''بقينا بنبدع في الأكل الصيامي، جبنة صيامي، لحمة صيامي، لانشون صيامي، الصيام مبقاش صيام'' ، يتحدث الكاهن ''يوسف'' عبر مكبر الصوت مخاطبا العشرات ممن حضروا قداس اليوم الأحد، بكنيسة الملاك ميخائيل بالضاهر، مقتبسا في عظته مقولة للقديس ماري إسحق السرياني '' صوم اللسان خير من صوم الفم وصوم القلب أخير من الإثنين''. ما أن تبدأ أصوام الأقباط حتى تمتلأ ''السوبر ماركت'' بالأطعمة الصيامي والتي عادة ما تحمل أسماء أطعمة حيوانية فهناك اللحمة الصيامي، والجبنة واللانشون ووصولا إلى التورتة الصيامي. لذا فصوم الأقباط الذي يتخلله فترة انقطاعية عن الطعام ويمتنعوا فيه عن تناول المنتجات الحيوانية، أصبح الآن ثريا بأطعمة شتى تقدمها المتاجر في محاولة لجذب عدد أكبر من الزبائن. ووسط إقبال الأقباط على ''المنتجات الصيامي'' يرى البعض أن ذلك يعتبر تحايلا على الصوم فيما يراه أخرون نوعا من التخفيف، حيث أن الصوم يصل في بعض الأحيان لخمسة وخمسين يوما كما هو الحال في ''الصوم الكبير'' الذي سيبدأ أول أيامه غدا الإثنين. كيرلس، شاب عشريني، يقول ل''مصراوي'' :'' إذا كان كل أكل بقى له بديل يبقى الصيام فقد قيمته والأفضل عدم الصيام لأن ربنا بينظر للقلب مش لطقوس ظاهرية بنمارسها''، مشيرا إلى أن الله ينظر إلى القلب وأن الصيام يجب أن يقتصر فقط على الأكل النباتي.
''إيريني '' تنتقد هي الأخرى فكرة المنتجات الصيامي التي ظهرت في الأسواق السنوات الأخيرة '' السوبرماركت''، قائلة :'' بتحاول تقدم منتجات صيامي، لكن المشكلة مش فيها المشكلة أن الأقباط بيقبلوا عليها فلو مفيش إقبال مكناش شوفنا المنتجات دي''. وتؤكد أنها شخصيا لا تشتري هذه المنتجات، مضيفة '' أنا لو صايمة وعايزة أكل لانشون ولحمة وجبنة يبقى إيه لازمتها أني أصوم من الأساس''. ''مريم'' بدورها تؤيد فكرة وجود تنوع في الأطعمة أثناء فترة الصيام، قائلة ''الصيام بيكون فترة طويلة، ولازم يكون فيه أكل مختلف لأن الناس بتتعب''. وترى أن المنتجات الصيامي على الرغم من أنها تحمل اسم منتجات حيوانية الإ أنها صيامي بالفعل، مضيفة ''الموضوع مش تحايل ولا حاجة، مثلا اللحمة الصيامي بتكون من فول الصويا اللي هو منتج نباتي، يعني ما بيدخلش في تركيبتها أي حاجة فطاري ''.
