ربما لم يعد يعترف الإحتراف في لعبة كرة القدم بإستمرار اللاعب مع فريق واحد حتى الإعتزال، فالكرة بات يحكمها المال بصورة كبيرة، ومن يدفع أكثر هو من يستقطب أفضل النجوم، لكن لا يزال في عالم الساحرة المستديرة حديث عن اللاعب الرمز الوفي، الذي لا يخون أو يغير ألوان ناديه الأول. وفي حال غادر إلى فريق غريم قد لا يوصف إلا ب"الخائن"، وتفتح أبواب جهنم في وجهه، وهذا ما قام به مؤخرًا نجم وصانع ألعاب النادي الأهلي عبدالله السعيد في الأيام القليلة الماضية، بعدما لوح بالقيمة المالية الكبيرة بالعروض المقدمة له.
ويستعرض "لكم الفجر الرياضي" أبرز الحالات التي خان فيها اللاعبين أنديتهم من أجل "المال"، علي المستوي المحلي والأوروبي، علي النحو التالي :
1-"التوأم حسام وإبراهيم حسن".. فى آواخر عام 1999، اشتعلت العديد من الأزمات والخلافات بين إدارة النادى الأهلى برئاسة صالح سليم والثنائى التوأم حسام حسن وإبراهيم حسن، وذلك بعد عدم وجود رغبة من جانب إداراة القلعة الحمراء وقتها فى التجديد للثنائى، ليختلق كليهما العديد من المشكلات مع إدارة النادى الأحمر ومدير الكرة وقتها ثابت البطل، من أجل مواصلة الضغط على إدارة النادى بوجود عرض تركى لهم من أجل الرحيل عن الفريق، وبالفعل يرحل الثنائى عن الفريق صوب تركيا بعد عدم وجود أى تكليفات من إدارة الأحمر لتجديد عقدى الثنائى، لتتفاجىء إدارة الأهلى بعد ذلك بإستمرار الثنائى فى تركيا ليتجهوا مباشرة بعد ذلك للانضمام إلى صفوف الزمالك عام 2000.
2-"رضا عبدالعال".. خلال موسم 1994-1995 فى صفقة هزت الوسط الرياضى المصرى، انتقل رضا عبدالعال من صفوف الزمالك إلى الأهلى بمبلغ يعد وقتها ضخم جدًا، كما أنه كان يعتبر أكبر قيمة انتقال للاعب من نادى إلى آخر داخل مصر بعد انتقال عبدالعال وقتها للأهلى مقابل 625 ألف جنيه، وافتعل عبدالعال قبل رحيله من الزمالك العديد من المشكلات من أجل مطالبته بزيادة قيمة عقده مع الفريق الأبيض، وعرض وقتها مجلس إدارة الأبيض برئاسة المستشار جلال إبراهيم مبلغ 25 ألف جنيهًا سنويًا للاعب إلا أن عبدالعال رفض هذا المبلغ وطالب بمساوته بكلًا من أحمد رمزي وإسماعيل يوسف وأشرف قاسم، والذين كانوا قد جددوا تعاقدهم قبل عبدالعال بأيام قليلة ولكن وصل تعاقدهم ل45 ألف للموسم، ورفض جلال إبراهيم طلب عبدالعال ليرحل متوجهًا للأهلى فى صفقة هزت الرأى العام الرياضى بمصر وقتها.
3-"عصام الحضرى".. تعود تلك الواقعة إلى صباح يوم الخميس 21 فبراير من عام 2008، عندما ذهب عصام الحضري مستقلًا طائرة تحمل الرحلة رقم 797 والمتجهة إلى سويسرا من أجل الإنضمام إلى صفوف فريق سيون السويسرى، رفقة وكيله المغربى آنذاك عبد الودود بوضياف والذى ساعده على الهروب إلى النادى السويسرى مستغلًا وقتها البند رقم "17" من لائحة شؤون اللاعبين المعتمدة من الفيفا والتي مفادها "أنه من حق اللاعب الذي دخل عامه ال28 عامًا مع ناديه أن يفسخ عقده (ويشتري) السنوات المتبقية من هذا العقد".
وقبل هروب الحارس المصرى إلى سويسرا كان الحضرى منتشيًا ويعيش أحد أفضل أوقاته الكروية على الإطلاق بعد تتويجه مع المنتخب المصرى ببطولة كأس الأمم الأفريقية بغانا، ليرسل سيون عرضًا رسميًا للأهلى من أجل ضم الحضرى، إلا أن إدارة النادى الأحمر قد رفضت هذا العرض، والتى رأت فيه أنه لايناسب أسم الحضرى واسم النادى الأهلى، حيث كان العرض ضعيفًا من الناحية المادية، وكان يقدر ب 400 ألف يورو فقط حسب ما أعلنته إدارة الأهلى وقتها، ليقرر الحضرى بعدها الرحيل على طريقته بالهرب إلى سويسرا، وأعلنت العديد من التقارير الصحفية وقتها أن الحضرى قد حصل على مبلغ مليون يورو وحده من قيمة تلك الصفقة التى تسببت فى رحيله المفاجىء دون أن يستفيد الأهلى أى شىء من قيمة تلك الصفقة.
