سيحاول مانشستر سيتي تضميد جراح سقوطه الأوروبي الثقيل أمام ليفربول، عبر حسم لقب بطولة إنجلترا في كرة القدم عندما يستضيف غريمه الأكبر ومنافسه المباشر مانشستر يونايتد في قمة المرحلة 33 على ملعب «الاتحاد» اليوم وإذا ما قُدر لفريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا الفوز، سيصبح الأول في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي انطلق بتسميته الجديدة قبل 26 عاماً، الذي يُتوج باللقب قبل 6 مراحل من نهاية البطولة. ويتقدم مانشستر سيتي بفارق 16 نقطة عن يونايتد، ويبدو تتويجه باللقب الثالث في الدوري الممتاز (والخامس في تاريخ بطولة إنجلترا) مسألة وقت لكن المحسوم أن نكهة التتويج على حساب يونايتد بالذات ستكون مختلفة، في ظل التنافس التاريخي بين قطبي المدينة الإنجليزية الشمالية. ويأمل غوارديولا في تحقيق باكورة ألقابه في الدوري الإنجليزي في موسمه الثاني مع سيتي، علماً أنه أحرز هذا الموسم كأس رابطة الأندية على حساب آرسنال إلا أن ما يؤرق المدرب السابق لبرشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني، هو أن المباراة تأتي قبل ثلاثة أيام من استضافته ليفربول في إياب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا (صفر - 3 ذهاباً)، ما يضعه أمام صعوبة اختيار التشكيلة التي ستخوض المباراة ضد يونايتد. وقال غوارديولا: «أعلم ما الذي يعنيه ذلك. سيكون مثل حصد برشلونة اللقب في مدريد، أو ريال في برشلونة. سيكون استثنائياً». وخسر يونايتد ثماني من آخر 13 مباراة في الدوري أمام سيتي، وانتصر في ثلاث، وكان سجله السابق بالهزيمة ثماني مرات أمام سيتي في دوري الأضواء على مدار 49 مباراة بدءاً من 1978. وهيمن سيتي بشكل كبير على الدوري هذا الموسم، ولم يخسر سوى مرة واحدة كانت على يد ليفربول نفسه (3 - 4) في يناير (كانون الثاني) الماضي، بعدما كان النادي الأزرق قد تفوق ذهاباً بنتيجة قاسية على ملعبه (5 - صفر) ورأى لاعب خط وسط سيتي البلجيكي كيفن دي بروين أن الفرحة ستكون مزدوجة حال التتويج باللقب ضد يونايتد، معتبراً أن «هذه هي المباريات التي نلعب من أجلها طوال الموسم سيكون الأمر رائعاً، مختلفاً». وأضاف: «الجميع يدرك خصوصية المباريات بين سيتي ويونايتد، الجميع يعرف التاريخ، وبالتالي سيكون الأمر تاريخياً. الأفضل أن نحسم الأمور بأقصى سرعة ممكنة». وكان سيتي قد فاز على مضيفه يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» في الدوري هذا الموسم بنتيجة 2 - 1 في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وبعد أعوام من هيمنة القطب الأحمر على المدينة في عهد مدربه السابق الأسكوتلندي أليكس فيرغسون، تبدلت موازين القوى في مانشستر خلال الأعوام الماضية، لا سيما منذ انتقال ملكية النادي الأزرق إلى الشيخ الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان عام 2008. وبات النادي على وشك إحراز لقبه الثالث في الدوري منذ عام 2012. وبعدما غاب عن الألقاب في موسمه الأول مع غوارديولا الذي تعرض لانتقادات لأسلوبه الهجومي من دون التركيز على الجانب الدفاعي، نجح المدرب المتوج بلقب الدوريين الإسباني والألماني (ثلاث مرات لكل منهما)، في إسكات منتقديه هذا الموسم عبر تقديم فريقه عروضاً قوية تقوم على التمريرات القصيرة السريعة المتقنة، والإمساك بمفاتيح اللعب. وتألق في صفوف سيتي أكثر من لاعب مثل الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، ودي بروين، ورحيم ستيرلينغ، والإسباني ديفيد سيلفا، والألماني لوروا سانيه. ونجح سيتي في تحقيق رقم قياسي في مطلع الموسم بتحقيقه 18 فوزاً توالياً، لكنه يستطيع تحطيم أرقام أخرى أبرزها أكبر عدد من النقاط في موسم واحد، والمسجل باسم تشيلسي مع 95 نقطة في موسم 2004 - 2005 (84 لسيتي حالياً)، وعدد الانتصارات في موسم واحد المسجل أيضاً باسم تشيلسي (30 انتصاراً في الموسم الماضي الذي أنهاه بإحراز اللقب، مقابل 27 لسيتي حالياً) كما يمكن لسيتي تحطيم رقم يونايتد لأكبر فارق من النقاط في نهاية الموسم (18 نقطة في 1999 - 2000)، وأيضاً رقم تشيلسي لأكبر عدد من الأهداف (103 لتشيلسي في 2009 - 2010 مقابل 88 لسيتي حالياً). ويدرك لاعب يونايتد الإسباني خوان ماتا أن توقيت المباراة ليس مثالياً لفريقه. وقال «المباراة لا تأتي في وضع مثالي بالنسبة إلينا، لا سيما مع وجود فارق نقاط كبير بيننا وبينهم، لكن الجميع يعي أنها مباراة مميزة»، مضيفاً: «نتطلع لمواجهتهم وتقديم عرض جيد لأن مشجعينا يستحقون ذلك».