دائمًا ما يطلق الطبيب والكاتب خالد منتصر، تصريحات غريبة حول الأزهر وعلمائه، مهاجمًا المناهج الأزهرية وخريجي الأزهر، حيث تحدث مؤخرًا عن ميزانية الأزهر، مطالبًا باقتصاره على تخريج شيوخ في علوم الدين، وصرف ميزانيته على تعليم الفنون، فضلًا عن حديثه حول قضية تجديد الخطاب الديني. ميزانية الأزهر في آخر مقال للطبيب والكاتب خالد منتصر، طالب بصرف ميزانية الأزهر على أكاديمية الفنون، قائلًا؛ إن الأزهر ليس من وظيفته تخريج مهندسين وأطباء وزراعيين ومحاسبين، ولا يمكن في أي بلد فقير يحارب التطرف أن يصرف 12 مليار جنيه من أجل تخريج رجال دين يُفتى أحدهم بأن دم لاعبي المنتخب المفطرين حلال، والآخر يصف المسيحيين بالكفرة وبأن عقيدتهم فاشلة، والثالث يبيح زواج الطفلة ذات الست سنوات بشرط أن تكون مربربة، ورابع، أو رابعة، يفتى بنكاح البهائم، وخامس برضاع الكبير، وسادس بتكفير منكر العلاج ببول الإبل، وسابع يخترع لنا طباً جديداً بقوله إن أقصى مدة للحمل هي أربع سنوات!! وثامن يفتى بهدم الكنائس وبأن علينا إخراج الطفل المسلم من رحم أمه المسيحية الحامل حتى لا يُدفن في مقابرهم، وتاسع يخبرنا بنتيجة من الكنترول في كشك الفتوى بأن مجدي يعقوب لن يدخل الجنة، وعاشر يطمئننا بأن الزلازل عقاب إلهي على خطايانا... إلخ.
تخريج شيوخ وتابع "منتصر"؛ الدين ليس فيه وساطات، والنصوص المقدسة لم تنزل طلاسم أو شفرات، ومن الممكن جدًا، وقد كنا كذلك طوال تاريخ مصر، أن يقتصر الأزهر على تخريج شيوخ في علوم الدين يأخذون بأيدينا إلى السماحة الرحبة والأخلاق السمحة وسكينة النفس، وأعتقد أن هذا لا يمكن أن يحتاج 12 مليارًا من الجنيهات التي ندفعها جميعًا مسلمين ومسيحيين في مصلحة الضرائب وليس في المساجد.
كما قال إن وجود الكليات العلمية داخل جامعة الأزهر مثل الطب والهندسة هو أمر غير دستوري وعنصري، لأن تلك الكليات المدنية لا تقبل طلابا أقباطا في أوساطها. التيار السلفي وفي حواره مع أحد المواقع الإلكترونية، تطرق "منتصر"، إلى مهاجمة الأزهر، وقال إنه يسيطر عليه تيار سلفي متشدد، وأن الأزهر الشريف يرفض المنهج العقلي خوفًا من علمائه من فقدان السطوة المجتمعية، لافتا إلى مسألة الطلاق الشفهي، الذي طلبت الرئاسة من الأزهر بحثه، ورفضته هيئة كبار العلماء، مؤكدًا: "نحن نقترب رويدًا وريدًا من الدولة الدينية".
الخطاب الديني وكشف منتصر، أنه لو كان الأمر بيده في مسألة تجديد الخطاب الديني، "أول شيء كنت اعتبرت الأزهر مؤسسة دينية فقط، وقررت نقل جميع الكليات المدنية مثل الطب والهندسة من جامعة الأزهر، لأنها مخالفة للدستور، وتخل بمبدأ المساواة لأنها لا تقبل أي مسيحي، هذا أمر عنصري وغير إنساني، أن يحصل طالب على أقل من 90% ويدخل كلية الطب، فيما يحصل آخر على 98% ولا يدخل كلية الطب لأنه مسيحي".
سلطات شيخ الأزهر وحول سلطات شيخ الأزهر، أشار الطبيب، إلى أن الدستور يمنح الأزهر سلطات يتفوق بها شيخ الأزهر على رئيس الجمهورية، فوفقًا للدستور يمكن عزل رئيس الدولة عن طريق البرلمان، لكن شيخ الأزهر غير قابل للعزل، لماذا حدث هذا؟، هو سؤال لا أحد يستطيع أن يرد عليه، وأرجو من عمرو موسى الذي رأس لجنة الخمسين الإجابة عنه، وعن سر القدسية التي منحها لهذا المنصب بحيث يصبح أبديًا.
