تشاهد أثناء سيرك في شوارع محافظة قنا، رجل رشيق، يلتف حوله العديد من الأطفال الصغار، حتى كبار السن، يتحرك برشاقة وسرعة، ممسكًا بإناء يسيل منه خيوط العجين، ليرسم بها دوائر بيضاء، والتي سرعان ما تتحول إلى الصفراء، ليأكلها المواطنون بنظرهم للذتها. فنصبات الكنافة، التي تتزين لاستقبال روادها، خاصة بالقرب من الميادين المهمة والمساجد الكبيرة بالمحافظة، ليشاهدوا صانع الكنافة، وهو يتمايل بلفاته المحسوبة لصنع خيوط الكنافة البلدي الشهية. "الكنافة البلدي" أحد أهم العلامات المميزة لشهر رمضان الكريم، حيث اعتاد أهالي القرى والنجوع بمحافظة قنا، على شرائها، والتي تعد من أشهى مأكولات الزمن الجميل، وسط غلاء أسعار الكنافة الآلي. وتعد الكنافة، أحد أهم علامات رمضان فى الكثير من المنازل، وبالنسبة للعديد من الأسر، والتي يكون لها قوام مختلف، عن الكنافة الآلية، والتى تفضلها ربات المنازل، فى صنع العديد من الأًصناف والأشكال بالكنافة. "العم عبدالرحيم" الكنفاني، من أحد رواد صانعي الكنافة البلدي بقنا، والذي توارثها أبًا عن جد، أكد أن الكنافة البلدي لها زبائنها المداومين على شرائها، مشيرًا إلى أن "سر الصنعة" هو الأساس. ويشرح لنا " العم عبدالرحيم" طريقة عمل الكنافة البلدي، والتي تعتبر بسيطة جدًا وهي تبدأ ببناء فرنًا خاصًا لتسوية الكنافة قبل رمضان، دائرى الشكل طوله متر ونصف، وله فتحة لإشعال النار، تعلوه صاجة مستديرة ونصنع العجين بحلة للعجين ونأخذه بمغرفة كبيرة لغرف العجين السائل من الحلة إلى الإناء المثقوب الذي نطلق عليه اسم "كوز". وتابع العم عبدالرحيم، أنني أقوم بلف الكوز على الصينية وصنع حلقات ودوائر منتظمة من أجل عمل "كربال"، وهو الذي يتحول من اللون الابيض الفاتح الى الذهبي، حال نضج الكنافة، التي يأكلها المواطنون على السحور باللبن أو السمن والسكر. "أنا مش بحس برمضان غير لما اشتري الكنافة البلدي واعملها بالسمن والسكر"، هكذا قال طلبة سعيد، مواطن، في حديثة لكاميرا "الفجر"، مشيرًا إلى أن الكنافة البلدي هي الأصل بنظره.