شركات تتخصص فى تصنيع لحوم وألبان وآيس كريم نباتية.. والاسم القبطى دليل الثقة قبل حلول عيد القيامة المجيد، يصوم الأقباط الأرثوذكس والكاثوليك، الصوم الكبير ل55 يوماً، من منتصف الليل، حيث لا يتناول الصائم أى طعام أو شراب حتى الساعة الثالثة عصراً، تقريباً، أو على حسب ما يحدد القس بحسب عمر الصائم وحالته الصحية، ولا يتناول الصائم فى الإفطار سوى الأكل النباتى، ويتم استثناء الأسماك فى صوم الميلاد فقط. ولا يختلف صوم الأقباط عن المسلمين، بالنسبة إلى فرحة حلول الصيام أو انتهائه، أو موائد الرحمن، حيث تقدم موائد «أغابى» أو البركة لإفطار الصائمين خلال الصوم الكبير والذى يبدأ عادة بين شهرى فبراير ومارس وينتهى بعيد القيامة المجيد، ويليه فى اليوم التالى عيد شم النسيم. وأشهر الأكلات التى يتناولها الأقباط على مائدة الإفطار العدس والفول والطعمية والبطاطس بجميع أشكالها والمحشى والسلطات وتختلف شكل المائدة وطريقة إعدادها بحسب المستوى الاقتصادى للمنطقة التابع لها الكنيسة. فى المناطق الشعبية والريفية الفقيرة توجد طريقتان لإقامة مائدة الرحمن، إما أن تتبرع كل أسرة بتحضير نوع أو أكثر أو تقدم الخامات للكنيسة وتشترك النساء فى إعدادها داخل مطبخ الكنيسة، أما الطريقة الثانية فتتكفل فيها الكنيسة بالنفقات وتساهم النساء فى الإعداد. وفى الأحياء الغنية والراقية يتم طلب وجبات صيامى فاخرة من المطاعم بكميات تكفى الصائمين المترددين على القداسات، وتتكفل الكنيسة أو أحد الأقباط بالتكلفة، ليوم، وتتنوع المائدة من البيتزا والمكرونة بالبشاميل والمشروم والبرجر والحواوشى الصيامى المصنع من فول الصويا. وفى كنيسة مار جرجس بالتبين، اعتادت أم مينا إعداد وجبة الإفطار كاملة مرة كل أسبوع ورغم حالتها الاقتصادية البسيطة، لأنها تعتبر هذه الوجبة البسيطة نوعا من الخدمة والمحبة، حيث تنزل للسوق مع صديقتها لشراء الخضار وتحضير السفرة من البطاطس المحمرة والفول المدمس والطعمية والسلطة الخضراء والطحينة والعدس الأصفر ونوع من الفاكهة المتوفرة فى السوق وكيلو سكر وشاى، أما صفاء فاختارت إعداد وجبات متميزة مرتين خلال فترة الصوم المقدس لكنيستها بشبرا، وتحرص على إعداد بيتزا بالماشروم والمكرونة البشاميل وبعض المعجبات. وتستغل شركات الأغذية التى يملكها أقباط فترات الصيام الطويلة لابتكار أكلات صيامى نباتية تشبه الأكل الحيوانى من حيث الشكل والنكهة، ليقبل عليها الأقباط خلال فترة الصوم، حيث يحققون أرباحاً كبيرة خصوصاً مع ثقة الأقباط فى المنتج الذى يحمل اسماً قبطياً. وبدأت فكرة الأكل الصيامى، بإنتاج «لبن نباتى» لتعوض مرضى الأقباط بنقص الكالسيوم، والذين لا يصرح لهم بتناول اللبن الحيوانى فى الصيام وبدأت بعض شركات الأغذية فى تصنيع لبن الصويا النباتى والآيس كريم والشيكولاتة واللبن والأجبان بنكهات مختلفة منها ما يشبه الجبنة الرومى والأسطنبولى وبنكهات الفلفل الأخضر والزيتون وغيرها، بجانب البرجر والشاورما والبانيه والكبيبة والسمبوسة واللانشون والمورتاديلا «لانشون لحم الخنزير» وجميعها تصنيع نباتى كامل. وكانت منتجات الأديرة الملهم الرئيسى لأصحاب المصانع لتقديم نفس الخدمة ورفع شعار واسم مسيحى ليحظى بثقة المستهلك وقبوله بغض النظر عن ارتفاع السعر، خاصة أن فترة الصوم تؤرق الأمهات خصوصاً فى حال وجود أطفال. وأشهر المستفيدين من بيزنس الأكل الصيامى شركات المحبة، والبطل، وأغابى، والرومانى، وطيبة، كما يستغل بعض التجار أسماء الأديرة أو الرهبان لضمان ثقة العميل القبطى مثل الأخميمى، الرزيقى، الطموهى، الأنبا كاراس، أبناء الطاحونة. وتوجد سلاسل تجارية كبيرة «سوبر والهايبر ماركت» فى المناطق التى يعيش فيها عدد كبير من الأقباط حيث تخصص ركناً لمنتجات هذه الشركات، مثل سوبر ماركت الأمير والعابد بشبرا وكاراس ماركت بمصر الجديدة، كما تحرص الشركات على نشر منتجاتها فى الكنائس والأديرة الصغيرة كما توجد منافذ بيع منتجات الأديرة بالأحياء المسيحية فى صعيد مصر وشبرا والزيتون ومصر الجديدة وعزبة النخل. كما لاقت فكرة تصنيع حلويات وجاتوهات صيامى فى الأفران ومحلات الحلوانى الكبرى ليس فى شبرا فحسب ولكن فى المناطق الشعبية أيضاً والتى تحمل شعار يوجد آيس كريم صيامى أو جاتوه وحلويات شرقية صيامى، ما دفع بعض سلاسل المطاعم الشهيرة لتخصيص صفحة ب«المنيو» للأكلات الصيامى لتحظى بقبول لدى الأقباط. تتأثر أسعار كثير من السلع الغذائية خلال فترة صوم الأقباط، فتنخفض بعضها مثل الدواجن والأسماك فى الأصوام التى يمنع فيها أكل الأسماك، والبيض ومنتجات الألبان، فيما يرتفع سعر الأسماك فى الأصوام المصرح فيها بأكله، مثل صوم الميلاد والآباء الرسل والعذراء، وترتفع أسعار بعض السلع الأخرى مثل الخضراوات والمشروم والفاكهة.