"شومان": الهجوم على الأزهر "مصيبة" وعقب الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، على المطالبة بتحويل ميزانية الأزهر الشريف للثقافة والفنون، قائلًا؛ إن الأزهر أحد مؤسسات الدولة المصرية، وليس له عداء مع أي جهة، وليس ضد أي نشاط يقدم مصلحة للناس، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف انتهى بالأمس من مهرجان فني، قدم فيه طلاب الأزهر جميع صور الفن من تمثيل وغناء وتواشيح بما لايخالف الشرع.
وأضاف "شومان"، خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "الحدث اليوم"، مساء الأحد، أن الأزهر ليس مؤسسة منغلقة ومتشددة، وإنما مؤسسة تسعى لخير الناس جميعًا المسلمين وغير المسلمين، مؤكدًا أن غير المسلمين والكنائس يعلمون جيدًا قيمة الأزهر الشريف، معقبًا: "نحن في حالة فوضى، وحالة هجوم مستغرب وشديد على كل ماهو إسلامي وعربي".
وتابع، أن الهجوم حال كونه من الخارج فهو أمر سهل، والرد عليه سهل، لكن أن يتبناه البعض من الداخل فهذه هي المصيبة، مشددًا على أن الأزهر هو قوة من قوى مصر الناعمة يجب أن يقف الناس معها لدعمها حتى نخرج من هذه المرحلة.
"عبد الحميد": خالد منتصر ناكر جهود الأزهر وأعرب صالح محمد عبد الحميد عضو لجنة الفتوى بالأزهر، عن اندهاشه من هؤلاء الذين يهاجمون مؤسسة عريقة يحترمها العالم كله ويقف إجلالًا واحترامًا لها ولجهودها التي لا ينكرها إلا جاحد من خلال نشر الفكر الوسطي المعتدل القائم على التيسير والرحمة ووسطية الإسلام.
وأضاف "عبد الحميد" في تصريحه الخاص ل"الفجر"، أنه من المفترض أن يشعر كل مصري بالفخر والعزة أن مصر بها مؤسسة عالمية كالأزهر تعلم طلاب العلم الشرعي من دول العالم أجمع لا أن يهاجمها بدون علم أو دليل.
ووجه عضو لجنة الفتوى بالأزهر، حديثه لخالد منتصر، قائلًا؛ "عليك بمراجعة جهود الأزهر وما قام به خلال السنوات الماضية من مؤتمرات عالمية شهد بها القاصي والداني وإنشاء مراكز عالمية لمحاربة التطرف والإرهاب وجهوده العظيمة في تجديد الخطاب الديني والمحافظة على الدولة من أولئك المتربصين بها من جماعات التكفير والقتل.
وتسائل "عبد الحميد"، ماذا قدم هؤلاء لمصر وماذا قدموا من أفكار تنهض بدولتنا اللهم إلا المهاجمة والنقد لمجرد النقد فقط.
"دسوقي": حجج واهية فيما أكد حسين دسوقي كبير الأئمة بوزارة الأوقاف، أن كلام خالد منتصر ومطالبته بنقل ميزانية الأزهر للفنون، لا قيمة له، لأنها حج واهية، حيث ربط تصرفات بعض الأشخاص بمؤسسة علمية عالمية حافظت على العلوم الصحيحة النافعة في الدين والدنيا وهو الأزهر الشريف.
وأشار "دسوقي" في تصريحه الخاص ل"الفجر"، إلى أن "منتصر" نسب تصرفات التيارات المتشددة من خارج الأزهر وحمل هذه المؤسسة العريقة، بأخطاء هؤلاء، مشددًا على أن الأزهر الشريف بعلمائه المخلصين لا يضيره تصرفات بعض منتسبيه الذين تأثروا بتيارات أخرى متشددة، فجنايتهم على أنفسهم، ولم يكن هذا أبدًا منهجًا للأزهر والأزهرين، فهناك كثير من المؤسسات المدنية والعسكرية ظهر من بعض المنتسبين إليها أفعالاً شنيعة وأفكارًا ضالة فهل من العدل أن نتهم هذه المؤسسات أم نحاسب من وقع منه الجرم؟!.