أكد المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سعود القحطاني أن ما تبثه قناة الجزيرة القطرية عن دور السعودية في الانقلاب المزعوم مجرد أكاذيب بينما كشف رئيس المعارضة القطرية الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني عن تفاصيل هذه المسرحية التي تعرض فصولها الجزيرة تحت اسم «ما خفي أعظم» والتي تتحدث عن سيناريو انقلاب 1996 المزعوم في قطر، مؤكداً في الوقت ذاته أن النظام القطري مستعد للتحالف مع الشيطان نفسه طالما يخدم أجندته وأهدافه. وقال القحطاني عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لم يتيسر لي حتى الآن إلا مشاهدة بعض اللقطات من برنامج قناة الجزيرة عن دور السعودية في الانقلاب المزعوم». وأضاف: «كل ما شاهدته حتى الآن مجرد أكاذيب، ولي معها وقفات بعد انتهائي من أعمالي المهمة».
سيناريو واحد
بدوره، قال ابن سحيم، عبر حسابه على «تويتر» أمس: «عندما سقط تنظيم القاعدة في أفغانستان احتضنت إيران أغلب عناصره الناجين على الرغم من اختلاف المعتقد، ثم دربتهم وأرسلتهم إلى سوريا والعراق، وهكذا يفعل النظام القطري، هو لا يهتم بمعتقد أو دين، بل من يخدم أجندته وأهدافه، فلا غرابة لو تحالفوا مع الشيطان نفسه».
وأضاف أن «سيناريو انقلاب 1996 المزعوم في قطر، هو نفس سيناريو انقلاب (تركيا الذي استهدف إطاحة الرئيس رجب طيّب أردوغان، وأجزم أن المخرج واحد وهو حمد بن خليفة»، مردفاً أن «من انقلب على والده في نفس العام ثم دبّر القصة للتخلص من القيادات السابقة لوالده، كما فعل أردوغان، عندما تخلص من المعارضة».
ضحية الأطماعوعلق ابن سحيم ساخراً: «ما خفي أعظم، بعد 22 سنة، انتهى التحقيق وظهرت نتائج عملية 1996 بعد أن مات الشهود والمدّعى عليهم وجميع الأطراف إلا بطل القصة حمد بن خليفة، يستحق الفيلم جائزة الأوسكار». وقال: «مشكلة قبيلة آل مرة والغفران تحديداً أنهم لا يحنثون بقسمهم ولا يخونون بعهدهم، فكانوا ضحية لأطماع حمد بن خليفة».
وأوضح رئيس المعارضة القطرية، أن السعودية رغم خلافها الشديد مع النظام الليبي، لم تستغل الفرصة أثناء الحرب عليه، أما النظام القطري، فرغم علاقته الحميدة مع الزعيم الليبي معمر القذافي، هُو أول من انقلب عليه، وشارك سلاح الجو القطري في قصفه. وفي إشارة إلى تنظيم الحمدين، تساءل ابن سحيم «من كان يدعم الانقلابيين في البحرين، ومن كان يوقد الفتنة في الكويت، ومن كان يدعم داعش إعلامياً؟».
على صعيد آخر، كشف ابن سحيم عن وثائق وأدلة تؤكد مقتل والده الشيخ سحيم آل ثاني غدراً وغيلة.
وفي مقابلة مع برنامج مع_تركي_الدخيل الذي يذاع على شاشة العربية، أكد الشيخ سلطان بن سحيم أن سياسة قطر الحالية مرفوضة من الداخل والخارج.
وقال إن السلطات القطرية التي اقتحمت منزله في الدوحة سرقت وثائق مهمة تكشف أسراراً تاريخية.
محاولات تشويه
وبثت «الجزيرة» برنامجها الدعائي «ما خفي أعظم»، والذي أرادت من خلاله تناول محاولة انقلابية على أمير قطر السابق عام 1996، على نحو يخدم «بروباغاندا» محاولات تشويه ومهاجمة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
ومن المعروف أن قناة الجزيرة لا تتكلم عادة عن الشأن القطري، إلا أن صناع القرار في الدوحة سمحوا لها - على ما يبدو - بفتح هذا الملف بعد أن استنفدت في حملاتها الدعائية جميع الاتهامات والملفات والقضايا من دون أثر على المقاطعة المفروضة على قطر بسبب مواقفها المثيرة للجدل.
أصابع المخابرات القطرية في إعداد البرنامج لا يخطئها الإعلاميون، فالمقابلات مرتبة مع شخصيات لا يمكنها التحدث من دون تصريح أمني، والوثائق التي اعتمد عليها مقدم البرنامج لا يمكنه الحصول عليها بجهد صحفي وإنما من خلال قرار مخابراتي من أرفع مسؤولي صنع القرار في الدوحة.
خروج صادم
وانقلب سحر الدوحة عليها، فالفيلم الدعائي الذي أريد منه مهاجمة الدول المقاطعة، تحول إلى مناسبة للحديث عما لم ترد القناة القطرية التطرق إليه، وهو انقلاب الابن أمير قطر السابق على والده في واقعة شكلت خروجاً صادماً على الأعراف والتقاليد في المجتمعات الخليجية والعربية والإسلامية.