عاد بارما مرة أخرى إلى الدوري الإيطالي "الكالتشيو"، بعد أن قام بمعجزة كروية لا تُصدق، حيث هبط الفريق عام 2015 إلى الدرجة الرابعة بسبب إفلاسه، قبل أن يُكافح ويُقاوم ويصعد للدرجة الثالثة ومنها للثانية وبعدها للأولي ومن ثمَ إلى الكالتشيو حيث دوري الأضواء والشهرة والنجوم والأموال. عودة بارما إلى الكالتشيو، ليست أي عودة فحسب، بل هي عودة ستكتب في كُتب التاريخ، وستُسجل بأحرف من ماس، ظهور بارما مجددًا في الدوري الإيطالي الممتاز، كان أليساندرو لوكاريلي قائد الفريق سببًا رئيسيًا فيها، بل أننا يمكننا القول بأنه صاحب الفضل فيما وصل إلى الفريق العريق.
نعود إلى الوراء قليلًا، إلى عام 2015 حيث أعلن نادي بارما إفلاسه، ليهبط مباشرة إلى الدرجة الرابعة، وليقوم الكثير من اللاعبين بفسخ عقودهم لأنهم لا يريدون اللعب مع فريق هبط للدرجة الرابعة.
بعد الهبوط كل من في النادي أصابه اليأس المُدقع، أيقن الجميع وقتها أن بارما مات وأنتهي، إلا هو لوكاريلي كان واثقًا أن بارما سيعود ليري النور، كان يغسل ملابس الفريق في منزله، أمر زملائه بالمجييء إلى النادي بسياراتهم الخاصة بعدما تم بيع حافلة الفريق، بسبب الأزمة الطاحنة التي عصفت بِه. قال لوكاريلي جُملته الشهيرة :" لو كان الموت مصيرنا أنا وبارما فَ سنموت سويًا"، كل من قالوا سنكون مخلصين لبارما رحلوا من أجل المال والشهرة، إلا هو بقيَ صامدًا ومخلصًا ومضحيًا من أجل بارما الكبير الذي لن ولم يموت.
ظل كفاح لوكاريلي طيلة 3 سنوات كاملة، لا يكل ولا يمل، يُضحي من أجل فريقه، كان واثقًا من قيادة بارما للصعود من الدرجة الرابعة للثالثة للثانية للأولي ومن ثم "للسيريا آي"، استمر قتال رمز الوفاء والإخلاص لوكاريلي مستمرًا، لم يقل يومًا "كفي"، حتي تحققت اللحظة الذي قال الجميع عليها "مستحيلة"، لوكاريلي وهو في عمر الأربعين عامًا، قاد بارما إلى العودة للكالتشيو مجددًا، للتواجد وسط العملاقة والنجوم من جديد، لما لا فطالما كان بارما عملاقًا، وهو الفريق الإيطالي الذي حقق آخر بطولة أوروبية لِإيطاليا رفقة ميلان وإنتر، عندما تُوّج بطلًا لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي 1999، على حساب مارسيليا الفرنسي.
أوفي لوكاريلي بعوده في نهاية المطاف وقاد بارما للعودة للدوري الإيطالي، وها هو الآن يقترب من كتابة النهاية واعتزال كرة القدم والاتجاه إلى أن يكون ضمن الكادر التدريبي لفريق بارما في الموسم الكروي الجديد.. #تحيا_لوكاريلي