4-"إسلام الشاطر".. فى موسم 2003-2004 إنتقل الشاطر من صفوف الإسماعيلى إلى الزمالك وأثناء وجوده فى صفوف الأبيض طلب إسلام الشاطر من مجلس إدارة الزمالك إعارته لمدة موسم واحد لاتحاد جدة السعودي، وألح الشاطر مرارًا وتكرارًا في طلبه ليوافق مسئولى الزمالك على طلب اللاعب ويرحل للسعودية، ثم يعود في لمح البصر للنادي الأهلي، مستغلًا ثغرة في عقده تتيح له دفع الشرط الجزائي واختيار النادي الذي يرغب في الانضمام إليه، وهاجت الدنيا وتقدم الزمالك بشكوى ضد اللاعب وحسمت لجنة شئون اللاعبين الصفقة لصالح الأهلي.
5-"شريف عبدالفضيل".. فى عام 2009 أعلن الأهلى عن انتقال مدافع الإسماعيلى وقتها شريف عبد الفضيل إلى صفوفه مقابل 7.5 مليون جنيه، وهو المبلغ الذى كان مبالغًا فيه بشكل كبير بالنظر إلى مركز اللاعب داخل المستطيل الأخضر كمدافع، وشهدت فترة انتقاله من الإسماعيلى إلى الأهلى قصة مثيرة، فعندما كان اللاعب لايزال بقميص الإسماعيلى طلب من إدارة ناديه زيادة قيمة تعاقده بشكل يفوق قدرات الإسماعيلى المادية لترفض إدارة الأصفر فى النهاية طلبه ويعلن بعدها رغبته بالرحيل عن الفريق ليفتح الإسماعيلى مزايدة على اللاعب يدخل فيها الأهلى والزمالك بكل قوتهم ليفوز الأهلى فى النهاية بتلك الصفقة.
6-"معتز إينو".. فى عام 2007 انتقل إينو إلى صفوف الأهلى قادمًا من الزمالك، فبعد أن تم تصعيد اللاعب من صفوف ناشئى الأبيض إلى الفريق الأول تألق اللاعب بشكل كبير، وعرضت إدارة الزمالك وقتها تجديد تعاقده ليطلب زيادة قيمة تعاقده مع الفريق، الأمر الذى رفضته إدارة الزمالك لتستغل إدارة القلعة الحمراء تلك الأزمة وتضم اللاعب فى صفقة مجانية بعد انتهاء تعاقد إينو مع الزمالك.
7-"عبدالله السعيد".. فجر عبدالله السعيد صانع ألعاب النادي الأهلي مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن وقع خلال الأيام الماضية عقدًا مع الغريم التقليدي نادي الزمالك لموسمين مقابل 20 جنيه للموسم الواحد، قبل أن يتوصل مسؤولو القلعة الحمراء بعد إجتماعهم باللاعب من حسم الأمر والتجديد للأهلي لمدة موسمين جديدين، لكن مسؤولي الأحمر لم يمر عليهم أمر توقيع السعيد مع الزمالك مرور الكرام، بل أن الإدارة قامت بعد بضع ساعات من تجديد عقد اللاعب بإعلانها عن عرضه للإعارة أو البيع، من باب التأديب بعد تمسكه بشروطه المالية لجانب توقيعه للغريم التقليدي.
8-"مانويل نوير".. نشأ وتكون حارس المرمى العملاق مانويل نوير في نادي شالكه الألماني وتألق في حراسة المرمى، مما جعله محل متابعة من الغريم بايرن ميونيخ، لكن نوير كان في كل مرة يؤكد أنه لن يتخلى عن فريقه الأول ولن يخدعه مهما كانت الإغراءات، لكن في صيف 2011 حصلت المفاجأة وترك نوير شالكه، وانضم إلى النادي البافاري.
9-"فرنسوا كلارك".. تعلم فنون كرة القدم في مركز تكوين أولمبيك ليون الفرنسي، لكن الظهير الأيمن سرعان ما تنكر لناديه الأول وانتقل إلى نيس ثم إلى العدو اللدود سانت ايتيان، وأثار ذلك غضب جماهير ليون بتصريح مثير ومستفز عندما قال، إن طعم التتويج بلقب الرابطة الفرنسية مع سانت ايتيان أفضل بكثير من ألقاب ليون.
