أكد عدد من السياسيين أن إعلان خادم الحرمين الشريفين تسمية القمة العربية التاسعة والعشرين ب"قمة القدس"، رسالة واضحة مفادها أن القضية الفلسطينية موجودة في قلب الأمة العربية وحاضرة في وجدان المملكة منذ تأسيسها، وأخرست المزايدين على موقف المملكة. وقال المحلل السياسي شاهر النهاري، حول انعقاد القمة العربية التاسعة والعشرين، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة الظهران بالمملكة، إنها تأتي في ظل ظروفٍ عربية غير مسبوقة يشهدها العالم العربي من تحديات كبيرة. حسب صحيفة "سبق" وقال إن قمة ظهران اليوم هي صورة واضحة عما يحدث في المملكة من حراك سياسي واقتصادي، مضيفا: "استطاعت السعودية أن تقدم وتنظم القمة في وقت قياسي بعد اعتذار دولة الإمارات عنها، وتأتي أهمية القمة في انعقادها في ظل الظروف التي تحدث في الشرق الأوسط والعالم العربي". وأشار إلى أن "كلمة واحدة من خادم الحرمين الشريفين استطاع بها أن يلجم ويخرس كافة الأفواه التي كانت تتحدث عن المملكة بعد إعلان ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل، فتسمية القمة ب"قمة القدس" هذا إثبات على موقف الممكة القديم والجديد والمتجدد للوقوف مع القضية الفلسطينية ودعمه للشعب سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، وأسكت كل من حاول التشكيك بدور المملكة الرافض لقرار ترامب". ولفت "النهاري" إلى أن كلمة خادم الحرمين تطرقت إلى بقية مشاكل التي تحيط بالدول العربية كالقضية اليمنية، وتدخل الحوثي المدعوم من قبل إيران، ووجودها بأربع دول عربية ودعمها للإرهاب. وأشار إلى دور المملكة في البحث عن حلول سياسية وسلمية، كما كان واضحاً موقف المملكة مما حصل أمس في سورية وتأييديها لضرب نظام الأسد وحلفائه. وقال "النهاري": "كان واضحا من خلال كلمته أن المملكة تقف مع جميع الدول العربية، وتعمل جاهدة لحل كافة مشاكلها ومحاربة الإرهاب الذي هد كيان الشرق الأوسط، وأدخل العبثية، سواء في مصر أو ليبيا وبعض مناطق الخليج". وختم المحلل السياسي حديثه مؤكدا أن "السعودية سواء داخل أو خارج القمة، دائما تبين موقفها ودورها لمحاربة التدخل الإيراني، وقص تلك اليد، وزيارة ولي العهد الأخيرة أيضا خير دليل على محاربة الإرهاب، والوقوف ضد الإرهاب الإيراني، وعلى ما أظن سيكون الرد القادم قاسياً جدا لإيقافها من التدخل". من جهة أخرى، قال المحلل السياسي عقل الباهلي: "إن الدولة المضيفة دورها يكون تنظيم القمة وتهيئة كافة الظروف للوفود والرؤساء لتنفيذ جدول الأعمال المتفق عليه، والمملكة بذلت كل ما تستطيع لنجاح هذا القمة وهيئة كافة الظروف المناسبة". وبين "الباهلي" أن أكثر الملفات سيشهد تجاذبا في القمة هو الملف الإيراني ومخاطرها وتمددها بالمنطقة، وتدخلها بشكل جائر، حيث دائما تحاول إيران أن تروج لمقولة قول إنها دولة مسلمة وجارة وكأن الجوار هم المعتدون عليها. وتابع: "للأسف إيران هي المعتدية على الدول العربية والإسلامية، ولم تحترم الجوار، والمعروف أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج هم من أساس الدول العربية، ويعملون على حماية دول الجوار من طموحات إيران للتعدي عل الدول العربية وتنفيذ مخططاتها". وأوضح أن "إيران كل ما تعمله هو العدوان الدائم على العرب والقضايا العربية"، مشيرا إلى أن "القضية الفلسطينية من ضمن الملفات المهمة التي ستطرح، وستركز القمة على مرجعية الشعب الفلسطيني وقيادته المعترف بها دوليا وشعبيا، وربما يشار إلى القضايا المطروحة في المبادرة العربية والتجاوزات الإسرائيلية"، ولفت إلى أن القضية السورية ستكون أيضا حاضرة بقوة. وختم المحلل السياسي حديثه قائلا: "أخيرا جميع هذه الملفات وغيرها ستكون حاضرة، وقد تخرج اتفاقات ثنائية، كما أنه لن يتم التطرق إلى القضايا الخليجية، ونتمنى التوفيق للقمة، وأن تشهد قرارات مهمة تؤدي إلى استقرار المنطقة العربية على كافة الأصعدة".