في يوم ال 9 من أغسطس منذ 150 عامًا أعلنت القوات البحرية الأميركية أنها تدعو كل الأحزاب والشركات في الولاياتالمتحدة التي تستطيع أن تحقق حلم صناعة سفينة من الصلب وتكون لها استخدامات حربية. واشترط الإعلان على أن تكون المواد المستخدمة في صناعها هي الحديد والخشب أو خليط بينهما . ومنح الإعلان المصممين ممن سيشاركون في تلك المسابقة شهرًا من أجل تصميم تلك السفينة الحديدية. وخلال ستة أشهر من تاريخ صدور الإعلان قامت إحدى مصانع السفن في بروكلين بصناعة سفينة حربية هي الأولى من نوعها في ذلك الوقت وهي سفينة "The U.S.S. Monitor" وكان لها شكل غريب للغاية حيث كانت تشبه الغواصة ولكنها مزودة بأبراج مثبت بها مدافع. وفي ذلك القوت لم يكن يتوقع أي من الخبراء أن تستطيع تلك السفينة على أن تطفو على سطح البحر. واعتبرت هذه السفينة أشهر سفينة على وجه الأرض، إضافة إلى مصممها جون إريكسون وطاقم السفينة أيضًا ممن اعتبروا من مشاهير العالم خلال القرن التاسع عشر. وحتى بعد غرق تلك السفينة في العام 1862 بعد عام من صناعتها اعتبرت رمزًا حضاريًا لأميركا. وكان قد تم انتشال تلك السفينة من المحيط منذ تسعة أعوام وتم وضعها في صهريج أو خزان كبير مملوء بالمياه العزبة وذلك من أجل حماية جسدها من التأكسد بعد أن ظلت لأكثر من 140 عامًا في قاع البحر مما جعل الملح يتفاعل مع جسمها المعدني. وبنهاية الشهر الحالي سيكون فريق العمل قد انتهى من إزالة أخر قطع الملح الملتصقة بجسم السفينة، وهو ما سيتيح للجميع إلقاء نظرة عليها في متحف مارينارز. ولكن لا يعني إزالة جميع الأملاح من عليها أنه سيتم إخراجها من المياه العزبة، حيث سيتم وضعها فيها لمدة 15 عامًا أخرى من أجل الحفاظ على تلك السفينة قبل أن تتعرض للهواء من جديد. وخلال السنوات الماضية، انبهر الفريق المسؤول عن العناية بتلك السفينة الحربية الفريدة من نوعها، وكان السبب في ذلك الاختراعات التي تم صناعتها على متن تلك السفينة والتي وصل عددها إلى 1500 والتي قام بتصميمها جون إيركسون ومن بينها، البرج المثبت عليه مدفع والذي يستطيع الدوران 360 درجة إضافة إلى المحركات المسؤولة عن تحريك السفينة، والمرحاض الذي يعيد تنقية المياه. وقال أحد أعضاء فريق رعاية تلك السفينة إنه بالتأكيد واجه العاملين على صناعة تلك السفينة حظًا كبيرًا للغاية لكي تخرج تلك السفينة بشكل تستطيع به أن تطفو على سطح البحر على الرغم من الاختراعات المبتكرة عليها. وهي السفينة الحربية التي جعلت جون إيركسون يعتبر نفسه مهندسًا لم تنجب الأرض مثله وذلك كما وصف نفسه في رسالة إلى الرئيس الأميركي لينكولن. وتكلف صناعة تلك السفينة الحربية 275 ألف دولار، وهو مبلغ خيالي في تلك الفترة منذ 150 عامًا، وأتم إيركسون صناعتها خلال أربعة شهور، وخلال تلك الفترة اتهم بالجنون لمحاولة صناعة سفينة من الحديد وقامت وسائل الإعلام بتسمية السفينة ب "فكرة إيركسون الغبية"، واستمرت تلك الانتقادات بعد أن تم صناعتها، وواجهت تلك السفينة مشكلة في المحرك خلال شهرشباط/فبراير من العام 1862 وهو ما زاد من موجة الانتقادات ضده وأسرع على الفور بإصلاح هذا العطل وبعد ذلك شاركت تلك السفينة في معركة حربية أثناء الحرب الأهلية الأميركية مع سفينة حربية أخرى مصنوعة من الحديد أيضًا وهي "C.S.S. Virginia" في المعركة الشهيرة التي حملت اسم كونفيديرات. وقال المسؤول عن مشروع ترميم تلك السفينة الحربية ديف كروب إنه أثناء قيامه بترميم السفينة هو وفريقه كان يشاهد العديد من الاختراعات الغريبة، وأضاف أنه لا يصدق أن هذا الكم من التفاصيل الدقيقة في كل هذه الاختراعات المنتشرة في السفينة استطاع جون إيركسون أن يصنعها ويشرف على صناعة السفينة بالكامل خلال أربعة شهور فقط، في حين أن صناعة سفينة مثل تلك الآن يستغرق سنوات طويلة