتالمتحدة للعلاج أيضًا، وإصطحبت معها ابنتيها فايقة وفتحية وكل من كان معها في فرنسا بما فيهم موظف علاقات عامة صغير اسمه رياض غالي مسيحي الديانة.
قامت ضجة كبيرة في مصر بعد زواج الأميرة فتحية من رياض غالي، وسمت نفسها باسم ماري إليثابس وأعتنقت المسيحية هي ووالدتها نازلي ومالبث الملك فاروق أن أصدر قرارًا بحرمانها من لقب "الملكة الأم" في جلسة مجلس البلاط في 1 أغسطس 1950، وتم الحجر عليها للغفلة وإلغاء وصايتها على ابنتها الأميرة فتحية.
بالرغم من ذلك اشترت بيتين أحدهما في بيفرلي هيلز والآخر في هاواي وأعطت لرياض غالي توكيلا عاما بإدارة أعمالها، لكنه خسر كل أموالها وابنتها في استثمارات فاشلة ورهن البيتين وتراكمت عليه الديون، مما إضطرها إلى أن تشهر إفلاسها سنة 1974، سكنت بعد ذلك شقه متواضعه في حي للفقراء اسمه "ويست وود" في مدينة لوس أنجلوس، حصلت الأميرة فتحية على حكم بالطلاق من رياض غالي بعد انفصالهما من سنة 1965، وفي العام 1976 قام رياض غالي بقتل الأميرة فتحية بإطلاق عدة رصاصات عليها ثم حاول الانتحار، وبعد وفاه ابنتها عاشت "نازلي" إلى أن توفيت في مثل هذا اليوم 1978، ودفنت في الولاياتالمتحدة بعد مراسم دفن تمت في أحد كنائس لوس أنجلوس.