10-"سول كامبل".. أثار المدافع الإنجليزي سول كامبل غضب جماهير توتنهام عام 2001 عندما قرر الرحيل نحو الغريم اللندني أرسنال، بهدف المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وحقق كامبل حلمه وعزز صفوف المدفعجية، وسجل هدفاً في نهائي 2006 لكنه وصف بالخائن من طرف عشاق توتنهام وبات منبوذاً.
11-"أليسو رامنيولي".. دفع رامنيولي ثمن تأثره بالمدافع الإيطالي السابق نيستا غاليًا، حيث خسر فريقه روما، ووجد نفسه في ميركاتو الصيف الماضي مرسماً في قائمة ميلان، ويبدو أن تصريحات رامنيولي المتكررة، بشأن إعجابه بنيستا قائد لاتسيو السابق (العدو الأول لروما)، جعلت الجماهير تنقلب عليه، وتفرض عليه الرحيل من قلعة «الذئاب».
12-"ويليام جالاس".. عرف جالاس بداية رائعة في عالم الساحرة المستديرة مع تشيلسي الإنجليزي، لكنه رغب في الانتقال إلى الفريق اللندني العريق أرسنال متحدياً الجماهير وإدارة النادي وجابه رفض مطلبه مهدداً بالتسجيل في مرماه، ولم يكتف جالاس بخيانة تشيلسي فقط، بل خدع أرسنال وانتقل إلى الغريم الآخر في شمال لندن توتنهام.
13-"لويس فيجو".. يعد البرتغالي فيجو من أشهر النجوم الذين خانوا فرقهم، حيث فجر مفاجأة كبيرة وأثار جدلاً واسعاً عام 2000 عندما ترك برشلونة وانضم إلى ريال مدريد، ووضع فيجو نفسه أمام فوهة بركان جماهير الفريق الكاتالوني، التي وصفته بالخائن، وظلت تهاجمه باستمرار كلما لعب على ملعب الكامب نو أو حتى خارج المستطيل الأخضر.
14-"فابريس فيوريس".. لعب فابريس فيوريس في صفوف باريس سان جيرمان، خلال الفترة المتراوحة بين عامي 2002 و2004، لكنه خدع النادي الباريسي بانتقال سري ومفاجئ في ميركاتو 2004، حيث وقع لنادي أولمبيك مارسيليا قبل 15 دقيقة من غلق باب الانتقالات دون أن يعلم إدارة ناديه لتنفجر الجماهير في وجهه غضباً.
15-"نيكو كرانكار".. أصبح نيكو كرانكار قائداً لنادي دينامو زغرب في سن ال17 ربيعاً فقط وبات رمزاً من رموزه، لكن في صيف 2003 انتقل إلى الفريق الغريم هايوك سبيلت، وشكل انتقاله زلزلاً علي الأرض من تحت أقدام الجماهير في دينامو زغرب، وخرجت في مسيرات ساخرة من تصرف اللاعب، كما ظهرت أمام منزله وأشعلت الشموع تعبيراً على موت وفائه.
16-"ماريو جوتزه".. فاجأ النجم الألماني ماريو جوتزه جماهير بوروسيا دورتموند في 2013 عشية نصف نهائي أبطال أوروبا أمام ريال مدريد بموافقته على الانتقال إلى بارين ميونيخ، مما أثار سخط الجماهير الصفراء، ووضع اللاعب في مأزق كبير، حيث استبعد من الفريق الأول، وحرم من خوض نهائي الأحلام الذي جمع دورتموند ببايرن.
17-"مو جونستون".. لم تتوقع جماهير سلتيك جلاسجو الإسكتلندي يوماً رحيل نجم فريقها الأول مو جونستون إلى الغريم جلاسجو رينجرز، لكن اللاعب أقدم على المغامرة، فكانت تبعاتها وخيمة عليه، حيث انقلبت الجماهير عليه وبات يعيش وضعاً صعباً في مدينة جلاسجو، حيث لاحقته اللعنة أينما حل في الملاعب أو في الشوارع مع عائلته.
18-"ألان سميث".. عرف سميث بعدائه وكرهه الشديد لنادي مانشستر يونايتد الانجليزي وكان كثيراً ما يطلق تصريحات نارية نحو الشياطين الحمر، لكن في 2004 تنكر آلان سميث وعوده ومبادئه وانضم إلى مان يونايتد وسط دهشة جماهير فريقه ليدز يونايتد، وبعد موسم واحد تعرض لإصابة بالغة أمام ليفربول، ما جعل الجماهير تشمت به.