تكشفت فضائح الفساد وانعدام الكفاءة في المنصات الإعلامية، التي يديرها الإخوان وتموّلها قطر بمبالغ ضخمة، بلغت بحسب قنوات فضائية مصرية 100 مليون يورو، وتحولت المنصات الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية من أبواق تهدف إلى "نشر الأكاذيب" و"الترويج للفتنة" إلى دلائل جديدة على انعدام الكفاءة والفساد المتأصل في التنظيم الإرهابي. وأطلقت الجماعة الإرهابية، في أعقاب سقوطها المدوي في مصر منتصف عام 2013، مجموعة من القنوات الفضائية الممولة من قطر وتركيا، للتأثير في المشهد السياسي في مصر وتوجيه خلاياها، لكنها باتت مصدراً جديداً لكشف حجم الفساد المستشري في الجماعة التي ضربتها الانقسامات على مدى تاريخها الممتلئ بالانكفاءات. وأرجع باحثون في شؤون التنظيمات الإرهابية أسباب السقوط المدوي لقنوات التنظيم إلى "الفساد الإداري الذي تمثل في استيلاء القيادات الإخوانية على 80% من التمويلات، وغياب الكفاءات وانعدام المهنية، إضافة إلى عزوف الناس عن مشاهدتها واقتصار جمهورها على أعضاء التنظيم". وقال خالد الزعفراني، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن "قنوات التنظيم الإرهابي فشلت في تحقيق أهدافها برغم رصد 500 مليون دولار من جانب التنظيم الدولي للجماعة والدول الممولة لهم، لتنفيذ مخطط تشويه الانتخابات الرئاسية في مصر، وحث الناس على المقاطعة، إلا أن المشاركة الجارفة من المواطنين كانت ضربة قاصمة لتلك القنوات والقائمين عليها". وأوضح الزعفراني، وهو قيادي منشق عن الإخوان، أن سياسة الإخوان بشكل عام لا تعتمد على أهل الكفاءة، ولكن أهل الثقة والمقربين من القيادات أو الذين يجيدون السير في القطيع، موضحاً أن قنوات الإخوان فشلت في تحقيق أي أهداف، لأنها اعتمدت على وجوه مكروهة وغير مؤهلة إعلامياً، ولا تعرف شيئاً عن قواعد العمل الإعلامي، ذلك فضلاً عن اعتمادها على تشويه مصر والنيل من أمنها واستقرارها. من جانبه، أكد الكاتب مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن الفشل هو النتيجة الحتمية لما كانت تحاول الجماعة الإرهابية وصفه بالإعلام، برغم أنه لا يمت للإعلام الحقيقي بأي صلة، غير أنها قنوات مدعومة للحث على العنف والكراهية والنيل من مصر. وتابع قائلاً إن "إعلام الإخوان كاذب لا يعرف للحقيقة طريقاً"، مؤكداً أنه إعلام قائم على السب والقذف وتزييف الواقع، وأكد أن هناك إفلاساً في جماعة الإخوان، لأنها لا ترغب في إعادة تقييم نفسها والعودة إلى المسار الصحيح، مشيراً إلى أنها جماعة قائمة على الانتهازية وليس لديها أي مبدأ.